كيف يمكن كسب المال في ظروف الضوضاء والفوضى في السوق

كان آخر الأسبوع مزعجا وصعبا للغاية لكل من يراقب الأوضاع في الأسواق المالية حيث قد شهد مؤشر Dow تراجعا ملحوظا بأكثر من 200 نفطة خلال يوم واحد فقط وفي اليوم التالي عوّض خسائره وسجل نموا قياسيا بـ 200 نقطة أخرى. وقرر المحللون أن هذه التذبذبات ليس لها تأثير قوي وسببها صدفة أدت إلى أحداث لا يعرف احد طبيعتها.

وقد قام الصندوق النقد الدولي بخفض توقعاته فيما يتعلق بالنمو الاقتصادي العالمي.ونشر مجلس الاحتياطي الفيدرالي بروتوكول جلسته. وعلى هذا الأساس يمكن لكل من يرغب أن يقرر بنفسه ماذا سبّب بالفعل هذه التقلبات في السوق.

يثير اهتمامنا كثيرا كيف يندهش ويصدم الناس عندما يرون كيف تتغير الأوضاع في السوق ،ولكن الأسواق تتصرف بشكل طبيعي. بدلا من أن تتطور وتنمو بصورة طبيعية مستقرة تتحرك الأسواق بصورة عشوائية لا يمكن التنبؤ بها ومن الصعب اختيار استراتيجية التصرف بعد قرأتها، وتظهر في التصريحات حول الأوضاع في السوق كلمة "تقلب" أكثر فأكثر كأنها عبارة عن مفهوم جديد غير معروف من قبلُ.

ويحاول المستثمرون انطلاقا من خبراتهم التجارية والاقتصادية أن يقرؤوا هذه التقلبات ليفهموا أسرارها و معناها ويقدموا تنبؤاتهم وأفكارهم حول ما سوف يحدث في السوق بعد ذلك. أما الناس فيبقون مندهشين وهذا هو ما يثير اهتمامنا أكثر من أي شيء آخر.

لا شك في أن الأسواق تتصرف طبيعيا وتتحرك في اتجاهات مختلفة والناس لا يدركون ماذا تعني هذه التقلبات. وهنا تأتي وجهات النظر المختلفة حول هذا الموضوع بالإضافة إلى التعليقات المتنوعة، ومن أبرزها التعليق الذي تركه المختص بالأسواق المالية السيد أرت كاشين الذي قال بتصريح أدلى به لقناة CNBC الأمريكية ما يلي:

بعد نشر هذا التعليق قام المحلل الآخر بتفسير التعليق من ناحيته حيث قال أن السوق سوف يتراجع إذا لم يشهد هذا المؤشر الاقتصادي نموا في وقت قريب. مثل هذه التنبؤات تظهر عادة حول كل ما يحدث في السوق وفي بعض الأحيان تكون صحيحة وتتحقق. هذا ما حدث في هذه الحالة حيث انخفضت قيمة المؤشر S&P 500 إلى مستوى أقل من 1950 نقطة واستقرت عند مستوى 1862 نقطة. والآن يحتاج المؤشر إلى نمو قدره 4.5% لتعويض خسائره ويمكن أن يحدث ذلك بسرعة خلال بضعة أيام فقط.

وعلى خلفية هذه الضجة والفوضى والموجة من تعليقات تظهر همئات الفرص للتفكير وإعادة النظر في القرارات الاقتصادية المتخذة.وأسهل الشيء أن نعتمد على هذه التنبؤات عند اتخاذنا للقرار في السوق. ولكن.. دعونا نفكر: ألا تمثل هذه التنبؤات خطرا لرفاهيتنا وازدهارنا المالي؟؟

لحسن الحظ يوجد لدينا خيار دائما حيث بإمكاننا الاطلاع والدراسة بكل تفاصيل وبكل اهتمام لعواقب محتملة لقرار نتخذه، علينا أن نفكر جيدا وندرس كل الاحتمالات قبل أن نقرر ما العمل.

لنتصور أن أمامنا إنسان قد اتخذ قرارا بالتخلي عن الكحول. إن كان ذلك القرار قرارا شخصيا فالمهم هنا أنه بعد اتخاذ هذا القرار انتهى الموضوع. ولكن إذا فكر الإنسان عن صحة هذا القرار كل مرة عند تقديم له المشروب الكحولي فكان له من الصعب جدا أن يلتزم بقراره.

نفس الأمر نراه فيما يتعلق بقراراتنا الاقنصادية. دعونا نفترض أنكم قررتم توفير 3000 روبل كل أسبوع لأهداف تعليم أولادكم على سبيل المثال. وكل أسبوع تفتحون موقع المصرف على الانترنت وتقومون بتحويل مالي. ولو لم تكن هناك إمكانية التحويل المالي بطريقة إلكترونية فمن المحتمل أنكم فكرتم عن إلغاء هذا القرار كل مرة عند الدفع و من يعرف – ربما قررتم مرة ألا تدفعون القسط هذا الأسبوع لتؤجلوا الدفع إلى الأسبوع التالي أو بعده؟؟ أو ربما بعد فترة من الوقت رفضتم هذه الفكرة وألغيتم قراركم إطلاقا؟؟

صحيح، أليس كذلك؟ لهذا السبب من اللازم ألا تترددوا عند القيام بعمل صحيح حيث تفعلون ما قررتم فعله بصورة أوتوماتيكية: في هذه الحالة سوف تسحبون 3000 روبل كل أسبوع من حسابكم المصرفي لتحويلها إلى حساب آخر. هكذا تحققون هدفكم.

نفس الاتراتيجية من الممكن تطبيقها عندما نتخذ قرارا اقتصاديا.

لا شك في أنكم يجب أن تكونوا على استعداد كامل دائما لتغيير خطتكم الاستثمارية إذا تطلبت الأمور ذلك ولكن مثل هذه التغيرات الجذرية لا تحدث كل يوم حيث من المحتمل أن تحدث مرة أو مرتين في السنة فقط.

على كل حال تدركون جيدا أنه ليست هناك أي فائدة من التردد بشأن قراركم: قد قمتم باتخاذه ويعتبر هذا القرار مناسبا بالنسبة لكم.

ينبغى قبول فكرة بسيطة ومميزة: نجاح استثماراتكم يعتمد كثيرا على ثقتكم الشخصية فيه، فلا شك في أن بعض القرارات في حياتنا ممكن اتخاذها مرة واحدة فقط. وإذا تحرك كل شيء حولكم بصورة عشوائية وفوضوية يجب أن تثقوا بنفسكم وتتخذوا أفضل قرار دون تردد لأن هذا القرار يمكن أن يصبح أفضل قرار في حياتكم.