سنريكم بوضوح إلى ماذا أدت ثورات عام 2011 في العالم العربي.
في ربيع عام 2011، بدأت مظاهرات"سلمية" ضد الحكام الطغاة والتي انتشرت في البلدان العربية. لم تؤدي هذه الثورات باستثناء تونس إلى النتيجة المرجوة: ليبيا واليمن غرقت في مستنقع الحرب الأهلية، الكثير من المناطق تحت سيطرة المسلحين الذين يحاربون بعضهم البعض. بعضهم تساعدهم دول أجنبية، وبعضها الآخر يحاربون تحت راية القاعدة أو داعش. اليوم مصرأصبحت أتوقراطية حتى أكثر مما كانت عليه قبل الثورة. أما سوريا فقد غرقت في طين الفوضى. نصف مدنها أصبحت أنقاضاً، الأراضي الزراعية متروكة، ملايين الناس تركوا بيوتهم أو لجأوا خارج البلاد، إلى الآن ليس هناك نور في آخر النفق.
الربيع العربي أدى إلى ظهور قادة جدد، وبرامج منطقية لتطوير الأفكار الجديدة. لكنه أيضاً وضح الوجه الحقيقي للإسلام السياسي، ووضع العرب في العالم وفي المنطقة، نقاط قوة العرب ودولهم.
على مدى عقود كانت الآراء العربية منحازة، في المصائب الكثيرة كان الغرب هو المذنب. لكن الاحتلال الفاشل للعراق من قبل الأمريكيين والذي غرقت بعده البلاد في رحى حرب طاحنة واليأس، والرد الفارغ على الربيع العربي، قنع الجميع، إلا المهووسين بنظرية المؤامرة، عن مدى حماقة الأحديث حول أن الغرب قادر على كل شيء، السيطرة الأمريكية أو المؤامرة الصهيونية. ومن جهة أخرى، تأكد الجميع من ضعف العلاقات بين الدول العربية، على الرغم من الدعوات للتوحد على مدى عقود. الكل شاهد مدى ضعف دول المنطقة والشيء المحزن أكثر هو ضعف المجتمعات العربية.