ما هو القاسم المشترك بين روسيا و بين القوى الأوروبية وما نوع القدوة التي توفرها لها روسيا.
في الحقيقة الاتحاد الأوروبي هو نادي الإمبراطوريات السابقة : البرتغال، إسبانيا، هولندا، النمسا، ألمانيا، تركيا و بولندا... كل هذه البلدان فقدت أراض ومستعمرات ومجبرة على العيش داخل حدودها. باستثناء المملكة المتحدة المحظوظة، فإمبراطوريتها قد أصبحت أصغر ولكنها لا زالت على قيد الحياة.
لقد اضطرت الإمبراطوريات المنهارة أن تتوحد من أجل الدفاع عن "قيمها الأوروبية" لمقاومة العملاق الأمريكي والصين المتنامية.
في الواقع مشاكل كييف ليست قريبة من مشاكل الإمبراطوريات السابقة هذه. يمكن لسكان جمهورية التشيك، بولندا، فنلندا و كرواتيا أن يتفهموا الأوكرانيين، فهم أيضا قد اضطروا لحماية أراضيهم لكي لا تتمكن الدول الأوروبية بطموحات إمبربالية أن تستعمرها. ولكن ما الذي تخاف منه فرنسا ؟
يكتب الصحفي مكسيم غورونوف:
"لقد أخبرني شخص بولندي أن أصدقاؤه البولنديون القوميون هم من أنصار القومي الروسي ألكسندر دوغين وزملائه في وجهات نظر الإمبراطورية الجيوسياسية.يحلمون بأن بولندا سوف تقف من عن ركبتيها ويريدون التشبث باللتقاليد، السياسة العسكرية والتركيز على الكاثوليكية.لو كان باستطاعتهم لقاموا بكل سرور بضم الأراضي البولندية الواقعة حاليا في روسيا البيضاء، ليتوانيا و أوكرانيا و لما توقفوا عند ذلك".
إن الصراع بين روسيا و أوكرانيا هو انعكاس لما يمكن أن يحدث إذا قامت أمريكا التي تسمى "بالشرطة العالمية" بالتوقف سيطرتها على فرنسا أو تركيا. وقريبا بعد ذلك سيبدؤون بتذكر الماضي المجيد وستبدأ فترة الحروب المنتشرة.
سوف ترغب هنغاريا في إعادة القرى في سلوفاكيا، سوف تتذكر فرنسا مصالحها في المغرب وسوف تحاول إسبانيا إعادة كولومبيا...
والاقتصاد ليس السبب في ذلك إطلاقا. يكتب غورونوف:
"تعمل الأسطورة الوطنية المبنية على الدعاية الإمبراطورية . هذه الأسطورة هي مشابهة للدين العقائدي : فهي تجلس راسخة في قلوب وعقول أتباعها ولأي أدنى سبب من الأسباب مثل آلية دفاع خارقة، سوف تخلق موجة من المشاعر الإمبراطورية . في الربيع الماضي لاحظنا ذلك في روسيا. فهي تمتلئ بالكبرياء الزائفة وتحاول أن لا تفكر في كيف كانت سيبدو عليها اليوم تاج أسرة رومانوف. تقوم موسكو باستخدام الأسلحة النووية في تهديد العالم بأجمعه،على الرغم من أنه لطالما كان واضحا: نظرا للاقتصاد الفاسد والضعيف والاتجاهات الديموغرافية السلبية، خروج رأس المال، انخفاض العلوم والتهديد الصيني في الشرق الأقصى، يجدر على روسيا أن تلجأ إلى الفرار إلى بروكسل قيل على أوكرانيا".
ومن المرجح أن ذلك سوف يحدث قريبا. والسؤال هو ليس في متى ستقبل بروكسل بروسيا بل هو في الشروط التي ستضعها من أجل القبول. و عندما سيحدث ذلك، فإن الاتحاد الأوروبي سوف يمتد إلى فلاديفوستوك.
لكن إن روسيا هي في الاتحاد الأوروبي منذ فترة طويلة: فكم من العقارات في أوروبا تنتمي إلى الروس، كم من أطفال الروس يدروسون هناك في المدارس والجامعات.
منذ بضع سنوات في اجتماع مع أعضاء نادي المناقشة الدولي "فالداي" قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن دخول روسيا إلى الاتحاد الأوروبي هو أمر غير واقعي. ولكن روسيا هي في الاتحاد الأوروبي فقط تخجل من الاعتراف بذلك.