درس فن الاستثمار من الأستاذ مارك لارسي
Sergei Bachlakov/Shutterstock.com
الصفحة الرئيسية مال

منذ عامين تقريبا كنتُ محظوظا أن أستمع إلى محاضرة مارك لاسري الذي شارك في مؤتمر صناديق التحوط في كلية إدارة الأعمال باسم ليونارد ستيرن بجامعة نيويورك الأمريكية حيث تحدث الأستاذ مارك عن قصص مثيرة من حياته أثناء المحاضرة – على سبيل المثال عن لقائه الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون أثناء الرحلة الجوية من دبي وبعد ذلك تحدّث مع المجتمعين برغبة واهتمام. إنه شخص رائع بالفعل.

أعجبتني قصة واحدة و أريد أن أحدثكم إياها

بعد التخرج من كلية الحقوق عمل مارك في شركة صغيرة وغير معروفة حيث كان مسؤولا على تقييم وتحليل الطلبات من الشركات التي بكونها على وشك الإفلاس تريد أن ترهن موجوداتها. وعند عمله على طلب إحدى هذه الشركات المفلسة نصح مارك مدير شركته أن يقدم لها قرضا بـ90 سنتا على دولار واحد من قيمة الأصول، وكان مارك متأكدا بأن شركته سوف تربح كثيرا من هذه الصفقة.

عندما انخفضت قيمة الأصول إلى مستوى 80 سنتا على دولار واحد جاء إلى مارك مدير الشركة وسأله: "مارك، هل أنت متأكد بما تفعله؟" وأجابه مارك قائلا:"بكل تأكيد، نعم"

مع مرور الوقت انخفض سعر الأصول أكثر وتراجع إلى مستوى 70 سنتا ومن ثم 60 سنتا وحتى 50 سنتا على دولار واحد... وسأل المدير: "مارك، هل تظن أن القيمة يمكن أن ترتفع إلى مستوى دولار؟" بدأ مارك يشرح له موقفه ولكن قاطعه المدير قائلا:

"قد قمتُ ببيعه بسعر 50 سنتا.وانتهى الأمر. يمكنك أن تبدأ كل شيء من بدايته ابتداء من يوم الغد وأنتظر تقريرك غدا".

في هذه اللحظة أحسّ مارك أنه الآن حان الوقت للتفكير الجديد حيث ليست هناك حاجة إلى تحليل تقارير الشركة ويمكن القيام بتحليل موضوعي للفرص الاستثمارية. وفي اليوم التالي قال مارك لمديره أن سعر الأصول يتطابق مع سعره الأصلي. وهذا كان صحيحا: يتم تداول هذه الأصول اليوم بقيمتها الاسمية.

وإذا فكرنا عن حكمة هذه القصة فإنها تستحق كل الاهتمام والتقدير من طرف كل من يعمل في الأسواق المالية.

لأنه عند التراجع الكبير أو الارتفاع الكبير للأصول نقوم بالتشويه اللاشعوري وغير المقصود لتقييمنا لمخاطر ومردودات الأصول.

ودون الإشارة إلى الضرائب في حال كان لديكم حافظة استثمارات وأصول التي لا يتجاوز قدرها 100 مليون دولار (وهنا نتكلم عن معظم المستثمرين بشكل عام) وكانت هذه الأصول من الأسهم السائلة والمتاحة للتداول فمن المفيد جدا أن تتوقفوا قليلا وتنظروا إلى ما حولكم لتقيموا الوضع من جهة أخرى ولتتخذوا بعد ذلك قرارا صحيحا ومناسبا.

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق