نصائح للنجاح في التداول
Pilar Olivares/Reuters
الصفحة الرئيسية مال, تعلم التداول

بريوس بايير هو إداري الوظائف لشركة Verno Capital مهتم بالسوق وعلم النفس، وقد قدم العديد من الدروس في المجال التجاري التي استوعبها بنفسه خلال نشاطه الاستثماري والتدويني.

خلال السنوات الأخيرة من كتابتي للمقالات حول الأعمال التجارية والاستثمارات وعلم النفس وتطوير الذات لاحظت أن بعض القضايا تطرح من جديد عدة مرات. في البداية كنت أريد مجرد أن أتبادل بكل ما كان برأيي مهماً ومفيداً وبكل ما عرفته خلال مساري الوظيفي. ولكن مع مرور الوقت لاحظت أنني أكرر في كتابتي نفس المواضيع وأدركت وجود العديد من القضايا الأساسية التي أراها أنا وقرائي أكثر أهمية من غيرها.

نحن غالباً ما نعير اهتماماً كبيراً للأشياء قليلة الأهمية التي لا تساعدنا في سلك سبيلنا لذا قررت أن أختار العديد من الدروس التي قد تساعد غيري من التجار والمستثمرين في تطورهم. منذ فترة وجيزة أكملت تأليف الكتاب حيث أدرس بعض القضايا بالتفصيل، وليكن هذا المقال بمثابة مقدمة للفصول الأساسية من كتابي.

1. التدوال الجيد هو قرارات صحيحة

ما هي المهارة الأساسية التي نطورها في أنفسنا عندما نفتح ونغلق المواقف؟ نحن نتخذ قرارات حول ما يجب أن نفعله. كأي قرار هام آخر نحن نتخذه بجمع مختلف المعطيات بعد أن نوزنها بالنسبة لمعاييرنا وبعد ذلك نتوصل إلى نتيجة معينة. عدا عن ذلك نفعل هذا في ظروف عصبية ومرهقة وذلك لأن السوق في تغير مستمر. وكذلك تحتوي قراراتنا على توزين المخاطر المحتملة وإلى كم هي مربحة إذا نفذنا تلك القرارات. الموقف لا يجوز أن يكون أبيضاً أو أسوداً فقط بل غالباً ما يصبغ باللون الرمادي كذلك.

تلك هي المهارة التي نحن نحاول تطويرها ألا وهي اتخاذ قرارات سليمة. وعندما نفكر بهذا الشكل نحن نلهي أنفسنا عن المال وهذا أيضاً شيء لا بأس به. أعرف أنكم فكرتم الآن: "وهل للأعمال التجارية أغراض أخرى سوى المال؟". نعم الأمر كذلك ولكن المصيبة أننا لا نستطيع أن نفكر بالمال دون انفعالات، وذلك لأننا نصبح طماعين وجبناء ونفكر باستمرار أننا فقدنا الآن مبلغاً معيناً ولولا فقده لاشترينا به بيتاً، وهذا ما يعرقل اتخاذ قرارات سليمة، ونحن نريد أن نتخذ قرارات صحيحة بهدوء وتركيز الفكر وليس حين نتبع انفعالاتنا.

2. ذروة النتائج هو زجاج شفاف نستطيع من خلاله دراسة خبرتنا التجارية

في أثناء الحديث عن الأعمال التجارية والاستثمارات ستجدون كثير من الاستعارات مثل "الأعمال التجارية هي قتال" أو "الاستثمار عبارة عن ألعاب"، وهذه الاستعارات مفيدة لوصف السوق عموماً ولكن حين يدور الحديث عن التطوير سأستخدم توضيحات أخرى مثل: الأعمال التجارية هي بلوغ أفضل النتائج وتوسيع المعارف. إن بلوغ المؤشرات الممتازة في السوق مثله مثل التطور في كثير من مجالات أخرى كالرياضة أو الموسيقا: نحن نريد أن نحافظ على ماء وجهنا حتى في ظروف الضغط العالي والمهارات المطلوبة استثنائية، وهذه المهارة في حالتنا هي اتخاذ قرارات صحيحة بتوزين المخاطرات والأرباح.

وهذا يضم جوانب عدة:

  • أولاً نحن نصبح معلمين فقط بعد المرور بعملية طويلة وشاقة، وقد قال أندرس إريكسون المختص في علم النفس وذروة الأوضاع أنه لأجل بلوغ الكمال في أي مجال كان نحتاج إلى 10000 ساعة من الإعداد الدقيق والشامل.
  • ثانياً نحن نطور مهارتنا فقط بالتدريب المستمر أي التدريبات الهادفة لنيل المهارات المعينة وإزالة الضعف. قال جيري رايس لاعب كرة القدم الأمريكي المشهور: "اليوم أنا أعمل ما لا يعمله غيري لكي أبلغ غداً ما لا يستطيع غيري بلوغه".
  • ثالثاً نحن نستطيع أن نستعير الكثير من الأدوات التي يستخدمها أفضل المنفذين كالاتجاهات والتمارين الذهنية وطرق التحكم بالتوتر العصبي.

