أسعار النفط لن تعود إلى مستوياتها
الصفحة الرئيسية اقتصاد, النفط

يفرح المستثمرون في وقت مبكر جدا، يمكن أن تتدهور الأوضاع في سوق النفط العالمية إلى الأسوأ.

ينبغي أن تركز الشركات النفطية العالمية التي فرحت كثيرا بسبب نمو أسعار النفط بنسبة 40% بعد حوالي نصف سنة من الانخفاض اهتمامها على سوق النفط بشكل جدي. إذا سجل الطلب العالمي نموا فيمكن أن تتدهور الأوضاع بشكل جذري.

يمكن القول إن المؤشرات لا تبشر بالخير اليوم. تتوقع الحكومة الأمريكية نمو الاستهلاك العام للنفط على المستوى العالمي أقل بمرتين تقريبا من المعدلات لعام 2010 حيث كان الاقتصاد العالمي ينتعش من الأزمة السابقة. ومثل هذا النمو الذي سجلته أسعار النفط في الفترة الأخيرة غير كافٍ من أجل سد الفجوة بين العرض والطلب المتنامي.هذا ما يشير إليه تقرير شركة Royal Dutch Shell Plc التي تعتبر أكبر منتجي الطاقة في أوروبا.

عند انخفاض الأسعار أثناء الأزمة المالية عام 2008 كان يبدو الطلب الصيني على النفط بلا نهاية وهذا ما شجع كثيرا أسعار البترول.لكن في الظروف الحالية ينمو استهلاك الصين للنفط بسرعة أقل بمرتين بالمقارنة مع نفس المعدلات للاستهلاك النفطي منذ 5 سنوات.إضافة إلى ذلك يمكن في ظروف انخفاض حجم الإنتاج للنفط الصخري في الولايات المتحدة الأمريكية عند ارتفاع الأسعار أن يأتي النمو الجديد تعويضا عن زيادة في الطلب. وهذا ما يقوله الخبير الاستراتيجي الرئيسي في أسواق المواد الخام لشركة BNP Paribas في لندن:

"إن النمو الذي شهدته الأسعار في الفترة الأخيرة كما يبدو أصبح ممكن بفضل أعمال المستثمرين الذين حاولوا شراء الأصول بأدنى أسعار ممكنة من ناحية، ومن ناحية أخرى أدت إلى ذلك النمو توقعات حول زيادة حجم الإنتاح النفط في الولايات المتحدة.ولكن ظهر أن المعدلات الأساسية وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية لم تتغير كثيرا".

وسجل سعر نفط WTI وهو المعدل الأساسي للولايات المتحدة نموا بـ17$ للبرميل منذ مستوى 43.36$ المسجل في 17 من مارس من هذا العام الذي كان أدنى مستوى للسعر خلال ست سنوات أخيرة.

التباطؤ في نمو الطلب

وكما أعلنت الوكالة الأمريكية لمعلومات الطاقة (EIA) يوم الثلاثاء، الطلب العالمي على البترول سوف يشهد نموا بـ1.3 مليون برميل يوميا فقط ليصل إلى مستوى 94.58 مليون برميل في السنة القادمة. يجب الذكر أن الطلب العالمي فقز بـ2.89 مليون برميل في عام 2010 بعد فترة شهدت انخفاضا في الأسعار.

ومن المتوقع أن يزداد استهلاك الولايات المتحدة الأمريكية للنفط في السنة القادمة بنسبة حوالي 0.4% وسوف يصل إلى مستوى 19.44 ملوين برميل يوميا وهذا المستوى أدنى مما كان هو في عام 2008.ويلاحظ السيد مايكل كويين المحلل من Barclays Plc في نيو يورك قائلا:

"هناك إمكانيات حقيقية للنمو ولكن يمكن القول أن الأيام التي شهدنا فيها نمو الطلب العالمي على النفط بأكثر من 1.5% سنويا قد مرت".

وقد أعلن السيد سايمون غينري المدير المالي لشركة Shell في 30 ديسمبر أثناء مؤتمره أن استهلاك النفط ينمو بسرعة غير كافية لسد الفجوة بين الاستهلاك وبين حجم الإنتاج. "من المحتمل أن يزداد الطلب العالمي تدريجيا في المدى القريب".

استهلاك الصين للنفط

كما تفيد الوكالة الأمريكية لمعلومات الطاقة (EIA) احتياجات الصين في الطاقة في السنة المقبلة سوف تزداد بـ3.1% إلى 11.34 مليون برميل يوميا. وهذا المعدل يمكن مقارنته مع القفزة التي سجلتها الأسعار عام 2010 بنسبة 11% حيث ارتفعت الأسعار في السوق بحوالي 15%.وخلال 10 سنوات أخيرة استقر متوسط معدل النمو السنوي على مستوى 5.2%.

وبحسب التنبؤ الذي قدمه في الشهر الماضي صندوق النقد الدولي في عام 2015 سوف ينمو الاقتصاد الصيني بنسبة %6.8. وهذه أبطأ وتيرة النمو للنظام الاقتصادي الصيني منذ عام 2008.

ويقول السيد جود كيلداف الشريك في صندوق التحوط Again Capital LLC في نيويورك الذي يركز اهتمامه على الاستثمار في قطاع الطاقة بشكل خاص ما يلي:

"الاقتصاد الصيني يشهد حالة تباطؤ نمو في الفترة الحالية ولذلك تسعى الحكومة بكل ما في وسعها من طاقات إلى تشجيع النمو. وإذا لم تنجح السياسات الاقتصادية في هذا سوف تتباطأ الأنشطة الاقتصادية أكثر ما يمكن أن يؤدي إلى انخفاض الطلب على النفط بشكل عام".

وكما تشير Goldman Sachs Group Inc في تقريرها إلى أن الإنتاج العالمي للنفط في عام 2015 سوف يزداد بنسبة 1.7% ليصل إلى 95.1 مليون برميل يوميا بينما يزداد الطلب على النفط بنسبة %1.5 إلى مستوى 93.9 ملوين برميل يوميا.

السوق في حالة تشبع

يلاحظ محللو Goldman بما فيهم السيد جيفري كيري في تقريرهم من 11 من مايو من العام الجاري:

"بغض النظر عن الشعور بأن المعدلات الأساسية تسجل تحسنا نسبيا تشير المعلومات الأخيرة حول العرض والطلب إلى أن عام 2015 سوف يشهد تشبع السوق بشكل أكثر مما هي الآن. وبالرغم من أن الأسعار المنخفضة ساعدت في إنشاء التوازن في السوق نعتقد أن النمو الأخير للأسعار يمكن اعتباره سابقا لأوانه".

ويوم الثلاثاء صرح مشرف الوكالة الأمريكية لمعلومات الطاقة (EIA) السيد آدام سيمينسكي أن انخفاض أسعار النفط منذ صيف العام الماضي يزيد التوقع لنمو الطلب العالمي. لا شك أن الإنتاج العالمي للطاقة في عام 2015 و2016 سوف يصل إلى مستوى أعلى من مستوى الاستهلاك العام. وهذا سوف يؤدي إلى زيادة الاحتياطيات النفط بـ1.8 مليون برميل يوميا في النصف الأول من العام وبنسبة 900 ألف برميل يوميا في نصفه الثاني.

ويوف يزداد الإنتاج الأمريكي للنفط حتى عام 2020 تدريجيا حيث سوف يصل النمو العام بالمقارنة مع معدلات هذا العام إلى مستوى 14% بحسب ما تشير إليه الوكالة الأمريكية لمعلومات الطاقة في تقريرها السنوي Annual Energy Outlook. وسوف يزداد الطلب على البنزين خلال نفس الفترة بأقل من 3% فقط.

إن الانخفاض القياسي لعدد أبراج الحفر في الولايات المتحدة الأمريكية يمكن أن يتوقف في هذا الشهر. وكما يقول Morgan Stanley شركات التشغيل قد استأنفت أعمالها بشكل جزئي في حقل إغل فورد وبيرميان في ولاية تكساس الأمريكية. وبحسب المعطيات من Baker Hughes Inc عدد آبار الحفر قد انخفض إلى 668 في8 مايو الجاري وهذا العدد الأدنى منذ عام 2010.

سوف ينخفض الإنتاج في الولايات المتحدة في الربع الثالث من العام الجاري بالمقارنة مع الربع الثاني ولكنه سوف يسجل نموا متوسطا خلال ثلاثة أشهر أخيرة من العام الجاري. هذا ما يتوقعه السيد مايكل لينتش رئيس شركة Strategic Energy & Economic Research من ولاية ماساتشوستس الأمريكية حيث يقول ما يلي:

"سوف نلاحظ انتعاش الطلب بسبب الأسعار المنخفضة خلال مدة طويلة ولكن الطلب لن ينمو بنفس السرعة مثلما ينمو بها العرض".

اقرأ أيضا:
الرجاء وصف الخطأ
إغلاق