أربعة دروس من أسبوع السوق المجنونة
الصفحة الرئيسية مال

لن ينسى المستثمرون كيف كان هذا الأسبوع (و يوم أربعاء بالأخص) مهما للأسواق المالية التي شهدت موجة من التقلبات الجديدة التي قد أدت إلى نتائج ليس فقط استثنائية إن جاز التعبير ولكن نتائج مدهشة ومرعبة ومدمرة في نفس الوقت.

فما هو الذي حدث بالتحديد؟ تأثرت الأسهم للشركات العالمية المختلفة (ومنها أسهم المؤشر الصناعي داو جونس مثلا التي تراجعت بأكثر من 600 نقطة في غضون 30 دقيقة من التداولات فقط، أو أسهم خزانة الولايات المتحدة التي تعتبر دائما من الأسهم الأكثر استقرارا) بالتقلبات القوية، وهذه التذبذبات المفاجئة خلال الأسبوع الماضي قد أثرت بشكل ملحوظ على جميع المستثمرين واللاعبين في الأسواق المالية فحسب، بل على النظام الاقتصادي بأكمله عموما.

وماذا نستفيد من هذه الأحداث المثيرة للاهتمام للأسبوع الماضي؟

الدرس الأول: ليست هناك حاجة إلى بذل الكثير من الجهود لترد عليها الأسواق بتقلبات قوية

من الصعب أن نشير الآن إلى سبب معين لكل هذا التراجع بأسعار الأسهم والمؤشرات الاقتصادية العالمية الذي شهدته الأسواق يوم الاربعاء الماضي ، حيث تجدر الإشارة في هذا الثياق إلى مجموعة من العوامل الاقتصادية التي أدت إلى الكارثة التاريخية وجعلت الكثير من المستثمرين متوترين للغاية.

وعلى الرغم من أن تعويض الخسائر الكبيرة للأسواق قد جرى بعد نشر البيان الرسمي من مجلس الاحتياطي الفيدرالي الذي يشار فيه إلى ضرورة مواصلة بذل الجهود لنتفيذ السياسة النقدية الأكثر مرونة – فمثل هذا البيان لا يمكنه أن يحل كل المشاكل التي عانت منها السوق المالية خلال هذا الأسبوع المشؤوم.

الدرس الثاني: تصبح السيلولة أكثر طلبا ومن الصعب الحصول عليها إذا وصلت الأسواق إلى أدنى مستوياتها و شهدت أكبر تراجع في تاريخها

يصبح نقص السيلولة في الأسواق عاملا يسبّب في بعض الأحيان تقلبات مفاجئة وقوية لأسعار الأسهم. قد مرت تلك الأيام حيث كان من السهل للسماسرة والمتعاملين السيطرةُ على سيلولة الأسواق والحفاظ على استقرار الأوضاع في السوق لأننا نعيش في عهد عندما تتميز الأسواق بقدرتها المنخفضة للغاية لمواجهة التحديات الخطيرة لذلك يجب أن يكون لدى المستثمر والسوق الاستعداد الكامل للرد على هذه التحديات وخاصة عندما يبدو أن الأمور تسير بشكل جيد.

الدرس الثالث: مواجهة المخاطر التي تنطوي عليها الأسواق لا يمكن أن تكون فعالة دون خطة التصرف في ظروف خطيرة في السوق

جدير بالإشارة إلى أن الأسعار في بعض قطاعات السوق وصلت في الفترة الأخيرة من الوقت إلى مستوى حيث لا تعتمد بعدُ على أي من الأسس الاستثمارية. ودون الاعتماد على الأساس المتين لا يمكن للسوق أن تواجه بشكل بناء هذه التحديات الجديدة التي تظهر كل يوم - ومنها على سبيل المثال فيروس إيبولا الخطير أو أخبار من مجلس الاحتياطي الفيدرالي الذي يصدر بيانا يقول فيه عن إنهاء الدورة الثالثة من أعمال التيسير الكمي.. إن تقلبات الأسواق التي قد تحدث في مثل هذه الحالات يمكن أن تؤثر بشكل أكثر سلبا عند وجود نقص السيلولة والعوامل الخطيرة الأخرى.

الدرس الرابع: لا يزال البنك الاحتياطي الفيدرالي يواجه عواقب لعدم الاستقرار المالي في الأسواق التي تثق في استعدادها وسعيها إلى الحفاظ على الاستقرار

لم يحتاج ممثلو مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى الكثير من الوقت لتقديم رد فعل قوي على الأوضاع الغير مستقرة التي كانت تسود الأسواق نتيجة لتقلباتها القوية الأسبوع الماضي. وصرح بنك الاحتياطي الفيدرالي إنه قادر على مواصلة تنفيذ السياسية النقدية الأكثر مرونة مما جعل المستثمرين يعتمدون في تصرفاتهم على الدعم من بنك الاحتياطي الفيدرالي الذي احتاجوا إليه منذ فترة. وهذه الثقة بإمكانية الاعتماد على أعمال بنك الاحتياطي الفيدرالي جعلت الكثيرين ينتظرون الدورة الرابعة من اعمال التيسير الكمي للحفاظ على قيمة الأصول.

من المهم جدا أن نشير إلى أن جميع الدروس الأربع المقدمة هنا تعتمد على مبدأ أساسي يقول أن تقلبات السوق في الأسبوع الماضي لم تحدث لأول مرة ولكنها إشارة إلى أن قواعد اللعبة قد تغيرت ويمكن أن تشهد الأسواق خسائر كبيرة إذا لم تبذل الحكومات قصارى جهدها من أجل تحقيق تحسن ملحوظ فيما يتعلق ببناء أساس مستقر ومتين لتعزيز النظام الاقتصادي العالمي.

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق