أظهرت أسواق الأسهم لدى فنزويلا والأرجنتين نمواً قياسياً في الربع الأول من العام دون أن تتحرك من مكانها.
إن أسواق فنزويلا والأرجنتين في الارتفاع، فخلال الربع الأول من العام نمت بنسبة 32% و26% على التوالي وأضحت في عداد أكثر الأسواق فعالية من حيث عملها في العالم.
يجادل الخبراء منذ وقت طويل كيف يؤثر التضخم على أسواق الأسهم. كانت النظرية التقليدية خلال فترة طويلة تنص على أن الأسهم وهي أصول واقعية (وهي تمثل المزاعم على مختلف المؤسسات التي تشتري وتبيع بالأسعار الجارية) يجب أن تنمو في فترات التضخم وذلك لاستعمالها بمثابة تحوط. في الدراسات الأخيرة لم يتبين إلا القليل ما يشهد على ذلك. أبدت الكثير من الأبحاث أنه في حقيقة الأمر أسواق الأسهم تنهار في مراحل التضخم. أي شخص يتذكر ذلك الكابوس الذي وقع في أسواق الولايات المتحدة في السبعينيات يستطيع أن يتكفل بذلك.
لكن الآن يبدو كل شيء وكأن النظرية الأولية حقيقية. وهذا يفسر المواصفات العجيبة ليس فقط السوق الفنزويلية والأرجنتينية بل والروسية كذلك.
مع الأسف تبقى فعالية هذه الأسواق وهمية. العائد الذي جاء في الجدول أعلاه مقدم بالعملة الوطنية، والعملات الوطنية لدى الأرجنتين وفنزويلا تنهار انهياراً حاداً معوضة الدفعات الكارثية للتضخم. وهذا يعني أنه من حيث القيمة الحقيقية أي مع حساب القدرة الشرائية للعملة إن هذه الأسواق على الأرجح لم تتحرك من مكانها. الدوائر الإحصائية شبه المغلقة في هذين البلدين تصعب إجراء الحساب الدقيق للعائد الفعلي. سعر العملة التي تقوم بالمتاجرة بها العملة الأرجنتينية في السوق الرسمية والسوداء متباينة جداً. أما فنزويلا فلم تنشر في هذا العام أية بيانات حول التضخم.
ولكن حتى في ظروف الاقتصاد التقليدي الملحمة عن المؤشر الأرجنتيني Merval والفنزويلي CSE General تذكر المستثمرين كم هو هام الأخذ بالحسبان التضخم عند تقييم العائد. يعتبر روبرت شيلير الحائز على جائزة نوبل أن إجراء التعديلات على التضخم له أهمية خطيرة من أجل الإدراك الصحيح كيف تعمل سوق الأسهم على المدى البعيد. منذ فترة قال شيلير في إحدى المقابلات:
"كم من الأحاديث عن أرقام قياسية جديدة التي ثبتت في أسواق الأسهم! الاستنتاجات سابقة لأوانها وذلك لأنه من حيث القيمة الحقيقية المؤشر Nasdaq لا يقترب إلى الرقم القياسي".