وإذا كانت الأعمال التجارية والاستثمارات بنظرنا حرفة تحتاج إلى إعداد تام وتطوير المهارة فسوف نمتلك الاتجاهات المطلوبة التي ستؤدي إلى أعلى النتائج.

3. الطرق والعلاقات المبتكرة بأنفسكم ستجعلكم منتصرين على مدى طويل

عن ماذا جرى الحديث في البندين الأخيرين؟ ما هو المطلوب للتوصل إلى النتائج الثابتة والعالية في السوق؟ كل مستثمر وعامل تجاري ناجح بمنهجيته الخاصة الفريدة من نوعها أي طريقة دراسة السوق يرتفع بفضلها من المراتب الأخيرة إلى المراتب الأولى، وهذه الحركة تساعد على الحفاظ على الانتظام في دراسة السوق واتخاذ القرارارت وتساعد على إبعاد العوائق وإعارة كل الاهتمام فقط للعوامل ذات أهمية. وهذه "الخوارزمية" تطابق طبيعتهم الفريدة وأفضليتهم الذهنية. وقد كتب جاك شواغير في كتابه "سحرة سوق صناديق التحوط" ما يلي:

"على عاملي التجارة إيجاد منهجيتهم المطابقة لاقتناعاتهم ومواهبهم. المنهجية الصحيحة التي تخدم عاملاً تجارياً ما بصورة جيدة قد لا تنفع لغيره فتؤديه إلى خسائر".

كتب الطبيب والأديب آتول هاوانده كتاباً عجيباً تحت عنوان: "المرجعية. كيفية تجنب الأخطاء الغبية التي قد تؤدي إلى عواقب مهلكة" وقد كرسه لقضية مدى صعوبة اتخاذ قرارات أثناء التوتر العصبي والظروف المتغيرة باستمرار. وقد قدم على سبيل المثال غرف عمليات حيث إذا أغفل عن شيء بسيط واحد كتعقيم نقطة حقن فهذا قد يرفع كثيراً من احتمال التجرثم. والقرار هو تحرير مرجعية أي قائمة العناصر والأفعال اللازمة التي ستوفر الحل الصحيح لكافة المسائل. يجب علينا إعداد منهجية بصورة مماثلة أي على شكل مرجعية أو قائمة ما الذي نريد أن نحصل عليه وما الذي نريد تجنبه في الاستثمارات المتوقعة.

4. الطرائق والسيكولوجيا يتفاعلان ولا بد من تشغيلهما لصالحنا

لأجل الحصول على نتائج عالية ينبغي علينا أن نجعل طرائقنا وعملياتنا النفسية تعمل لصالحنا. إن "ألعاب العقل" تلعب دوراً كبيراً في أي نشاط بالإضافة إلى التوصل إلى نتائج عالية ولكن لها أهمية خاصة في الأعمال التجارية حيث يجري الحديث قبل كل شيء عن اتخاذ قرارات. علينا أن نفهم كيفية تفاعل الطرائق و"ألعاب العقل" فيما بينها.

عندما نسعى إلى نيل خبرة في أي مجال من المجالات لا بد من تطوير مهارات مطلوبة حتى تصبح تلقائية. بعد إعداد طريقة يتوقف أكبر جزء من النتائج على مدى التزامنا بها.

معظم المشكلات النفسية في الأعمال التجارية تظهر إثر عدم الالتزام بالطريقة أو غيابها. مثلاً إذا اتخذنا موقفاً معيناً دون أي أساس واقعي سنضطر إلى الامتناع عنه سريعاً في حالة ذعر، ولكن هذه ليست بمشكلة نفسية للعامل التجاري إنما المشكلة هي عدم وجود طريقة أو عدم الالتزام بها.

ومن جهة أخرى يجوز أن نتمتع بطريقة مجهزة على أحسن وجه ورغم ذلك نبقى نعاني من المصاعب. مثلاً قد يفقد المتداول هدوء أعصابه إذا أصبحت الأسواق متقلبة جداً. في بعض الحالات يخاف الإنسان حتى من نجاحه وهذا يحدث أكثر مما يتوقع الكثيرون، أو قد يجد أحد موقفاً ملائماً تماماً لمعايير مرجعيته ولكنه لم يجرؤ على الضغط على الزناد. كل هذه الحالات هي نتيجة بعض الأسباب النفسية العميقة التي يجوز كشفها ودراستها. بالنسبة للمتداول ينبغي عليه ضبط طرفي المعادلة.

5. السبيل إلى المهارة الحقيقية يحتاج إلى دراسة دقيقة

أفضل المنفذين والخبراء يراقبون باستمرار نتائجهم ويبحثون عن العيوب التي لا بد من إزالتها، أو يبحثون عن سبل الكمال. كما أنهم يقومون بتعديلات مستمرة وفي نظام الاتصال يفتشون عن أفكار مختلفة وكذلك الطرائق والقرارات.

يتوجب علينا أن نعيد النظر في نتائجنا في الأسواق بدقة تامة. المواد الأولية لهذه الدراسات هي معطياتنا الإحصائية أي الصفقات التي تمت ونتيجتها وكذلك الإحصائيات الأساسية مثلاً ما هي القرارات التي نالت نصيبها من نجاح، وأيضاً مختلف المواقف في السوق التي نعمل فيها بصورة جيدة أو لا. يجب علينا دراسة بيانات أكثر من ذلك بكثير. بفضل إجراء تسجيلات مفصلة يجوز لنا أن نتعقب اعتباراتنا تجاه الأسواق وفقاً لمختلف المواقع المكتشفة والمدروسة. كما وبمقدرتنا أن نفتح يوميات نسجل فيها مزاجنا وحالاتنا النفسية لكي نتعقب مدى تأثير تلك العوامل على نتائجنا. كل ما كانت البيانات الأولية أكثر كان أفضل.

عدا ذلك لا بد من القيام المستمر بالتعديلات والغييرات التدريجية. نستطيع أن نحدد أين نخطئ لكي نجد بعدها طريق الصواب. نحن لدينا أهداف لذا نستطيع أن نفكر في كل خطوة نخطوها صوبها. مثلاً إذا استخدم أحدكم عشرة مخططات تجارية وتبين بعد دراستها الدقيقة أن واحد منها لا ينجح باستمرار فليمتنع عنه فقط. وإذا لاحظ أحدكم أنه يخرج من المواقف المتزايدة باكراً جداً يجب عليه أن يجد طريقة مسكها لفترة أطول. إذا أراد أحد أن يزيد دخله في الأوراق المالية المعينة بنسبة 50% فعليه أن يزيد تدريجياً من حجم الموقف. فهذه التعديلات البسيطة تستطيع أن توفر بأجملها فرقاً كبيراً.

6. لا بد من فهم أهمية الحظ والمهارة

الأسواق حتى الآن لا تخلو من الظواهر مثل حظ أو مصادفة. قد يحدث أنكم درستم صفقة ما بدقة تامة وليس لديكم أدنى شك في ربحها ولكن في النتيجة أنتم تخسرون أموالكم. مهما كان نشاطكم ليس بمقدوركم إجراء أية صفقة خالية من الأخطاء 100%. ماذا يعني هذا بالنسبة للعاملين في التجارة؟ بهذا الصدد كتب مايكل موبوسين المختص بالاستثمار في Credit Suisse:

"إذا أردت أن يحالفك الحظ فتركز على سير العملية".

لا أحد يستطيع أن يضمن النتيجة وذلك لأنها قد تتأثر بعوامل عشوائية ولكن بمقدوركم التحكم بتصرفاتكم أي الالتزام بقواعدكم. لا بد من إعداد طريقة التي قد تتأثر بعوامل عشوائية ومع ذلك تبقى مضمونة وجديرة بالثقة.

إذا كان هذا مفيداً فلا بد من إدراك الفرق بين الصفقات المدروسة بدقة ولكن بعضها تأتي بربح وبضعها تؤدي إلى خسارة. الصفقة الأولى خاسرة والثانية مربحة. ومع ذلك فكلاهما جيدتان لأنهما أجريتا بعد دراسة تامة. قارنوا هذا مع الصفقة المربحة التي جاءت بالدخل ولكنها كانت عبارة عن قرار سريع ومتهور لذا لا يجوز أن تكون جيدة. عند إعارتنا اهتماماً للعملية قبل النتيجة لا بد أن نحاول إجراء عدة صفقات جيدة ونهرب من الفاشلة منها كما نهرب من وباء ما. مع الزمن ستتحسن الأرقام من تلقاء نفسها.

7. يجوز أن تتوصلوا إلى نتيجة مفيدة باستخدام طرائق من السيكولوجيا الرياضية والمعالجة

هذه التمارين الذهنية هامة لدرجة أنه حتى الأولومبيين وأفضل الرياضيين يستخدمون بنشاط خدمات علماء النفس الرياضيين وكذلك المستشارين بالتحكم بالذات. هذه الأدوات موصوفة بالتفصيل ويجوز استخدامها كذلك في مجال السوق.

المثال الواضح على ذلك هو التمرين الذهني. وقد استنتج الطبيب شاي ريتشاردسون أن تصور ضربات جزاء ساعدت الرياضيين على التوصل إلى نتائج أفضل بنفس المستوى كالتدريب الحقيقي لضربات جزاء. وسبب ذلك أنه عندما نحن نتصور موقف ما نستخدم نفس الوصلات العصبية التي تستخدم عند التنفيذ الحقيقي لهذه الأفعال.

ولا تقل أهمية التحكم بحالتنا الذهنية فيجوز أن نستخدم طرائق مثل التأمل وتطوير الوعي بغية التحكم بأحوالنا العاطفية للحفاظ على التوازن النفسي. عدا ذلك بمقدرتنا أن نتعلم الانتقال الواعي إلى نظام الإنتاج العالي لنتخذ قرارات ونحن نتمتع بحاسة الوجود "في المكان المرجو".

كل البنود المقدمة آنفاً هي أهم الاعتبارات التي توصلت إليها ورغبت في أن أتقاسمها مع غيري.

اقرأ أيضا:
الرجاء وصف الخطأ
إغلاق