يبدو أن الناقلات العملاقة لتخزين النفط ليست كافية وهذا يؤثر سلبيا على أسعار البترول.
منذ أربعة أشهر سجلت أسعار النفط أدنى مستوى لها في ست سنوات. واليوم كل ما يحدث في سوق الناقلات النفطية يدل على أن النمو المستمر لأسعار البترول يمكن أن يتوقف. وهذا التهديد يجب آخذه بالاعتبار.
خلال الأسبوع الثاني والثالث من شهر مايو قادت القفزة في الطلب على خدمات الناقلات العملاقة إلى ارتفاع المعدلات الأساسية لأسعار الشحن بنسبة تصل إلى 57%. وبحول بداية شهر يونيو سوف يصل إجمالي احتياطيات نفط أوبك إلى حوالي 500 ألف برميل النفط. يشير المحللون في نفس الوقت إلى 20 مليون برميل يتم تخزينها في الناقلات العملاقة وهذا دلالة واضحة على أن السوق اليوم لا تزال متخمة بالإمدادات.
تقوم منظمة أوبك في الوقت الحالي بإنتاج كميات نفط أكثر من نفس المعدل في السنوات الأخيرة هادفة إلى حماية حصتها في السوق وبغض النظرعن أسعار النفط الخام. ولم يؤثر الانخفاض الحاد لإنتاج النفط وتقليص تكاليف الشركات نتيجة انهيار أسعار النفط الذي شهدته الأسواق في السنة الماضية على كميات النفط المنتجة في الولايات المتحدة. يصل إجمالي إنتاج النفط العالمي إلى أكثر بـ1.9 مليون برميل مما هو مطلوب. وهذا هو ما تشير إليه المعطيات الرسمية التي قدمتها Goldman Sachs Group Inc. يقول السيد بادي روجيرس المدير التنفيذي لشركة النقل البلجيكية Euronav NV التي تتمتع بأسطول بسعة إجمالية تصل إلى 56 مليون برميل ما يلي:
"لا تزال إمدادات النفط في الارتفاع والمهم جدا أن كل كميات النفط الموجودة في السوق الحالية يجب تخزينها في مكان ما".
بحسب المعطيات الرسمية لبورصة البلطيق للأوراق المالية تسجل المعدلات الأساسية لأسعار الشحن للناقلات العملاقة قفزة قوية من مستوى 52987$ (في 6 مايو) إلى 83412$ (في 20 مايو).بغض النظر عن تراجع الأسعار للشحن فيما بعد، لا يزال مستوى الأسعار قياسيا وأعلى مما كان منذ عام 2008.
بعد تسجيل الحد الأدنى في 13 من شهر يناير ارتفعت قيمة العقود الآجلة على النفط منذ ذلك الحين بسبنة 40%.
نمو الصادرات
خلال ثلاثة أسابيع من شهر مايو والأسبوع الأول من شهر يونيو سوف تصدر الدول الأعضاء في منظمة أوبك إلى شركائها ما يقارب من 485 مليون برميل. يجب الإشارة إلى أنه المستوى القياسي لإمدادات النفط منذ شهر نوفمبر. يقول السيد روي مايسون مؤسس الشركة البريطانية Oil Movements التي تختص برصد أوضاع إمدادات النفط.
تخطط العراق التي تعتبر دولة ثانية من حيث حجم الإنتاج في منظمة أوبك أن تزيد صادراتها النفطية إلى مستوى قياسي وهو 3.75 مليون برميل يوميا في الشهر القادم، بحسب خطط إمدادات النفط.
لم تشعر منطقة الشرق الأوسط من قبل بنقص من الخزانات المتوفرة مثل اليوم. قد انخفض الفائض الكلي للناقلات في المنطقة خلال الأسبوع الماضي بنسبة 6% وهذا أدنى مستوى له لشهر مايو منذ عام 2009. وفي غضون الأسبوع الجاري ارتفع فائض الناقلات بنسبة 12% لكن متوسط المعدل الشهري لا يزال يبقى على أدنى مستوى له حتى اليوم.
من المحتمل أن يؤثر تقليص احتياطيات النفط في الولايات المتحدة الامريكية مؤخرا بشكل إيجابي على سعر النفط وهذا بحسب بول خورسنيل والمحللين الآخرين من Standard Chartered Plc يدل على خفض تخمة النفط في السوق. وكما يشير المحللون من المحتمل وضع حد لفائض النفط في السوق بعد مرور ربع السنة التالي.
النشاطات
يلاحظ نايجيل برينتيس مدير قسم الدراسات والبحوث لشركة Hartland Shipping Ltd في هذا الصدد التالي: " لا تزال الأسواق حاليا تسجل نشاطا جيدا.ولا تزال الكميات الكبيرة من النفط تخزن في الناقلات في البحر". في الربع الثاني من العالم الجاري سوف تغير المصافي النفطية المتواجدة في نصف الكرة الأرضية الشمالي نظام استخدامها للوقود وسوف تعمل على أساس الوقود الصيفية لذلك ليس من المتوقع أن تشهد الأسواق تقلبات قوية. ولكن السوق، كما يلاحظ برينتيس، لا تزال تتقلب اليوم ولا تزال أسعارها على مستوى قياسي عالي جدا".
وبحسب حوالي 10 محللين شاركوا في استطلاع الرأي الذي أجرته وكالة Bloomberg متوسط سعر الإيجار للناقلة العملاقة بسعة تزيد على 2 مليون برميل في العام الجاري سوف يكلف 45 ألف دولار يوميا وهذا أعلى بنسبة 69% من نفس المعدلات لسنة 2014.
وارتفعت قيمة أسهم شركة النقل البلجيكية Euronav SA (BB: EURN) بنسبة 20% منذ مطلع هذا العام وسجلت أسهم الشركة المنافسة لها التي تتمتع بأسطول من 24 ناقلة عملاقة ارتفاعا بنسبة 19%.
وخلال الشهر الماضي كانت الدول الأعضاء في منظمة أوبك تنتج ما يقارب من 31.3 مليون برميل بشكل يومي ولا يتوقع الخبراء والمحللون أي مستجدات في هذا الشأن من اجتماع أوبك المقرر إجراؤه في 5 يونيو المقبل. من المتوقع أن يبقى حجم الإنتاج المخطط على مستواه 30 وهو مليون برميل يوميا وهذا ما يظنه المحللون والتجار في سوق النفط العالمية الذين قد شاركوا في الاستطلاع الذي أجرته وكالة Bloomberg. وفي شهر نوفمبر قررت أوبك عدم تقليص حجم إنتاج البترول وكان هذا القرار عبارة عن ضربة قوية للمنتجين ذوي تكلفة إنتاج مرتفعة.
الخزانات العائمة للنفط
ولأن المستثمرون في العالم يفضلون إيجار الناقلات العملاقة لتخزين النفط بأمل كسب مبالغ أكثر عن طريق العقود الآجلة الطويلة الأجل وباهظة الثمن لا تتوفر في الأسواق سعة كافية للناقلات لتخزين النفط. ويقول المحللون إن حجم هذا النفط الاستثماري يصل إلى 20 مليون برميل تقريبا. ويلاحظ السيد أوديسي فالانتاس مدير قسم الشحن في شركة Dynacom Tankers Management اليونانية أن "الأسعار "ترتفع خلال فترة الصيف عادة.
وتسجل سوق النفط نشاطا جيدا ويبدو أنه بالنسبة إلى أصحاب الناقلات العملاقة تأتي الأيام الجيدة".