داعش تتطلع إلى أمرين: السيادة العالمية والتعامل بالنقود الذهبية.
تعتبر داعش النموذج الاقتصادي العالمي السائد الذي يعتمد على العملة الورقية خطأ كبيرا وتشرح الأسباب في فيديو "وباء العملة الورقية وعودة الدينار الذهبي"، (Dark Rise of Banknotes and The Return of the Gold Dinar).
يناقش في الفيديو موضوع انتشار العملة الورقية بما في ذلك الدولار الأمريكي الذي ظهر كـ" حق الملكية لكمية معينة من الذهب"، ثم تطور إلى "ورقة دون فائدة".
تتقبل داعش العملة الذهبية فقط، لكن برأي الاقتصاديين هذه الاستراتيجية ستشهد إخفاقا لأن السكان سيميلون إلى تجميعها وليس صرفها.
تقترح داعش في الفيديو المنشور التطلع إلى العصور الوسطى. استخدمت الخلافة الإسلامية، التي ضمت الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الذهب والفضة، في حين انتشر في أوروبا "وباء العملة الورقية التي خلفتها الأفكار الشيطانية للبنوك التي بدورها ولدت، مع مرور الزمن، النظام الاحتياطي الفدرالي الأمريكي والذي هو سلاح الخداع والاستعباد".
طبقت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على قادة داعش لذلك لا يستطيعون أن يستخدموا بشكل شرعي ولو جزءا من النظام المالي العالمي. لكن الذهب يسمح بشراء السلاح والمواد الضرورية الأخرى، إذ أن العملة الذهبية لا تخضع للرقابة على خلاف العملة الورقية والتحويلات المالية.
يقول دانيال كارسون، مدير الشركة الخاصة Kroll التي تعمل في مجال التحريات وإدارة المخاطر:
"إذا قمتم بالدفع بالذهب لن يقوم أحد بمناقشتكم أو طرح أسئلة. الذهب يُقبل في كل العالم".
قاد كارسون تحريات تعلقت بالسرقات المالية في نيويورك والبحث عن أصول صدام حسين، وهو يقول أنه عندما يعرض الزبون ذهبا لا يهتم البنك بشخصيته ووضعه المالي.
من جهة أخرى تريد داعش أن تصك عملة خاصة بها بشعار معروف ما يجعل تتبعها سهلا.
لكن لا يجب النسيان أن للذهب مساوئه أيضا. مثلا الذهب ذو وزن كبير. لنفترض أن عليكم أن تدفعوا لأحد مليار دولار. إذا قمتم بالدفع بالورقة النقدية من فئة الـ100 دولار سيكون الوزن الإجمالي 10 كغ فقط، أي حقيبة ثقيلة لا أكثر، أما إذا أردتم أن تدفعوا بالذهب سيكون وزن محفطتكم 26 كغ.
مارتين ريردون العميل السابق في الاستخبارات الأمريكية والذي تخصص في مكافحة الإرهاب يشغل الآن منصب مدير في Soufan Group وهي شركة تحريات خاصة. برأيه استخدام داعش للعملة السورية والعراقية التي تملكها سيكون أكثر عملية. الذهب ليس مناسبا في حال القيام بصفقات عديدة بسرعة. يضيف:
"هذه أحلام فقط للعودة إلى القرن السابع عندما شهد العالم العربي ازدهارا وكانت العملة السائدة تُصك بالذهب. بينما في الواقع هذه خطط غير واقعية للحصول على قدرة التأثير على الاقتصاد العالمي".
كما أن الذهب هو وسيلة لإيجاد أتباع. يقول أندرياس كريغ، أستاذ الكلية الملكية اللندنية في قطر أن هذه الفكرة تعرض إمكانية الابتعاد عن المجتمع الغربي الفاسد. على سبيل المثال تعلن داعش تحديها للدولار، العملة العالمية الاحتياطية. منذ أن اتفق نيكسون مع المملكة العربية السعودية وأعضاء أوبك الآخرين أن يُباع النفط بالدولار الأمريكي الطلب على هذه العملة لا يقل. يشرح كريغ لماذا هذه الفكرة جذابة:
" هذه رواية ضد الإمبريالية وضد التحكم الأمريكي بالعالم ما يحرم المسلمين من إمكانية استخدام عملتهم النفطية. هذا اتجاه معروف للدعاية التي يستجيب لها مسلمو الشرق الأوسط بكثرة. لكن يظهرهنا بعض النفاق، فداعش تبيع النفط مقابل الدولار ومن ثم تشتري به السلاح".