5 سيناريوهات لسوق النفط العالمية
الصفحة الرئيسية اقتصاد

هناك احتمال أن انخفاض أسعار النفط قد يؤثر على طبيعة الاستثمار بشكل عام.

كان انخفاض ملحوظ سجلته أسعار البترول في العام الماضي يختلف تماما عما شاهدناه خلال مثل هذه الأوضاع غير المستقرة في السوق.

كان يبدو أننا أمامنا دورة اقتصادية عادية لا تختلف بأي شيء عن الدورات السابقة. ولكن الأمور في الحقيقة كانت تتطور بحسب الموديل الآخر حيث قد أدى انخفاض الطلب على البترول في بلدان منطقة آسيا على خلفية النمو المتزايد لإنتاج النفط الصخري إلى أن سعرالنفط الذي كان مستقرا حينذاك على مستوى 105$ تقريبا بدأ في الانخفاض. وفي شهر أكتوبر شهدت الأسواق وضعا صعبا حيث أصبح سعرالعقود للتسليم الفوري أقل من سعر العقود الآجلة ما أدى إلى أنه قد وصل السعر في شهر نوفمبر إلى أدنى مستواه وهو 75$ للبرميل. كانت السوق في انتظار ما يمكن أن تقرره في مثل هذه الظروف منظمة أوبك في اجتماعها القادم القريب.

كان يبدو للبعض أن مستوى إنتاج النفط سوف يقتصر وسترجع الأسعار إلى حدودها المعتاد عليها. ولكن على عكس هذه التوقعات أعلنت أوبك رسميا أنها لا تنوي فعل شيء بالتحديد.وردت أسعار النفط على هذا الإعلان بهبوطها القوي تحت أدنى مستوياتها التاريخية، تحت 50$ للبرميل.

وقد أكد المسؤولون في منظمة أوبك على أن سياسة التسعير فيما يخص أسعار النفط سوف تنطلق من مبادئ اقتصاد السوق الحرة. وأفيد بأن منتجي البترول ذوي التكلفة المنخفضة لإنتاج النفط لا يجوز أن يحملوا على عاتقهم عبء خفض الإنتاج.يمكن القول أنه بعد مرور أكثر من 100 سنة لهيمنة أوبك و"الشقيقات السبع" المتمثلة في شركات النفط الكبرى عالميا كانت هذه اللحظات والتغيرات في ساحة سوق النفط عبارة عن انقلاب حقيقي.

أصبحت السوق تعتمد على الأسعار المنخفضة للنفط الخاضعة للتقلبات الدورية.حتى أن جميع يعتبرون هذا شيئا عاديا

مثل هذه الظروف الجديدة التي وجدت فيها السوق نفسها، سوف تؤثر على إقامة سياسات التسعير العالمية. دعونا نبدأ من مسألة الطلب. في البداية، هناك عدم استقرار في عملية انتعاش الاقتصاد العالمي حيث كان الاقتصاد الأمريكي ولا يزال يبقى من الدوافع الأهم ولكن تباطؤ نمو الاقتصاد الصيني وخروج اليونان المحتمل من منطقة اليورو يؤثر سلبيا على نمو الاستهلاك وخاصة في الدول التي ليست من عدد الأعضاء في منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي.

أما بالنسبة للعرض العالمي فيمكن الاستنتاج أن أسعار النفط المنخفضة مواتية لمنتجي النفط الرخيص الثمن من دول الشرق الأوسط وتؤثر وتضغط على تطوير المشاريع المكلفة. أولا يخص هذا الرمال النفطية في كندا وتنقيب الآبار في أعماق البحار واستكشاف النفط في بحار منطقة القطب الشمالي. وهكذا تصبح الشركات الأمريكية التي تقوم بإنتاج النفط الصخري أهم لاعب في السوق النفطية التي تعتمد إرادتها كثيرا التوازن بين الطلب والعرض. ونرى أن أسعار النفط اليوم تسعى إلى تجاوز مستوى 70-75$ للبرميل ما يرجع إلى حد كبير إلى التكاليف العالية الناجمة عن احتياجات المرحلة الجديدة في تطوير حقول النفط الصخري في الولايات المتحدة الأمريكية بالإضافة إلى عدد من التكنولوجيا التقليدية في الاستكشاف وتطوير حقول النفط. لأن تطوير حقول النفط والغاز الجديدة في الولايات المتحدة قد انخفض بمرتين تقريبا، ومن المتوقع أن تشهد سوق النفط انتعاشا نسبيا في عام 2016.

