هل سيرتفع سعر المعدن الأصفر وما الذي يجدر على المنتجين توقعه.
يعتقد أن عدم اليقين يجب أن يرفع من سعر الذهب. ولكن لا تؤدي الانتكاسات في الشرق الأوسط ولا محاولات اليورو العقيمة ولا الضعف الواضح في السياسة النقدية في البلدان الغنية إلى سرور أولئك الذين يؤمنون في سبائك الذهب. بعد النمو القوي خلال الأزمة المالية انخفضت الأسعار إلى حوالي 1.2 ألف دولار للأونصة أي بثلث أقل من ذروة عام 2011. لا يكاد يمكن لأي شيء أن يؤدي إلى عكس ذلك.هاري دنت يكتب في مدونته:
"لقد رأينا كل ما كان يمكن لعشاق الذهب أن يتأملوا حدوثه : الطباعة اللاحصرية للمال، الفائدة الصفرية (قصيرة الأجل وطويلة الأجل المؤدية للتضخم)، الزيادة في الديون وعامل الديون في القطاعين العام والخاص…. فأين هو التضخم؟".
تمارس أكبر الضغوطات على الأسعار من قبل النمو المتوقع في أسعار الفائدة الأمريكية على القروض بحلول نهاية هذا العام. يقول ماثيو تيرنر من بنك Macquarie أن الانخفاض في أسعار الفائدة يؤدي إلى خفض قيمة ملكية البدائل في الذهب. و بالعكس إن المعدلات الأعلى تزيد من تكلفة الأصول التي لا تدر بإيرادات الفوائد. يعتقد تيرنر أن التوقعات بزيادة المعدل قد أرسيت كأساس في سعر الذهب وإذا كانت لا تتحقق بالسرعة المتوقعة فيمكننا أن نتوقع وثبا حادا فيها.
Patryk Kosmider/Shutterstock.com
بالنسبة لمنتجي الذهب قد لا يحدث هذا الموقف بالسرعة المطلوبة. يقول نيكولاي زيلينسكي، رئيس Nordgold التي تملك مناجم الذهب في إفريقيا وعلى حدود الاتحاد السوفييتي السابق أنه لدى نصف صناعات استخراج الذهب رصيدا سلبيا. وبالإضافة إلى أنه يوجد لدى البعض الكثير من الديون. في حال لم يرتفع السعر قد ينخفض الأداء إلى مستويات لم تشهد منذ الحروب العالمية.
ولكن "خنافس الذهب" متفائلون جدا. إن أسعار الذهب هي في الدولار والحقيقة أنها قد بقيت مستقرة في حين عززت عملة الولايات المتحدة (ما جعل الذهب أكثر تكلفة بالنسبة للمشترين الأجانب)وهذا هو سبب للتفاؤل. بعد الانخفاض الحاد، الذي حصل جزئيا بسبب حملة مكافحة الفساد، أصبح المستهلكون الصينيون يشترون كميات أكثر من الذهب. ونفس الشيء يحدث مع الهنود وهم أكبر مستهلكي الذهب في العالم، خاصة بعد أن قامت الحكومة في السنة الماضية برفع القيود المفروضة على الواردات. ومع ذلك تبقى الحقيقة بأن الذهب قد وصل إلى طريق مسدود.
وقد يكون أحد الأسباب أنه يوجد لدى المستثمر اليوم خيارات أكثر بكثير. لقد قال لورنس فينك رئيس أكبر شركة في العالم لإدارة الأصول BlackRock في مارس أن الذهب قد "فقد بريقه" بسبب مجموعة الممتلكات الواسعة بما في ذلك الفن الحديث:
"لقد أصبح تخزين الأموال خارج الوطن بالنسبة للأسر الغنية في جميع أنحاء العالم أسهل بكثير".
والاستثناء الرئيسي في هذا الاتجاه هو روسيا حيث قام البنك المركزي مؤخرا بإظهار نفسه كمشتري ضخم للذهب من خلال زيادته لاحتياطاته بثلاثة أضعاف عن عام 2005. في مارس فقط اشترى 30 طنا ورفع الاحتياط إلى مستوى 1238 طن.التزايد في مخزونات الكرملين ليس مؤسس على الإيمان بالذهب بل على النفور من الدولار الأمريكي. مهما كانت صفات فلاديمير بوتين الأخرى ما أراد معظم المستثمرين بالتأكيد أن يكون مستشارهم المالي.