لا تصدق التنبؤات الاقتصادية
الصفحة الرئيسية مال

إن التنبؤات للأوضاع في الأسواق المالية لا تتحقق أبدا.

وخصوصا الإنسان إذا اعتزم أن يقدم تنبؤا ففشل بذلك - بما في ذلك ما يخص الأسواق المالية. التوقعات الاقتصادية لا يمكن أن تتحقق أو إذا تحققت فهذا الأمر نادر للغاية، وإنْ كانت الأمور تتعلق بالأسواق فلم تحقق ما نتوقعه. ما هو السبب لذلك؟ الجواب بسيط للغاية – ماذا يمكن أن نتوقع إذا لم يقدر المستثمر الواحد أن يتوقع كيف سيتصرف بنفسه في أي لحظة من حياته؟

هناك مقولة معروفة تعود إلى أحد كبار الإداريين الاقتصاديين من شركة استثمارية Perbak Futures Management السيد جيمس شابيرو الذي أشار إلى أنه من المحتمل أن التوقعات يمكنها أن تختلف من الحقيقة كثيرا. هذا ما يقوله السيد جيمس بهذه الصلة:

"في هذا الأسبوع كنت أقرأ وأدرس تقارير عن الأسواق وضحكت كثيرا. في تلك اللحظة كنت أفكر عن رد الفعل الذي كان يمكنني أن أحصل عليه مثلا في عام 2009 إذا قال لي أحد أنه بعد خمس سنوات سوف تكون الأوضاع كما نشهدها حاليا. لم أكن أصدق أن هذا يمكن أن يحدث ولكن".

ماذا نرى هنا اليوم؟ ارتفع سعر الأسعار للغاية إلى أقصى حده، وشهدت معدلات الفائدة هبوطا قويا، وأسعار المواد الخام استقرت اليوم على أدنى مستوى لم تسجلها من قبل في السنوات الماضية - وعلى خلفية هذا الانهيار يصبح الدولار أقوى كأنه كان على هذا المستوى العالي دائما.

إذا قدمتم بمثل هذا التنبؤ قبل خمس سنوات فما كان أن يصدقكم أحد. مستحيل.

دعونا نضرب مثالا آخرا.

قال أحد المستثمرين مشيرا إلى المعطيات التي قدمتها Morgan Stanley Europe MS في صيف عام 2009، أن الأسعار للأسهم سوف ترتفع بالنسبة 70% بعد هبوطها مباشرة بالنسبة 50 %. كان كل من سمع هذا التنبؤ يضحك على كلمات المستثمر لأن لم يكن أحد أن يصدق أن هذا قد يحدث. لأن الزيادة الحادة والسريعة للأسعار من مستواها الأدنى هو عبارة عن هراء ، لا أكثر ولا أقل. كان هناك من قام بتنبؤات حول قيمة معدل داو جونس حيث توقعوا أن يصل مستوى 5000 نقطة أو 3000 نقطة أو حتى 1000 نقطة فقط.

البيع الكامل للأوراق من قبل المتسثمرين يوم الثلاثاء أثار موجة من الرعب والصمت و لم تكن هناك حجة معقولة للرد على هذه التغيرات الكارثية. ولكن يوم الأربعاء رجعت الأمور إلى مكانتها أو أكثر حيث سجلت الاسعار مستوى قياسيا جديدا. كل مستثمر يفهم جيدا أنه لا أحد من اللاعبين في الأسواق المالية يمكنه التنبؤ بما يحدث في اللحظة القادمة. ولكن فهم هذا المبدأ البسيط سوف يصبح ميزة كبيرة للمستثمر.

وعلى الرغم من ذلك، يثق الكثير من المستثمرين حاليا في أن أفضل طريقة لكسب الأموال هي اتباع النصائح والتنبؤات، ولكن لن تساعدكم هذه القراءات والتوقعات وسوف تؤدي إلى خسائر فادحة فقط.

لم يكن من المحتمل حتى أن نتصور في عام 2009 ماذا سوف يحدث في عام 2014. واليوم ليس من الممكن أن نتوقع ما ستشهده السنة ال2019 من التغيرات والمستجدات. نعرف شيء واحد فقط: من المرجح أن يكون أي تنبؤ لقترة ما - ولفترة خمس سنوات القادمة مقلا - كاذب ودون فائدة. من الأحرى أن نعيش حياتنا اليوم.

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق