تخوض دبي والدوحة وأبوظبي سباقا بمليارات الدولارات لبناء أكبر و أفخم مطار في الشرق الأوسط. وهم يأملون في الاستفادة من موقعهم (حيث أن المدن الثلاث تقع على بعد حوالي ست ساعات من ثلثي سكان العالم) لبناء مراكز سفر عالمية التي ستعزز إيرادات شركات النقل الوطنية والسياحة والتطوير العقاري.
مطار دبي الدولي هو قاعدة جهود الإمارات لبناء مركز سفر وسياحة وتجزئة. بعد التعامل مع مجرد 18 مليون راكب في عام 2003، توسع المطار ليستقبل 57 مليون راكب في عام 2012. إنه تجاوز هذا العام مطار باريس شارل ديغول وأصبح ثاني أكثر المطارات ازدحاما في العالم، ومن المقرر أن يتفوق على مطار هيثرو في لندن في عام 2015 كمطار ذات أكبر حركة مرور دولية. ساعد نجاح المطار على ازدهار قطاع تجارة التجزئة والضيافة الذي تركز حوله وحول الخطوط الجوية الإماراتية المتمركزة في دبي إلى ثالث أكبر شركة طيران في العالم. المنطقة الحرة المملوكة من قبل حكومة دبي التي تدير متجرا في المطار من المتوقع أن تجني 1.8 مليار دولارمن الإيرادات هذا العام. الإيجارات في المنطقة اللوجستية والتجارية المحيطة بالمطار أعلى بنسبة 60٪ منها في المناطق الصناعية الأخرى في المنطقة.
جعل النجاح دبي أكثر طموحا. شرع المطار برنامج توسع بقيمة 7.8مليار دولار لزيادة طاقته من 60 مليون راكب إلى 90 مليون راكب سنويا بحلول عام 2018. الجائزة التي تتطلع إليها دبي ليست مجرد حق المفاخرة عن وجود المطار الأكثر شعبية في العالم. من المتوقع أن يولد المطار حوالي 22٪ من إجمالي العمالة و 32٪ من الناتج المحلي الإجمالي للإمارة بحلول عام 2020 وفقا للخطة الإستراتيجية لمطار دبي 2020 (PDF) من هيئة الطيران المدني.
منافسو دبي حريصون على تكرار نجاحها. مطار حمد الدولي في قطربقيمة 15.5 مليار دولار، الذي كان افتتاحه مقررا في الدوحة في وقت سابق من هذا العام ولكن تأجل، سيضاعف قدرة مدينة الدوحة إلى 55 مليون مسافر سنويا (الدوحة هي بالفعل مقر مطار الدوحة الدولي). مطار حمد يبلغ ثلثي حجم منطقة الدوحة الكبرى وسيكون فيه 699300 كم مربع من مساحات التجزئة وفندق بـ100 غرفة. و سيستطيع المطار التباهى بشبكته الأحادية الخاصة ومنطقة سكنية من شأنها أن تؤوي 200.000 عامل.
أحدث الوافدين إلى سباق المطارات أبو ظبي بدأت بالعمل على بناء محطة دولية بقيمة 3 مليار ات دولار من شأنها أن تزيد سعتها بثلاثة أضعاف إلى 40 مليون مسافر بحلول عام 2017. المحطة الجديدة هي جزء لا يتجزأ من خطة 2030 لإمارة أبوظبي، وهي جزء من إستراتيجية الإمارة لتنويع الاقتصاد بعيدا عن النفط من خلال التركيز على نمو الأعمال والسياحة. المحطة أيضا حاسمة لمصير الناقل الوطني "الاتحاد" للطيران، الذي يتخلف عن منافسيه الخطوط الجوية الإماراتية و القطرية. ويريد أن يوسع شبكته بقوة من خلال الشراكات واستثمارات أسهم الأقلية، ويراهن الآن على جذب حصة أكبر من الركاب الذين يمرون عبر المنطقة خلال السفر الدولي.
لكن خبراء الطيران يخشون أن هذا التوسع المحموم يمكن أن يؤدي إلى وفرة القدرات. يتوقع أن تزيد حركة المرور على الطريق الرئيسي من هذه المدن الثلاث بين أوروبا وآسيا فقط بواقع 120 مليون مسافر سنويا بحلول عام 2031، أقل بكثير من زيادة الطاقة الإنتاجية المخطط لها. التباطؤ الاقتصادي أو الزيادة في تكاليف وقود الطائرات يمكن أن تؤدي إلى المزيد من الاضطراب. من ناحية أخرى، إذا استمرت حركة المرور بالارتفاع هناك مسألة الازدحام. على سبيل المثال، مطار دبي على بعد ساعتين برا فقط من المطار في أبو ظبي. يمكن لزيادة عدد الطائرات في ذلك المكان الضيق أن تؤدي إلى التأخير والحد من جاذبية المنطقة كمركز لحركة العبور.