لماذا يكره وارين بافيت الذهب؟
الصفحة الرئيسية مال

نقدم لكم في هذه المقالة 5 قواعد أساسية أو مبادئ محورية للتداول في البورصة التي يشير إليها الخبير الاقتصادي الأمريكي مارك دوغلس في كتابه بعنوان "أسس التداول".

القاعدة الأولى: يمكن أن يحدث أي شيء

كما يقول دوغلس دائما توجد في السوق ظروف مجهولة تؤثر تاثيرا ملحوظا على الأوضاع فيه. هذا هو الشيء الواضح لكل من يختصّ بالتداولات في السوق،ويجب على الجميع أخذ ذلك بعين الاعتبار. ليست هناك أي إمكانية لمراقبة كل ما يعمله التاجر أو المستثمر الآخر أو حتى المؤسسة الإستثمارية ولذلك ليس هناك أي فائدة من محاولاتنا للتنبؤ - كيف ستؤثر هذه الأعمال على الأوضاع في السوق.

وفي هذا الصدد يمكن القول أن أي تنبؤات مهما كانت حول سؤال - كيف يتغير الوضع في السوق وخلال أي فترة زمنية سوف يحدث هذا أو ذلك –مضيعة للوقت فقط ،لا أكثر ولا أقل. من الأفضل لنا أن ننتظر توفّر ظروف ملائمة في السوق والتصرف انطلاقا من ذلك.

القاعدة الثانية: من أجل أن نربح ليس من الضروري أن نعرف ماذا سيحدث

من الصعب جدا أن تعرف مسبقا تسلسل الأوضاع التي تؤدي إلى فوز أو خسارة ، وسوف تكون دائما أمام المنافسين طالما كانت لديكم توقعات إيجابية منطلقة من الحسابات الرياضية الدقيقة. كل مَن يقوم بالتداول في البورصة يعرف الحقيقة التي تتلخص في أنه هناك دائما احتمال وقوع خسائر أعلى من احتمال وقوع الفوز. وبينما تسعى لخفض الخسائر وتشجيع الأرباح تربح. وبسبب أن مقدار الربح يعتمد أولا على تصرفات السوق ردا على عوامل من خارج السوق أو من داخلها ،من المهم جدا هنا أن نلتزم بالمبدأ الأساسي: يجب عدم التداول في السوق إذا لم تتوفر فيها الظروف الملائمة للتجارة والتداول الناجح.

معدن كسول وعديم الفائدة

عبر بافيت عن كراهيته لهذا المعدن علنا في عام 2011 في رسالة وجّهها إلى المساهمين حيث أطلق على الذهب تسمية الأصول غير المثمرة. وقد أضاف بافيت قائلا:

»إن الأصول مثل الذهب لا تعطي أي شيء في الحقيقة، ولكنّ الناس يشترونه فقط بأمل أن أحدا أخر يشتري الذهب منهم وبسعر أكثر«.

وحسب قوله،إن الذين يستثمرون في مثل هذه الأصول كالذهب تلهمهم ليس قوته أو قيمته الاستثمارية لأن الذهب ليس له حقيقةً أيَّة قيمة استثمارية، بل تجذبهم وتقودهم الثقة في أنّ مثل هذه الأصول سوف تصبح في المستقبل أكثر طلبا وإلهاماَ ممّا هو بالنسبة لهم الآن.

ويعتقد بافيت أنه لدى الذهب عيبان لا يمكن التخلص منهما:

يقول بافيت بهذا الصدد أن الذهب ليست له فائدة الآن ولن يجدي أي نفع منه في المستقبل

ويعترف بافيت في أن الفائدة الكبيرة تعود إلى الذهب بسبب استخدامه في الصناعة والمجوهرات. على الرغم من مثل هذه الحاجة إلى الذهب وللأغراض الصناعية فقط - ليست تلك الصناعات قادرة على استهلاك كل الذهب الذي تم صناعته ولكنه يُصنع من أجل وضعه في خزانة المصرف فقط. والمشكلة الأساسية في ذلك أن الذهب يعتبر من أدوات عديمة القيمة الاقتصادية والمقصود بذلك أن سعر الذهب يتغير حسب إرادة الجهة التي تريد شراءه ولا يعتمد في أي شكل من أشكال على قدرة بكسب الأموال لصاحبه.

الذهب ليس مصدرا لكسب الأموال بل إنتاجية الذهب هي الأهم

في رسالة وجّهها بافيت إلى المساهمين يقدم مثالا آخرا يقارن الذهب فيه ويناقضه مع أصوله الاقتصادية المفضّلة الأخرى:

»هناك حاليا حوالي 170 ألف طن من الذهب في العالم بالمجموع. وإذا قمنا بصهر هذا العدد من الذهب فيمكننا الحصول على مكعب من الذهب يساوي طول وجهه 20 مترا (مما يساوي مقاسات المرمى في ملعب كرة القدم). وبسعر 1750 دولار للأوقية (الأونصة) تصل تكلفة المكعب إلى نحو 9.6 تريليون دولار.دعونا نسمّي هذا المكعب بمكعب رقم 1

ولنتصوّر أنه لدينا مكعب رقم 2 وهو بنفس تكلفة وقيمة. وبمثل هذا المبلغ الضخم يمكن شراء كل الأراضي المستخدَمة في الزراعة للولايات المتحدة كلها – وهي عبترة عن مساحة ب400 مليون فدان وبقيمة 200 مليون دولار سنويا - بالإضافة إلى شراء 16 شركة إكسون موبيل (وهي أكبر شركة عالميا تصل أرباحها إلى 40 مليون دولار سنويا). وبعد كل هذه الصفقات سوف يبقى لدينا حوالي تريليون دولار مما يكفي لإجراء احتفال كبير بهذه المناسبة. هل تعرفون مستثمرا ذا 9.6 تريليون دولار يختار الاستثمار في المكعب رقم 1 وليس في رقم 2؟؟!«

واللافت أن المستثمرين اليوم لا يزالون يفضلون الاستثمار في الذهب وليس في الأصول المثمرة الأخرى التي سوف تنتج كل من الحبوب والقطن والنفط والغاز والأصول الأساسية الأخرى خلال سنوات عديدة. وهكذا سوف يتم استخراج كل الذهب الموجود في الأرض على كوكبنا، وكان ولا يزال الذهب عديم القيمة الانتاجية والاقتصادية وسوف يبقى هكذا مستقبلا.

يمكنكم تقبّل الذهب، – يقول بافيت، - ولكنه لن يرد عليكم بالمثل

لا تستسلموا لسحر الذهب

من المفهوم الآن لماذا لا يحبّ وارين بافيت الذهب: كل مَن يشتري الذهب يريد أن يبيعه بسعر أغلى لمن أغبى منه. وهذه ليست استثمارات أو قمار. بافيت يفضّل الاستثمار في الأصول الفعالة والمثمرة فقط. هو ينتمي للذين يستثمرون أموالهم في تطويرالأعمال الجديدة لزيادة أرباحهم أكثر فأكثر. هكذا فقط سوف يحصل على الأرباح الهائلة بفضل الأصول الاقتصادية الفاعلة وليس أصول المعادن اللامعة كالذهب فقط.

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق