الصفحة الرئيسية اقتصاد

أين يتمركز الجيش الأمريكي مع قواعده العسكرية وماذا يفعل هناك.

أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما في أواخر شهر مارس أن القوات الأمريكية في أفغانستان التي يبلغ عددها 9.8 آلاف جندي ستحافظ على وجودها في المنطقة حتى نهاية عام 2015. أثار هذا الخبر موجة من الانتقادات لأن الرئيس وعد مسبقاً أن آخر جندي أمريكي سيغادر البلد عام 2014.

لكن كل من ينتظر انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان ينبغي أن يتذكر أنها لا تزال متواجدة في ألمانيا حتى الآن. بصراحة توجد في العالم كثير من الأماكن التي بقيت فيها القوات الأمريكية. على الرغم من أن كل هذه الأماكن لم تعد خطرة لحياة الجنود الأمريكيين تفضل الولايات المتحدة البقاء على الانسحاب.

وفقاً للمعلومات المقدمة من قبل وزارة الدفاع الأمريكية ومركز الموارد البشرية حوالي 40 ألف جندي أمريكي و179 قاعدة عسكرية لا تزال متمركزة في ألمانيا أما اليابان فيبقى فيها 50 ألف جندي و109 قاعدة عسكرية بالإضافة إلى عشرات الآلاف من الجنود والقواعد في جميع أنحاء أوروبا. وتوجد 85 قاعدة عسكرية متمركزة في كوريا الجنوبية يخدم فيها 28 ألف جندي وهذا هو الحال منذ عام 1957.

وفقاً للمصادر المذكورة أعلاه تقع القواعد العسكرية الأمريكية في 74 دولة على الأقل ويخدم الجنود الأمريكيون تقريباً في كل بلد في العالم ويبلغ عددهم من بضعة آلاف حتى شخص واحد فقط (قد يكون الملحق العسكري مثلاً). للمقارنة تقع القواعد العسكرية الفرنسية في 10 دول ولبريطانيا حتى أقل من ذلك ويبلغ عددها 7 قواعد.

وتجدر الإشارة إلى أن تقدير عدد الجنود الأمريكيين في الدول الأخرى الدقيق هو مهمة صعبة جداً. لأن معلومات وزارة الدفاع الأمريكي غيرمفصلة وأحياناً تحتوي على تناقضات فيها. توجّهت مجلة Quartz إلى وزارة الدفاع للحصول على المزيد من المعلومات ولكن لم تحصل على أي رد.

كرس دافيد فاين وهو أستاذ مشارك في علم الإنسان من جامعة أمريكية كتابه بعنوان "أمة عسكرية" لهذا الموضوع. كيف تضر القواعد العسكرية الولايات المتحدة والعالم" (Base Nation: How US Military Bases Abroad Harm America and the World). يكتب في كتابه:

"وفقاً لأحدث البيانات الصادرة إن الجنود الأمريكيون متواجدون بطريقة أو بأخرى في نحو 686 قاعدة خارج الولايات المتحدة".

على الرغم من أن 686 هو عدد كبير بذاته فمن الغريب أنه لا يشمل قواعد الولايات المتحدة المشهورة المتمركزة في كوسوفو والكويت وقطر. بالعكس ليس من المستغرب أن المعلومات الرسمية المصدرة عن البنتاغون لم تشمل قواعد سرية (ربما تقع بعضها تحت الأرض). يقال عن وجود مثل هذه القواعد في إسرائيل والمملكة العربية السعودية. إن عدد هذه القواعد كبير لدرجة أن حتى البنتاغون لا يعرفه بدقة.

المشكلة لا تكمن في هذا فقط. يجب علينا تحديد الموقع المطلوب لأن القاعدة هو مصطلح عام يمكن أن يشمل مجموعة متنوعة من المواقع المختلفة ومنها نقط التفتيش أو المعسكرات أوالحصون كما يمكن أن تختلف الأسماء مستخدمة في الجيش. كتب فاين:

"إن القواعد يمكن أن تختلف اختلافاً كبيراً في الشكل والحجم ومنها معسكرات كبيرة في ألمانيا واليابان ومحطات الرادار في بيرو وبورتوريكو. وضمن معاني مصطلح "القاعدة" مناطق استراحة الجنود ومنتجعات في مناطق مثل توسكانا وسيول. على سبيل المثال يمتلك الجيش الامريكي أكثر من 170 ملعب غولف في بعض الدول".