ومع ذلك إلى جانب توقعاتنا حول الأسعار المنخفضة للبترول لا يجوز أن ننسى عن تقلباتها القوية. والأمر هنا في أن منتجي النفط الصخري يمكنهم الرد على تغيير أسعار البترول خلال دورة ما بين 12 إلى 24 شهرا ما يدل على الدورات الاستثمارية القصيرة وإمكانية خفض مستوى الإنتاج كثيرا عند اللزوم.

5 سيناريوهات على المدى الطويل

لا شك أن صناعة النفط والغاز تدخل عهدا جديدا اليوم. وهناك بعض العوامل الخارجية التي يمكنها أن تؤثر بشكل ما على أسعار النفط لذلك من الضوروي أن نركز اهتمامنا الكبير عليها. أولا، موقف منظمة أوبك. بالنسبة إلى بعض أعضاء المنظمة ليس من السهل تسوية أمورها عند أسعار نفط منخفضة حيث أن فنزويلا وإيران والعراق تحتاج إلى نفط بسعر 90 $ للبرميل من أجل تحقيق الموازنة في الميزانية والحفاظ على الاستقرار في نظامها الاقتصادي.

وفي أوبك نفسها وبين أوساط الدول المنتجة للنفط هناك الكثير من الذين مستعدون للعودة إلى الوضع الذي كان سائدا من قبل حيث من المحتمل أن تؤثر الأحداث الجيوسياسية على تغيرات الأوضاع في هذا الصدد.يمكن أن يؤدي رفع العقوبات عن إيران التي تعتبر الدولة الرابعة عالميا من حيث احتياطيات النفط في العالم إلى دور إيران الفاعل كقوة سياسية منتجة النفط في السوق. ومن الضروري أن نكون مستعدين للتغيرات في الساحة العراقية ومنطقة بحر الصين الجنوبي وفنزويلا والبرازيل. لايجوز إهمال دورالاقتصاد العالمي في هذا السياق حيث على سبيل المثال من المحتمل جدا أن يسبب تباطؤ النمو في الصين التي تستهلك حوالي 10% من الإنتاج العالمي للنفط بعض الآثار الدرامية الخطيرة للجميع.

على أساس هذه العوامل من الممكن وضع 5 سيناريوهات محتملة لتطورالأوضاع في الساحة الدولية للنفط.السيناريو الأكثر احتمالا في الوضع الحالي هو ما يسمى بـ"القاعدة الجديدة" حيث تبقى المملكة العربية السعودية تعتبر أوليتها الحفاظ على حصتها في السوق وتتم موازنة السوق اعتمادا على النفط الصخري إلى حد كبير. ومن خيارات هذا السيناريو "عودة أوبك" حيث تستعيد المنظمة دورها الرائد وتقوم بتحديد أسعار البترول، الخيار الآخر هو "الصعب" حيث يحدث تباطؤ نمو الاقتصادي العالمي فائضا من العرض في السوق.هناك أيضا خياران مثل "باهظ التكلفة" و"الأزمة" حيث تؤدي بموجبهما تقلبات العرض والطلب إلى مستوى خطير من الأسعار للبترول.

وعند تحقيق أحد من السيناريوهات الثلاثة الأكثر احتمالا سوف تدخل صناعة النفط والغاز عهدا جديدا حيث سوف تغير الأسعار المنخفضة للبترول طبيعة الاستثمار وسوف يتطلب من السوق مرونة جيدة للتعامل والتصرف في ظروف الدورات الاقتصادية التي لا تتجاوز مدتها 18-24 شهرا.

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق