حقول النفط الفنزويلي أكثر من الحقول في المملكة العربية السعودية. ومعدل الفقر في البلاد أعلى من نفس المعدل في البرازيل المجاورة.
الثورات في فنزويلا تحدث دائما.قد أدت أعمال الحكومة اليسارية الراديكالية إلى الانهيار الاقتصادي في البلاد ما أفرج عن موجة واسعة من الاحتجاجات التي اجتاحت محتلف المناطق الفنزويلية. وصل معدل التضخم إلى مستوى 60%، ومعدل حالات الانتحار تقريبا الأعلى في العالم حيث تأتي فنزويلا بعد غاندوراس فقط في هذه الفئة. وبعد وفاة هيوغو تشافيس تولى المقرب له نيكولاس مادورو منصب رئيس الدولة وفي نفس الوقت انخفضت أسعار النفط كثيرا وشهدت البلاد المزيد من التأزم. وبالرغم من محاولات الرئيس الجديد خفض تكلفة استخراج النفط وتصديره وبذل الجهود التي تهدف إلى تعزيز صورته الدولية وتعزيز الدعم الشعبي للسلطة. لا شك أن تحقيق هذا الهدف ضروري جدا، خاصة عندما يعيش الاقتصاد في ظروف الانهيار الكامل حيث يصطفّ المواطنون في الصفوف الطويلة للحصول على الخدمات والسلع الأولية. تصبح هذه المسألة أكثر حيوية على خلفية الانتخابات البرلمانية القريبة.
آخر تطورات الأوضاع في فنزويلا
تصل نسبة النقد الأحنبي في ميزانية الدولة إلى 95% حيث هذا المقدار هو بشكل كامل يتضمن على عائدات تصدير النفط الفنزويلي لسبب بسيط إذ أن الدولة لا تنتج شيئا أكثر من النفط. يصل عدد سكان فنزويلا إلى 30 مليون نسمة. ومع التراجع الكبير لأسعار النفط قد سجل الاقتصاد انخفاضا ملحوظا في عائدات التصدير التي انخفضت بنسبة 60% (وهذا بحسب التقارير لبداية عام 2015 بالمقارنة مع نفس المعدل في السنة الماضية). ألحقت الظروف الاقتصادية المتدهورة أضرارا كثيرة بحجم واردات المنتجات الأساسية.
وقد فاز نيكولاس مادورو في الانتخابات بفوارق ضئيلة للغاية خلال 45 سنة أخيرة في تاريخ البلاد. أما الطريق المهني للرئيس الجديد فقد بدأ من سائق الحافلة ومن ثم كان السيد مادورو عضوا في النقابة وتولى منصب وزير الخاريجية الفنزويلي ومن ثم نائب الرئيس. لا يمكن أن نقول إن كل الوعود للحملة الانتخابية قد تم تحقيقها من طرف الزعيم الجديد حيث لم تمارس إصلاحات بشأن الحصائل النقدية بصورة متوقعة حيث قد اتخذت الحكومة بدلا منها قرارات للحد من حرية وسائل الإعلام الأجنبية في البلاد ما أثار موجة من الاعتقالات للمعارضين السياسيين بتهمتهم في الأنشطة المناوئة للحكومة.وهذا قد أسفر عن مقتل 43 شخصا على الأقل.وأصبحت السندات الحكومية الفنزويلية التي كانت تتميز مؤخرا بأفضل سعر للصرف في العالم اليوم من الأسوأ عالميا وتقترب الدولة بصورة تدريجية إلى حالة العجز عن سداد ديونها. ومنذ النصف الثاني لعام 2013 بعد الانتخابات الرئاسية مباشرة انخفض سعر الصرف للعملة المحلية إلى أدنى مستوياته حيث سجل تراجعا بنسبة 90% تقريبا في السوق السوداء.
ثورة البوليفار
قد غير هيوغو تشافيس وهو أحد الجنود المظليين الذي أمضى سنتين في السجن بعد فشل محاولة الانقلاب العسكري في عام 1992 - بشكل جذري النظام السياسي في فنزويلا بعد انتخابه رئيسا للدولة في عام 1998 على خلفية الانتقادات الحادة الشديدة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية. قام تشافيس بخصخصة الآلاف من الشركات جزئيا أو كاملا. ونرى نتيجة ذلك أن فنزويلا لا نتنج شيئا إلاّ النفط. كانت الدولة توزع جزءا كبيرا من الميزانية لمساعدة الفقراء ولكن فنزويلا كانت بإمكانها أن تتصرف بهذه الطريقة حينذاك حيث كانت تحقق الأرباح من صادرات النفط على مستوى 8 مليون دولار تقريبا.
وبفضل الدعم الشعبي الواسع النطاق قد حوّل تشافيس النظام الديموقراطي في البلاد إلى نظام استبدادي جديد. كانت الدولة تهتم كثيرا في مساعدة الفقراء والأوساط من المقربين لتشافيس فعانت من النقص في المال. ومنذ عام 2002 شهدت فنزويلا انقلابا سياسيا جديدا ولكن بعد مرور 48 ساعة عاد تشافيس من هذه المعركة السياسية فائزا واستمر في الحكم.
في فنزيولا اليوم مراقبة شديدة لعمليات صرف النقد الأجنبي حيث أنه منذ عام 2003 تتم إعادة تقييم العملة الفنزويلية مقابل الدولار من أجل دعم الواردات.
كان هيوغو تشافيس يحصل عادة على نسبة لا تقل من 50% من إجمالي عدد أصوات الناخبين وتمت إعادة انتخابه رئيسا ثلاث مرات. أما نيكولاس مادورو فلا يمكن أن يتمتع بنفس النجاحات حيث قد انخفضت شعبيته في البلاد إلى مستوى 22% في شهر يناير من العام الجاري. يسجل التضخم أعلى مستوياته ويعيش الملايين من الناس تحت خط الفقر من جديد. تراجعت أسعار النفط كثيرا وفي مثل هذه الظروف ليس من السهل أن تحرم الشركات النفطية من إعانات التصدير لذلك يبحث الرئيس بشكل نشيط جدا فرص وقنوات الاستثمار إلى الاقتصاد.
قد واجه نيكولاس مادورو الكثير من الصعوبات والقضايا من أولى لحظات كونه الرئيس حيث قبلته الدولة التي تعاني من مستوى عال من التضخم والفساد والنقص في الغذاء. وبعد أن تراجع سعر البترول في عام 2014 إلى أدنى مستوياته شهدت البلاد موجة متزايدة من الإجرام والعنف. وقد قرر الرئيس الجديد أخذ قرضا سياديا من الصين بدلا من تخفيض الإعانات والإعلان عن عجز الدولة عن سداد ديونها أو انتظار وقت حل القضايا بنفسها. وكانت هذه الفكرة جيدة ولكن لا يعرف أحد مدى صبر الشعب الفنزويلي. نعم، توجد في البلاد قوى المعارضة السياسية التي تحلم بإسقاط نظام مادورو. أما الناخبون فهم يحاولون إطعام أسرهم فقط .