صورة المستثمر المثالي
الصفحة الرئيسية مال

تخيل المستثمر المثالي. دعونا نطلق عليه إسم بطرس. لايبالي بطرس بالسياسة و هو متفائل و يحب التاريخ. فهو عدو الإنسان ولكنه يمتلك الكثير من الهوايات. عادةً يقدر بطرس رأي الآخرين أكثر من رأيه الشخصي. كان يمكن بسهولة التغلب على أي شخص في مجال الإستثمار (هذا لو أنه كان موجوداً في الواقع). وهاكم أسباب تغلبه على الآخرين.

الإعتلال الإجتماعي هو ضمان النجاح

في إحدى المرات أجرت العالمة النفسية إسسي ويدلينغ مقابلة مع قاتل ارتكب عدة جرائم. عرضت ويدلينغ للمريض صور مختلفة كانت تحتوي على تعبيرات وجوه مختلفة وسألته بما يشعركل من الناس على الصور. أجاب القاتل بشكل صحيح تقريباً في جميع الحالات ما عدا الحالات التي عُرضت فيها عليه الوجوه الخائفة. ووضح ذلك:

«لا أعرف ما يشعر به هؤلاء الناس ولكن هذا هوتعبير وجه ضحاياي عندما كنت أطعنهم بالسكين».

لن يؤذي بطرس حتى الذبابة. ولكن الميزة الرئيسية للمعتلين في المجتمع هي قدرتهم بالإحتفاظ بالهدوء في مواقف يشعر الآخرون فيها بالذعر على الفور . و سيستغرب معتلي المجتمع لماذا يخاف الآخرون. وهذه هي كفالة النجاح المهني للمستثمرين. في كتابه «إعترافات المعتل إجتماعيا» ‎(Confessions of a Sociopath: A Life Spent Hiding in Plain Sight)‎ يكتب المحامي م.ي. توماس :

«ميزة معتلي المجتمع هي أننا لانشعر بالخوف أبدا. بالإضافة إلى ذلك إبتسم لي الحظ بأن لا أكون في صفوف عاطفيي الطبع. بفضل الغياب الشبه الكامل للعواطف أستطيع الحفاظ على هدوئي عندما يذعر باقي الناس ».

بطرس يشعر بنفس الشيء. إنه لا يفهم لماذا يخاف الناس من الأداء الفاشل في السوق خلال 10 أيام عندما يقومون بالإستثمارات لمدة 10 أعوام. إنه لا يأبه تباطئ الأسعار. ولا يقلق نهائياً حول التراجع الحاد للسوق. الثلاثاء الأسود(الهبوط الحاد في أسواق الأسهم في الولايات المتحدة، التي وقعت في 6 مايو 2010)كان مسلياً بالنسبة إليه. لا يبالي بالخسائر الطفيفة للشركات. بطرس مأمن عن مثل هذه الأمور و هذا بالتأكيد يميزه عن معظم المستثمرين.

مستثمر غير سياسي

بالطبع لدى بطرس موقف سياسي. و من لا يملك موقفاً سياسياً؟

لكنه يعرف أيضاً أن الملايين من الأشخاص الأذكياء يؤمنون بظواهر مختلفة تماماً. وبما أن الأسواق تعكس مثيل التصورات العامة يدرك بطرس أنه يجب أن لا يتوقع منهم مطابقة قناعاته حتى لو كانت قناعاته هي الحقيقة المطلقة. لهذا السبب لا يسترشد بطرس بوجهات نظره السياسية عند إتخاذ القرارات في مجال الإستثمار.

وقد لاحظ بطرس أن الجدل حول أخلاق السياسة يلوث حتى ألمع العقول وحتى أذكى الأشخاص من هذا العالم يرتكبون أخطاءً لا تُغفر. عندما يرغب المستثمرالمثالي بالتكهن حول السياسة فإنه يذكر نفسه: «السوق لا تهتم بإعتقاداتي».