بناء على بيانات وزارة الدفاع الرسمية ونتائج البحوث المستقلة التي قام بها فاين ومجلة Quartz استناداً إلى مصادر موثوقة وبيانات Google Maps يمكننا أن نرسم خريطة تمركز القواعد العسكرية التابعة للولايات المتحدة. لا تضم هذه الخريطة معلومات عن قواعد حلف شمال الأطلسي والقاعدتين في تركمانستان والجزائر المذكورتين في Wikileaks.

في معظم الدول في العالم يبلغ عدد القواعد العسكرية الأمريكية أقل من 10. للمقارنة يبلغ عددها 179 في ألمانيا و37 في بويرتو ريكو و58 في إيطاليا. إن التواجد العسكري الأميركي ملحوظ خاصة في مناطق العمليات العسكرية في عصر الحرب العالمية الثانية. أما مناطق الصراعات الحديثة نسبياً مثل منطقة الشرق الأوسط فلا توجد هناك قواعد كثيرة. يلاحظ بعض المعلقون أن حجم هذه القواعد ليس كبيراً. ومع ذلك بناء على المعلومات الواردة لا نستطيع أن نقول بوضوح عن أحجام هذه القواعد. كتب فاين:

"وفقا لوزارة الدفاع الأمريكي تمتلك الولايات المتحدة 64 "موقعا عسكريا نشطا" في الخارج أما القواعد العسكرية الأساسية فهي "مواقع عسكرية صغيرة ومواقع التمركز". ولكن كلمة "صغيرة" بمعنى وزارة الدفاع هي مواقع بقيمة أقل من 915 مليون دولار وبعبارة أخرى "الموقع العسكري الصغير" الذي يمكن أن يكون أكبر مما نتصور".

أما عدد الجنود في هذه المواقع صعب تقديره لأن تقدير نطاق التواجد العسكري الأمريكي الإجمالي في الخارج مهمة صعبة جداً. وفقاً للمحلل ديلان ليركي حتى تحديد تعريف معين لعبارة التواجد العسكري صعب. من وجهة نظر الحكومة هذه هي القاعدة العسكرية مع جنود متمركزين ولكن في الحقيقة يمكنها أن تمثل صيغة عسكرية أخرى:

"يمكنك التحدث بثقة عن التواجد العسكري الأمريكي في سوريا. على الرغم من عدم وجود قواعد هناك أو قوات مسلحة، تحلق في مجالها الجوي طائرات مقاتلة. ويمكن القول إن التواجد العسكري الأمريكي في سوريا أعلى مما هوعليه في ألمانيا. في حال طورنا هذه الفكرة أكثر فهناك ما يدفعنا أن نقول أن التواجد العسكري الأمريكي يمتد ليشمل جميع الأنحاء حيث تحلق طائرات أمريكية بدون طيار".

إذا اعتبرنا الملحق العسكري والقوات المسلحة المتمركزة شكلا من أشكال التواجد العسكري يتضح أن الجيش الأمريكي متواجد في كل الدول في العالم (بما في ذلك روسيا إذ وفقاً لتقرير وزارة الدفاع الأمريكية 24 شخصا أمريكيا برتبة عسكرية موجودون في روسيا حالياً).

توضح الخريطة نطاقا تقريبيا للتواجد العسكري الأمريكي في دول العالم. أخذنا بعين الاعتبار ما يلي: تمركز القوات المسلحة الكبيرة والقواعد العسكرية وحقائق استخدام طائرات بدون طيار للهجمات (في اليمن وسوريا وباكستان).

Strawberry Cake Media Corp. © 2024 ما معنى Cookies هيئة التحرير أرشيف

ihodl.com - نشرة مصورة عن العملات المشفرة و الأسواق المالية.
نقوم كل يوم بنشر أفضل المقالات عن الأحداث الأخيرة للقراء المهتمين بالاقتصاد.