عن الجغرافيا السياسية للنفط بشكل مختصر
الصفحة الرئيسية اقتصاد, النفط

كيف ولماذا لأي قرار للمملكة العربية السعودية تأثيرعلى سوق النفط العالمية.

تؤثر المملكة العربية السعودية، أكثر من أي بلد آخر على أسعار النفط في العالم. يراقب المحللون المتخصصون في توريد النفط الأحداث في المملكة مع نفس الاهتمام الدؤوب الذي يراقب به المحللون الماليون تصرفات النظام الاحتياطي الفدرالي في الولايات المتحدة. أي تغيير في السياسة الداخلية أو أي قوة جيوسياسية من شأنها أن تؤثر على إنتاج الذهب الأسود في المملكة العربية السعودية وقد تؤثر على إمدادات النفط في جميع أنحاء العالم.

ما هي العوامل التي تؤثر على السياسة النفطية للمملكة العربية السعودية اليوم؟

عندما اعترض وزير النفط السعودي علي النعيمي في 27 نوفمبر عام 2014 على خطط أوبك لخفض إنتاج النفط، أوضح قراره بأنه لا يوافق منطق المنظمة، التي تنص على أنه من الضروري التضحية بحصة في السوق من أجل الحفاظ على ارتفاع أسعار النفط. في اجتماع منظمة أوبك 5 في يونيو 2015 أكد وزير النفط وجهة النظر هذه. و قد سمى المحللون الذين يحاولون فهم أهمية حفاظ المملكة العربية السعودية على حصتها في السوق ثلاثة أسباب محتملة:

  • حصول سلمان على العرش الملكي يوم 23 يناير.
  • تزايد عدم الاستقرار الجيوسياسي في المنطقة.
  • تسريع عملية الابتكار في مجال استخرج الصخر الزيتي في أمريكا الشمالية.

ما هي كمية النفط التي يمكن استخراجها في المملكة العربية السعودية؟

تزعم المملكة العربية السعودية أنها قادرة على إنتاج ما يصل إلى 12 مليون برميل يومياً وهذه بيانات كثيرا ما تتكرر في وسائل الإعلام. لأن العمليات الطبيعية التي حدثت في منطقة الشرق الأوسط في العصر الحجري القديم، شكلت طبقات غنية من النفط والغاز الطبيعي. وفقا لتقديرات وكالة الاستخبارات المركزية للولايات المتحدة الأمريكية، المملكة العربية السعودية هي ثاني أكبر مصدر لاحتياطيات النفط المؤكدة بعد فنزويلا. لفترة 1 يناير عام 2014 أحصي في البلاد ما يقارب 269 مليار برميل من النفط القابل للاستخراج. المشككون الذين يعتقدون أن الاحتياطيات سوف تنتهي قريباً تنبؤوا أنه بعد خمس سنوات لن يبقى لدى المملكة العربية السعودية أي شيء، مخطئون بشكل جوهري.

كيف يمكن للسياسة الداخلية للمملكة أن تؤثر على إنتاج النفط؟

أرامكو

على الرغم من أن قرار الملك سلمان عن فصل شركة Aramco عن وزارة النفط لم يؤثر على حجم الإنتاج، توقعات المستهلكين والتغيرات الديموغرافية في الدولة تشير إلى إمكانية نمو الاستهلاك المحلي نتيجة لانخفاض الصادرات. الآن تكون المملكة مستورداً صافياً للبنزين ووقود الديزل، وتستمر بإرسال كميات كبيرة من النفط لإنتاج الكهرباء.

ولم تنجح جهود المملكة العربية السعودية في تنويع الاقتصاد بعد. في الآونة الأخيرة، قرر السعوديون فتح سوق الأسهم أمام المستثمرين الأجانب وربما سوف يجلب ذلك للبلاد مجموعة متنوعة من الحريات الاقتصادية والثقافية وقد يعطي مكاناً للابتكارات في مجال ريادة الأعمال. في حال التنويع الاقتصادي الناجح سيتمكن السعوديون من عدم الاهتمام كثيراً بحصتهم من سوق النفط، وسيقومون بالتركيز على استقرار الأسعار على المدى الطويل.

الاستقرار داخل البلاد

في مقالها «عن المملكة العربية السعودية» (On Saudi Arabia) تؤكد الصحفية كارين هاوس أن الجيل الجديد من السعوديين، والذي سيصبح قريبا قوة سياسية جديدة في البلاد قد يطلب تغييرات كبيرة. ويناقش المحللون الآخرون قرار المملكة لإنفاق مبلغا قياسيا وهو 229 مليار دولار مع كمية العجز 5 في المئة، على الرغم من الانخفاض في نصيب الفرد من الدخل من صادرات النفط. لا تزال المملكة تستطيع السماح لنفسها القيام بمثل هذه النفقات، لأنها جمعت احتياطيات كبيرة من النقد الأجنبي، ولكن الزيادة في الإنفاق العسكري والمحلي في المستقبل يمكن أن تؤدي إلى مزيد من العجز في الميزانية. وهذا، بدوره، سيترك للسعوديين أقل فضاء وفرصا لعقد اتفاقات مربحة لتوريد النفط مع آسيا وغيرها من الزبائن الذين يرغبون في الاستفادة من الأسعار المخفضة في السوق الفورية.

عدم الاستقرار الجيوسياسي في منطقة الخليج العربي وشبه الجزيرة العربية

رد وزير الدفاع المملكة العربية السعودية محمد بن سلمان على الوضع المتوتر في الخليج العربي بالتدخل العسكري الغير مسبوق لشبه الجزيرة العربية في اليمن. مع ذلك، من غير الواضح ما تمثله داعش وما إذا كانت هذه المنظمة تشكل تهديداً للسعوديين. في أي حال إذا قرر المتشددون من داعش تفجير البنية التحتية لنفط المملكة فإن ذلك سوف يؤدي إلى زيادة فورية في مكافأة علاوة المخاطر التي تؤخذ بعين الاعتبار عند تحديد أسعار النفط العالمية.

كيف تؤثر قرارات السعوديين على التصديع الهيدرولي في أمريكا الشمالية

ويبقى السؤال، لماذا اعترضت المملكة العربية السعودية على قرار أوبك دون إجابة. وربما تم ذلك من أجل إزالة أمريكا الشمالية مع صخرها الزيتي من سوق النفط. وقد استطاعت شركات أمريكا الشمالية تحقيق تحسن كبير في عملية إنتاج النفط الصخري، وهذا أمر واقع. إنهم يرغبون من خلال الابتكار وزيادة الكفاءة زيادة إنتاج النفط غير التقليدي والغاز مع تقليل مقدار رأس المال المستثمر.

الاستنتاجات

في حين أن النفوذ السياسي للملك سلمان يتزايد عدم الاستقرار الجيوسياسي في شبه الجزيرة العربية والخليج العربي وتسريع الابتكار في مجال الصخر الزيتي في أمريكا الشمالية يشير إلى أن تأثير السعودية على سوق النفط العالمي سينخفض ​​في المستقبل. ولكن حتى الآن لا توجد دولة تملك السيطرة على سوق النفط لهذه الدرجة. لذلك طالما أن الطلب على النفط الخام لا يتجاوز التوقعات الحالية ستستمر قرارات السعوديين حول حجم إنتاج النفط في التأثير الكبير على بقية العالم.

اقرأ أيضا:
الرجاء وصف الخطأ
إغلاق