من محبي التاريخ

بطرس يحب التاريخ فقط لأنه يعلم أنه في أي لحظة يمكن أن يحدث أي شيء، بالرغم من أن هذه الفكرة غالباً لا تصدق.

يدرك بطرس أنه على الرغم من أن بعض الناس يدرسون الماضي للتنبؤ بالمستقبل أهم درس نتعلمه من التاريخ - لا أحد يعرف ماذا سيحدث.

عند الإستماع إلى المزاعم بأن أسعار النفط سوف ترتفع أو تنخفض بلا شك، يدرك بطرس أن التاريخ ليس مع هؤلاء المحللين. عندما يؤكد الخبراء قدوم عصر هيمنة الصين أو نسيان «العصر الذهبي» للولايات المتحدة، يتذكر بطرس أن أي من هذه البيانات قد تكون خاطئة.

التاريخ يعلم بطرس ضبط النفس، ولذلك فمن غير المرجح أن يأخذ التنبؤات الجديدةعلى محمل الجد.

إنسان ذو هوايات

يحب بطرس لعب الغولف وطهي الطعام. يحب القراءة على الشاطئ. لديه وظيفة مستقرة تتطلب غالبية وقته الشخصي.

يحب بطرس الإستثمار، ولكن ليس لديه الوقت للقلق أن Apple قد تعاني من الخسائر، وسوف يكون الناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع أقل من المتوقع. إنه مشغول جداً.

يحب بطرس مثل هذا الوضع. إنه واثق من أن الإستثمار يتطلب أخذ موقف للإنتظار، لذلك لدى بطلنا العديد من الهوايات التي تملئ وقته تماماً إلى أن تحين اللحظة الحاسمة. بتجاهله الأشياء التافهة إنه ليس فقط يوفر الآلاف من الدولارات بل و ساعات حياته التي لا تقدر بأي ثمن.

رجل ذات عقلية منفتحة

يعرف بطرس أنه ليس إلا واحد من سبعة مليارات نسمة في العالم وخبرات حياته ليست سوى جزء صغير من ما تبقى أن يتعلمه.

إنه يدرك أن الجميع يميل إلى الإيمان بمعتقداتهم والناس مستعدون لبذل جهودٍ كبيرة لإثبات قضيتهم. قد لاحظ أن هذا السلوك يشكل خطراً لأننا ننسى الحاجة إلى التعلم من ما يحدث. بالإضافة إلى ذلك يدرك بطرس أنه كل واحد مننا يمتلك فكرة على الأقل تكون صلبة و ثابتة ويا للسخرية - خاطئة كلياً.

بطرس متحمس لمعرفة أفكار الناس. يفضل الإستماع إلى وجهات نظر الآخرين بدلاً من التعبير عن وجهته. لا، إنه لا يأخذ الكل على محمل الجد (لأن هناك عددا كبيرا من الحمقى) ولكنه متأكد أنه لتطوير المعرفة في مجالات معينة نحتاج إلى تبادل المعلومات مع شخص و هذا ما يقوم به بطرس.

المتفائل الواقعي

يدرك بطرس أن العالم مليء بالشر. الجرائم. الحروب. الجوع. الفقر. الظلم. المرض. رجال السياسة.

كل هذا يقلقه. ولكن فقط إلى حد معين. يدرك بطرس أنه على الرغم من كل المصاعب الكثير من الناس لا يستيقظون في الصباح لإدارة الشروإنما لفعل شيء جيد. ويؤمن بطرس أنه على الرغم من المشاكل الموجودة سيفوز الخير على المدى الطويل.

لا يقع بطرس في فخ المصيربرفضه الإستثمار اليوم بسبب المخاوف حول عجز الميزانية في الغد أو التضخم الوشيك أو بمجدالته حول كيفية تعامل أحفاده مع عبء التأمين الإجتماعي. المتفائلون يُنتقدون بإستمرار سوء الحكم ولكن بطرس يعلم أنه في المدى الطويل سينجح في التغلب على جميع الصعوبات.

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق