تعتبر وكالة الطاقة الدولية بأن تقدير قدرات إيران على زيادة استخراج النفط متشائمة جداً. بمقدرة البلاد أن تعيد استخراج النفط بكمية كاملة أسرع بكثير مما يتوقعه الكثيرون.
يفترض الخبراء والتجار بأن طهران ستحتاج إلى فترة لا تقل عن سنة لكي تزيد من استخراج النفط إلى المستوى ما قبل فرض العقوبات الدولية عليها. والتقديرات الشبيهة المتشائمة تتعلق كذلك بليبيا وفنزويلا وفي كل الحالات كانت خاطئة. يوضح التاريخ بأن التجديد يحتاج إلى فترة أقل مما كان منبأ عليه.
يقدم في هذا الرسم البياني استخراج النفط في فنزويلا قبل وبعد الإضراب في الشركة الحكومية Petroleos de Venezuela SA الذي بدأ في نهاية عام 2002.
كما أن المعدات المتضررة والآلاف من العاملين المعزولين لم تمنع هذه الدولة الأمريكية الجنوبية أن ترفع استخراج النفط خلال أربعة أشهر فقط إلى مليوني برميل يومياً. في شهر أبريل من عام 2003 أشادت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها بأن التجديد "تم أسرع بكثير مما كان متوقعاً".
المثال الثاني هو انتعاش ليبيا بعد الحرب الأهلية التي انتهت بالإطاحة بمعمر القذافي عام 2011.
بسبب الحرب توقف إنتاج النفط نهائياً تقريباً. كان الخبراء والتجار والثوار الليبيون يقولون بأن استعادة الاستخراج إلى مستوى مليون برميل يومياً سيحتاج إلى سنة ونصف على الأقل، وفي الحقيقة تم بلوغ المستوى المرغوب خلال نصف سنة فقط.
وقد أشاد رئيس قسم أسواق النفط لدى وكالة الطاقة الدولية أنطوان خلف:
"في حقيقة الأمر ليس ثمة أسباب وجيهة للشك بأن إيران ستتمكن من الإنماء السريع لإنتاج النفط من حيث الإمكانيات الفنية".
حسبما قال إن الوكالة غير موافقة مع المشككين الذين يقولون عن احتمال تدهور أو تضرر حقول النفط بإيران.
معظم الخبراء بما فيهم Wood Mackenzie Ltd. و Standard Chartered Plc يتفقون في الرأي بأن زيادة الإنتاج إلى المستوى ما قبل العقوبات الدولية (3.8 مليون برميل يومياً) سيستغرق لدى إيران سنة على الأقل. في الوقت الراهن تستخرج الجمهورية الإسلامية 2.8 مليون برميل.
يبين الرسم البياني التالي مستوى استخراج النفط في إيران خلال عدة سنوات أخيرة.
إذا استطاعت الجمهورية الإسلامية البرهان بأن المتشائمين غير محقين وستزيد استخراج النفط بمليون برميل حتى أواسط العام المقبل بموجب وعود رئيس النفط في البلاد نامدار زنكنه فإن فائضه في السوق سيؤدي إلى الانخفاض المقبل للأسعار.
برأي الخبير في سوق النفط Exane BNP Paribas إدوارد بيباس التنبؤات حول إنتاج النفط في إيران قديمة جداً ويجوز مراجعتها:
"لا داعي للتقليل من قدرة البلاد على زيادة الإنتاج في ظروف عدم كفاية عائدات النقد الأجنبي ".