المحادثات في الدوحة تباطأت لكن منظمة التجارة العالمية تتحرك في الاتجاه الصحيح كما يعتقد روبرت أزفيدو.
أمضى روبرت أزفيدو سنتين على رأس منظمة التجارة العالمية وهو يحذر عن "الشلل" وحتى "الأومة الوجودية". اتخذ الأعضاء الأساسيون، بما في ذلك الولايات المتحدة، جهودا جبارة لتبسيط التجارة خارج المنظمة.
لكن الآن المدير العام مستعد لإعلان انتهاء الأزمة التي، بدرجة ما، فادت هذه المنظمة العالمية الكبيرة. يقول أزفيدو في مقابلة لـFinancial Times:
"أعتقد أن التغيير نجح. المنظمة التي ترغب أن تبقى في وسط المشاكل العالم مجبورة أن تنظر إلى نفسها من وجهة نظر سلبية".
على الرغم من أن الحلقة الـ14 من المحادثات في الدوحة لم تعط نتيجة، تم التوصل إلى اتفاق في إطار المنظمة يسهل من اجتياز الحدود. انطلاقا من بعض المؤشرات هذا الاتفاق أكثر تأثيرا من إلغاء التعاريف ويسهل الانتقال الحر للبضائع في العالم كله.
كما أن الجزء الأخير من المحادثات شهد اتفاقا على تجارة البضائع التكنولوجية بمبلغ قدره 3 ترليونات دولار.
هذه الاتفاقات إشارات جيدة لمنظمة التجارة العالمية على الرغم من أنها لا تصل إلى مستوى محادثات الدوحة.
"المنظمة اليوم أكثر نشاطا وديناميكية من قبل".
على منظمة التجارة العالمية أن تنهي محادثات الدوحة والمضي قدما. لقاءات الوزراء التي تتم كل سنتين من الممكن أن تساهم في هذا. هذا المؤتمر سيعقد في نيروبي في ديسمبر هذا العام.
بحسب المدير العام أعضاء المنظمة سيركزون على الاتفاق المحتمل الذي سيقلل من دعم تصدير المواد الزراعية. وهو على الأغلب لن يتطرق إلى مسائل أكثر أهمية كالأشكال المتعددة للدعم الداخلي للمزارعين.
في الوقت الحالي أعضاء منظمة التجارة العالمية يتوصلون إلى اتفاق بخصوص حزمة صغيرة من الإجراءات التي تتضن النقاط الرئيسية الثلاث ويمكن أن يتم التوقيع عليها في نهاية الاجتماع في ديسمبر. هذه الإجراءات موجهة لتشكيل مساعدات لدعم التصدير الزراعي ودعم الشفافية في السياسة التجارية والقرارات لمساندة الأعضاء الأفقر في منظمة التجارة العالمية.
هذه الحزمة من الإجراءات ستصبح الخطوى الأهم لمنظمة التجارة العالمية. لكن من دون التقدم في المجالين الأساسيين، الدعم الداخلي للمنتجات الزراعية ودخول البضائع الصناعية إلى السوق، لا يضمن أحد النهاية الناجحة للمحادثات في الدوحة.
وجهات النظر المختلفة بين الولايات المتحدة والصين حول دعم المزارعين في البلدان النامية لا تزال نقطة الخلاف. تؤكد الولايات المتحدة أن الصين اليوم دولة متقدمة وليست نامية، آخذة بعين الاعتبار التطور الكبير في اقتصادها منذ بداية المحادثات في 2001.
خلافات كهذه تشكل عقبة كبيرة للمدير العام الذي يحاول على مدى السنتين الماضيتين إيجاد طرق جديدة للخروج من هذا المأزق التي تبقى فيه محادثات الدوحة منذ عام 2008، عندما لم تتوصل الولايات المتحدة والدول النامية إلى اتفاق. الاستراتيجية الأساسية لأزفيدو هي خفض حدة محادثات الدوحة والتركيز على ما يمكن فعله الآن.
أزفيدو لا يزال يضع آماله على عدة اتفاقات التي من الممكن أن تنهي المحادثات في الدوحة وتمكن المنظمة من التركيز على المشاكل المتنامية.
حسب رأي أزفيدو تضم هذه المشاكل الاتفاق على القواعد الأساسية التي ستحدد التجارة في الإنترنت والمتاجرة الإلكترونية والاستثمارات ودور الشركات الحكومية.
هذه المسائل جميعها تتراكم خارج حدود منظمة التجارة العالمية. وهناك مباحثات حول بعضها على مستوى إقليمي مثلا على مستوى الشراكة عبر المحيط الهادئ (12 دولة) أو شراكة المحيط الهادئ للتجارة والاستثمار بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. يتابع أزفيدو:
"العالم يتغير بسرعة، وإذا لم نبدأ بإيجاد حلول لهذه المسائل ستُحل في إطار منظمات أخرى".
لكنه مستعد أن يؤكد أن ضرورة وجود منظمة التجارة العالمية لا تعتبر موضع نقاش.