استراتيجية وارين بافيت
الصفحة الرئيسية مال

تبلغ ثروات المليونير وارين بافيت 50 مليون دولار، ولهذا السبب يمكن أن نجد اسم السيد بافيت في جميع القوائم لأغنى الناس في العالم، وبلا شك يعتبر وارين بافيت من أكثر رجال الأعمال في العالم نجاحا وأغنى المستثمرين عالميا.

كل ذلك يدل على أن السيد بافيت يفهم جيدا كيف يجب تحديد الأولويات بين المهام اليومية وتوفير وتوزيع الوقت على تنفيذها يوميا. من وجهة نظر كيفية تحقيق الأرباح يمكن القول أن السيد بافيت يخصص وقته للأهداف اليومية أفضل من أي إنسان آخر في العالم.

لذلك تثير القصة التي رواها لنا أحد موظفيه اهتمامنا كثيرا.دعونا نتكلم عن استراتيجية بسيطة من ثلاث خطوات لتحقيق أفضل مستوى من الإنتاجية التي يستعملها بافيت من أجل تحديد أولوياته ومساعدته للموظفين في تحقيق أولوياتهم.

قصة مايكل فلينت

كان مايكل فلينت طيارا خاصا للسيد بافيت خلال أكثر من 10 سنوات. (وكان فلينت يقود طائرات أربع رؤساء الولايات المتحدة، لذلك لا يمكننا أن نشك في أن السيد فلينت هو طيار جيد جدا). وكان فلينت مرةً يبحث مع السيد بافيت أوليويات حياته المهنية حيث طلب بافيت منه أن يعمل تمرينا بسيطا من ثلاث خطوات.

ما هي هذه الخطوات؟

الخطوة الأولى: اكتب 25 هدفا

طلب بافيت من فلينت أن يكتب على ورقة 25 من أهم أهداف في مسيرته المهنية.وأخذ فلينت بعض الوقت للتفكير حول هذا الموضوع ومن ثم قدم قائمته. (ملاحظة مهمة: يمكنكم أن تقوموا بنفس التمرين بأنفسكم للحصول على قائمة الأهداف للمدى القصير. على سبيل المثال، اكتبوا 25 هدفا تريدون تحقيقه خلال هذا الأسبوع).

الخطوة الثانية:اختر 5 أهداف

طلب بافيت من فلينت أن يلقي نظرة جديدة على هذه القائمة ليختار منها خمسة أهداف أكثر أهمية من الأهداف الأخرى.وكان يحتاج فلينت بعضا من الوقت من جديد من أجل أن يدرس قائمته الأولى ويختار منها خمسة أهدافا فقط. وقد نفذ فلينت طلب مديره وإختار كل ما طلبه.

ملاحظة: إذا قرأتم هذه المقالة في البيت يجب عليكم التوقف في هذه النقطة مباشرة وتنفيذ الخطوتين الأولى والثانية قبل أن تنتقلوا إلى آخرخطوة.

الخطوة الثالثة: تجنب الزيادة

قبل هذه الخطوة كان لدى فلينت قائمتان ضمت أولهما على خمس أهم أهداف والثانية على الأهداف العشرين المهمة الباقية.

أكد فلينت أنه كان على استعداد تام لبذل جهوده من أجل تحقيق تلك الأهداف الخمسة. وسأله بافيت: "ولكن ماذا تفكر عن تلك الأهداف العشرين التي بقيت بعد تنفيذك للخطوة الثانية؟".

وأجابه فلينت قائلا: "أعتقد أن الأهداف الخمسة التي اخترتُها تحتاج إلى الجزء الأكبر من اهتمامي،وأما الأهداف العشرين الأخرى أعتبرها مهمة جدا ولكنها ليست أهم من الأهداف الخمسة. لذلك سوف أعمل على تحقيقها عندما يكون عندي وقت مناسب لتنفيذها: هي ليس ملحة جدا ولكن، بكل تأكيد، تستحق اهتمامي و بذل كل جهودي من أجل تحقيقها"

وهذا ما رد عليه بافيت حيث قال:

"لا. قد فهمتَني بالخطأ يا مايكل. كل الأهداف التي لم تخترها عند تنفيذ الخطوة الثانية ينبغي تجنبها مهما كان الثمن. ومهما حدث لا يجوز أن تبذل جهودك من أجلها حتى لو لم تصل إلى تحقيق الأهداف الخمسة الأولى".

قوة التجنب

أنا أؤمن بأن البساطة في كل شيء هي من أهم الأشياء التي ينبغي أن نهتم بها دائما. وأعتقد أن تجنب الأشياء التي ليس لها قيمة وأهمية متزايدة هو أفضل طريقة لتسهيل حياتنا وتطوير عادات جيدة والوصول إلى الراحة والاستمتاع بما لدينا الآن.

ولكن من المهم جدا أن نتخلص من الأشياء والقرارات الغير ضرورية من فترة إلى فترة. من الأصعب بالنسبة لنا أن نلغي أو نحذف بعض الأشياء من حياتنا. من الصعب جدا أن ننسى شيئا من أجل قضاء الوقت على الأشياء بسيطة التفسير وغير الفعالة من ناحية نتائجها. إذا أردنا أن نتطور يجب أن ننسى الأشياء التي ليست مهمة بالفعال.

ولا بد أن لكل خطوة نتيجة معينة. كل شيء يؤثر على شيء آخر. وليست في الحياة أشياء عادية. كل هدف يحتاج إلى الوقت والطاقة والجهود لتنفيذه ولكن يمكن استعمال هذه الموارد القيمة لتنفيذ أهداف أكثر أهمية وأولوية. لا يجوز أن نبقى في مكان واحد، ينبغي اتخاذ خطوة جديدة للسير إلى الأمام.

ولذلك استراتيجية بافيت رائعة بكل تأكيد.

كل الأهداف من البند السادس إلى الخامس والعشرين تهمكم كثيرا، لا شك في ذلك. ومن السهل جدا تفسير لماذا تعطوها هذه الأهمية. ولكن إذا ركزتم على الأهداف الخمسة لاحظتم أن الأهداف العشرين تصرف انتباهكم كثيرا. لهذا لديكم 20 مشروعا غير منجز وليس لديكم 5 مشاريع منفذة تماما.

ركزوا على ما يهمكم أكثر. على أهم الأولويات. ينبغي القيام بتنفيذ الهدف أو التخلص منه.

إن الأشياء التي تحبونها ولكنها لا توصلكم إلى نتائج ملموسة تعتبر من أكثر العوامل خطرا يمكنها أن تصرف اهتمامكم أكثر من الممكن.

يكتب السيد جيمس كليار في مقالاته على موقع JamesClear.com عن كيفية تركيز الاهتمام بأفضل طريقة لاستخدامه لصالح تنفيذ أهدافكم الأهم وكيفية إدارة عاداتكم وتطوير مهاراتكم الإبداعية. ويمكنكم الاشتراك في النشرة المجانية للحصول على أهم المواد التعليمية في هذا الصدد.

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق