بعد الهجمات الإرهابية في باريس تم نشر تقرير يؤكد أن الإرهاب الآن يكلف العالم أكثر من أي وقت مضى منذ هجمات 11 سبتمبر في نيويورك.
في عام 2014، حسب المؤشر السنوي للإرهاب من مؤسسة الاقتصاد والسلام، التي تجمع البيانات منذ عام 1997، كلفت الهجمات الإرهابية العالم 52.9 مليار دولار، وهذا الرقم يساوي الناتج الإجمالي المحلي لبلغاريا تقريبا. للمقارنة الخسائر بعد هجمات 11 سبتمبر قُدرت بـ51.51 مليار دولار.
لتقدير الأرقام تقوم المؤسسة بحساب الخسائر المادية. إذا حصل الهجوم في بناء، على سبيل المثال، وتمثلت الخسارة في الأموات والجرحى بما في ذلك العناية الطبية أو الدخل المفقود. المؤشر لا يأخذ في عين الاعتبار زيادة عدد الحراس أو زيادة التأمين أو التغيير في التجارة بعد الهجوم.
على الرغم من أن النتائج لا تضم بيانات أحداث يوم الجمعة في فرنسا سيتم حسابها في المؤشر العام القادم. هذه الهجمات هي الأكبر في أوروبا منذ عقود وحصولها بعد الهجوم على شارلي إيبدو في يناير سيجعلها واضحة في الاتحاد الأروروبي مباشرة.
يقول ستيف كيلي، مدير المؤسسة:
" التأثير على الناتج المحلي الإجمالي الفرنسي سيكون واضحا في هذا الربع. إذا أخذنا في عين الاعتبار أن الحياة توقفت لـ48 ساعة سيصبح واضحا أن عواقب هذه الهجمات ستبقى ظاهرة بشكل دائم. بالإضافة إلى أن وضع جهاز تفتيش، على الأخص في أوروبا، يؤثر على السير الحر للأشخاص وهذا بدوره ينعكس على الإنتاجية الاقتصادية بشكل عام".
داعش التي تولت الهجمات في باريس وبيروت وعملية إسقاط الطائرة الروسية في مصر أخذت لقب أخطر تنظيم من حركة طالبان. تشير دراسات إلى أن داعش تسببت العام الماضي في مقتل أكثر من 20 ألف شخص. في خطابه وصف الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند داعش بـ" أكبر معمل لإنتاج الإرهابيين لم يشهده العالم من قبل".
الخلافة المعلنة، التي انفصلت عن القاعدة في العراق، تعتمد على العدد المتنامي من الإرهابيين من الدول المتطورة. كما يشير التقرير روسيا تحتل المرتبة الأولى بأغلبية سكان غير مسلمة من حيث عدد المقاتلين الذين غادروا إلى سوريا والعراق.
خلال عشرين سنة ماضية نفذت المجموعات المتطرفة العديد من الهجمات على العواصم الأوروبية من لندن إلى مدريد. لكن كما يشير التقرير 70% من الوفيات بسبب الأعمال الإرهابية، بين أعوام 2006-2014، كانت من أعمال نفذها أشخاص صرحوا عن مقاومتهم للحكومة وكراهيتهم للمهاجرين والمثليين وعمليات الإجهاض.
تلحق التنظيمات الإرهابية الخسائر الكبرى بالدول النامية، حيث تستطيع أن تنتشر على مساحات واسعة خالية من القوات الحكومية. الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هي المنطقة التي تضررت أكثر من غيرها، قتل الإرهاب عام 2014 هنا 426 13 شخصا.