التجارة الجيدة هي القرارات الصحيحة
الصفحة الرئيسية مال, تعلم التداول

تحدث بروس باير مؤخرا عن سبعة دروس في الإستثمار و التجارة التي كسبها على مر السنين. إستعرض باير بعض أهم الاشياء و الأمور الغير متوقعة في الأسواق.

في إستمرار هذه السلسلة إنه يشرح كل من الدروس السبعة بالتفصيل، و التي في نفس الوقت كإعلان لخروج كتابه الجديد.

الدرس رقم 1: التجارة الجيدة هي القرارات الصحيحة

يقوم المستثمرون والتجار عامة بإتخاذ قررات بخصوص ماذا ومتى يجب الشراء والبيعع.من أجل ذلك يجب و ببساطة معالجة المعلومات وإستخلاص النتائج الصحيحة. على عكس الرياضة فإن السوق لا تملك مكونا جسديا. فالتجار لا يركضون ولا يقفزون و لا يرفعون الأثقال و لذلك ليس للمواهب الرياضية أي علاقة بهذا الأمر. يعتمد كل ذلك على مدى صحة التاجر في إتخاذ القرارات. فإن الربح هو عبارة عن نتيجة لقرار متخذ وليس العكس، لذلك يجب الإهتمام بعملية إتخاذ القرارات خاصة. وهذا هو السبب في أن نجاح التجارة لا ينطوي على المال.

هذا يبدو مغريا ببساطة. ففي النهاية يتخذ الإنسان المئات أو حتى الألوف من القرارات يوميا. الكل يستطيع فعل ذلك. نقوم بجمع المعلومات الواردة نقييمها، ننظمها بمعايير معينة ثم نقرر ما يجب القيام به. على سبيل المثال، تاجر يعمل في الصفقات الداخلية ينظر في الرسوم البيانية للأسهم لفترات مختلفة، يقدر الحركة في سعر السهم بمقاييسه الخاصة، يقدر الأعطال و الإختراقات ذات المستويات الحرجة ومن ثم يتخذ القرار المناسب. وإذا رآى شيئا مشابها لإختراق المستوى، يشتري الأسهم; ولا يشتري إذا لم يرى شيئا. لدى وارن بافيت معايير أخرى. و هي العائد 15-17% وأعلى، مجموعة إقتصادية واسعة و هامش أمان كافي. ولكن القواعد بسيطة أليس كذلك ؟

العامل البشري

تنشأ المشاكل لأننا بشر. تؤثر العديد من العوامل على سلوكنا. والتهديد الأكثر وضوحا للتفكير السليم هي العواطف. يعلم الجميع أن الطمع والخوف هم أعداء مخيفين،تجبر التاجر إلى إرتكاب معظم الأخطاء الغبية. كل تاجر قد خرج من حالة خاسرة بأقل الأرباح لمرة واحدة على الأقل، و كل تاجر قد زاد من توسيع مواقفه الكبيرة و لو لمرة بسبب عجلته في الحصول على مال أكثر.

يسبب الفكر بالمال نشوء عواطف قوية. فإما أن تهلع الناس أو تفرح بسرعة التغييرات في الربح والخسارة. "الفقر" و " الحرية المالية "هي موضوعات تؤدي للعديد من العواطف والمشاعر يمكن للشخص أن يتخذ قرارات خاطئة في المزاد ،التي ما كان إتخذها في ظروف عادية .

إننا لا نستطيع التخلص من عواطفنا حتى لو أدركنا أنها يمكن أن تصبح سببا لأخطاء كارثية. فنحن بشر و لسنا رجال آليين. المشاعر هي جزء من حياة الإنسان. تذكروا أن العواطف يمكن أن تؤثر على التفكير و جاهدوا لإتخاذ أفضل القرارات في الإستثمار و التجارة للوصول لأفضل الحلول الممكنة من دون التمسك بالعواطف.

