أعلن صندوق النقد الدولي يوم 30 نوفمبر الماضي أنه سيقوم بضم اليوان الصيني إلى سلة عملات الاحتياط التابعة للصندوق. فما معنى هذا الأمر وما دلالته؟
ما هي العملة الاحتياطية؟
عملة الاحتياط هي العملة التي يتم الاحتفاظ بكميات كبيرة منها من قبل الحكومات أو المؤسسات المالية كجزء من احتياطيها للنقد الأجنبي. ويتم استخدام عملات الاحتياط في المعاملات الدولية، وهي تعتبر بمثابة الملاذ الآمن للعملة الصعبة. ويمكن لمواطني الدولة التي تنتج إحدى عملات الاحتياط شراء الواردات والاستيراد والاقتراض عبر الحدود بكمية أكثر وبتكلفة أقل من مواطني دول العالم الآخر وذلك لأنهم لا يحتاجون للقيام بعملية تغييرالعملات.
تاريخ عملات الاحتياط
عملات الاحتياط ليست ثابتة دائما بل إنها تتغير على مر الزمن طبقا للأوضاع الاقتصادية في العالم. أولى عملات الاحتياط كانت الدراخما اليونانية في القرن الخامس قبل الميلاد، وتلاها كل من الدينار الروماني والسوليدوس البيزنطي، وخلال فترة العصور الوسطى كان الدينار الإسلامي هو عملة الاحتياط الرئيسية.
في عصر النهضة، تصدر الدوكاتو الخاص بالبندقية، وفي القرن السابع عشر كان الغيلدر الهولندي حتى وصلنا إلى الجنيه الإسترليني والدولار الأمريكي.
المفهوم الحديث لعملة الاحتياط ظهر في منتصف القرن التاسع عشر، بعد نشأة البنوك المركزية ووزارات الخزانة الوطنية وفي ظل زيادة تكامل التجارة العالمية. في فترة الستينيات من القرن التاسع عشر قامت غالبية الدول الصناعية في العالم باتباع العملة البريطانية. ففي تلك الفترة كان اقتصاد بريطانيا هو الاقتصاد الرائد عالميا
خلال الحرب العالمية الأولى جرت محاولات لاستعادة معيار الذهب مرة أخرى بعد هيمنة الجنيه الاسترليني، وهو ما تم بالفعل عام 1925، لتحذو دول العالم حذو بريطانيا. هذا الأمر أدى إلى استقرار نسبي في الأسواق تبعه انكماش اقتصادي. وفي أعقاب تأثير الكساد العظيم وبعض العوامل الأخرى، تراجعت التجارة العالمية وتراجع أيضا معيار الذهب. هذا الأمر أجبر بريطانيا على إخراج الجنيه الاسترليني من معيار الذهب عام 1931 بعد خسائر فادحة، وليفقد الجنيه الاسترليني في منتصف الثلاثينيات سيطرته كعملة احتياط.
بعد الحرب العالمية الثانية، أصبح النظام الاقتصادي العالمي يحكم من قبل اتفاقية دولية رسمية هي اتفاقية “بريتون وودز”. في ظل هذا النظام الجديد تم وضع الدولار الأمريكي عن عمد كمرساة للنظام، إذ قامت حكومة الولايات المتحدة بضمان البنوك المركزية الأخرى التي يمكن أن تبيع احتياطياتها بالدولار الأمريكي بسعر ثابت مقابل الدولار.
اليوان الصيني
في الـ30 من نوفمبر الماضي، أصبح اليوان الصيني إحدى عملات الاحتياط العالمية بشكل رسمي، لكن سيتم تنفيذ القرار بدءا من شهر أكتوبر عام 2016. اليوان سيمثل 10.92% من إجمالي عملات الاحتياط الخاصة بصندوق النقد الدولي، ليصبح اليوان بذلك خامس عملات الاحتياط المعتمدة من قبل صندوق النقد الدولي بعد الدولار الأمريكي واليورو والجنيه الاسترليني والين الياباني.
تسارعت عملية تدويل اليوان عام 2009 عندما أقامت الصين سوق السندات ذات المبالغ الصغيرة، وقامت بتوسيع نطاق التجارة عبر الحدود لليوان، مما ساعد على توفير سيولة كبيرة لليوان في الخارج. في عام 2013 أصبح اليوان هو ثامن أكثر عملة تداولا في العالم، وارتفع إلى المركز السابع بداية عام 2014، ليختتم نفس العام في المركز الخامس عالميا.
في فبراير 2015 الماضي، أصبح اليوان هو العملة الثانية الأكثر استخداما في تمويل التجارة، ووصل إلى المركز التاسع في تداولات الفوركس.