التشوهات المعرفية

يمكن أن تصبح التشوهات المعرفية فخا آخرا للتاجر التي على نقيض العواطف، لا ندركها حتى. ينصح بروس الجميع بقراءة الكتاب الحاصل على جائزة نوبل لدانيال كانيمان "فكر ببطء... قرر بسرعة". إنها موسوعة حقيقية لإنحرافات التصور. يتحدث الكتاب عن مدى تأثير التشوهات المعرفية على قراراتنا. ضرب مثال على ذلك و هو تأثيرالملكية وهو أنه يبدأ الناس في تقدير الأمور بشكل مختلف عند إمتلاكهم لها. يمكنكم أن تكونوا على استعداد لدفع خمسة دولارات ثمن شيء ما ولكن بعد ذلك لن تبيعوه حتى بخمسمائة لأنه أصبح ملكا لكم. ومن الواضح أن مثل هذا التشويه في التصور إذا لم يتم تجاهله يمكن أن يأثر سلبيا على التجارة.

هذه التشوهات متجذرة في عمق نفسياتنا. يميز كانيمان نظامين منفصلين لكيفية عمل نفسية الإنسان:

  • نظام 1 – الجزء الغير واعي، يولد الأفكار والمشاعر.
  • نظام 2- الجزء الواعي، أداة لإتخاذ القرارات.

يدخل هذان الجزئان في صراع، بحيث يطغى الجزء العاطفي و المسؤول عن ردة الفعل السريعة للمثيرات(نظام 1) على النظام المنطقي(نظام 2) الذي يعمل ببطء لكن بدقة. يكتب كانيمان:

"نحن باستمرار تحت تأثير عوامل تلقائية تماما التي لا يمكننا التحكم فيها و التي لا نعرف عنها حتى".

يجب أن تتخذ في المزاد أكثر الحلول منطقية بقدر الإمكان. لذلك يجب تفادي التشوهات الفكرية المختلفة أو تقليلها.

الطمع المعرفي

ويبدو أنه من الأسهل ر أن نحاول أن نلجأ بقدر الإمكان إلى المنطق كي لا يتمكن النظام الأول من التأثير علينا. المشكلة هي أن قدرة الإنسان على اتخاذ القرارات، محدودة جدا.

سمت المحققة كايت ستانوفيتش، الإنسان ب " البخيل المعرفي"، لأنه يمكن الناس أن يركزوا على صنع القرار في جزء محدود فقط من الوقت أثناء اليوم. عند إنتهاء هذا الوقت، تبدأ نوعية القرارات بالتدهور السريع. أما بالنسبة للنظام 2، فيمكنه أن يعمل بشكل مكثف حتى إستنفاد موارده. من أجل تفادي ذلك، يجب تخزين قوة العقل الثمينة و إستخدامها في أشد القرارات أهمية عبر جعل المشاكل اليومية تحل أوتوماتيكيا.

نقوم بتنظيم التجارة وتقديمها على شكل عملية صنع القرار من أجل تجنب هذين الفخين. سيساعدنا هذا التوجه أن نركز على ما هو مهم، و هو إتخاذ القرارات الصحيحة و ينجينا كذلك من الفخ. ينطوي ذلك على إنشاء أو إستخدام الأدوات التي سوف تحسن و في نفس الوقت تبسط عملية صنع القرار ،و كذلك أتمتة العديد من العمليات الأخرى التي ستوفر في الموارد العقلية الثمينة .

يوجد لدى التركيز على صنع القرار ميزة أخرى: أنه يصرف الإنتباه عن المال بمساعدته في تقليل الجهد النفسي. بالطبع فإن المال هو النتيجة التي نريد الحصول عليها عندما نبدأ في تدوير رأس المال. ولكن في الواقع، تمنعنا المشاعر التي تصاحب التفكير به من الحصول عليه. يجب نقل التركيز على إتخاذ القرارات الصحيحة لكي نخدع عقولنا و نقضي على البعض من العواطف.

إن الإنسان بعيد عن الكمال كما يوجد في السوق عنصر العشوائية، لذلك لا يجب على الإنسان أن لا يخطئ أبدا. يجب أن نضع دائما في إعتبارنا إمكانية الخسائر والاستعداد لها. إن التوازن بين المخاطر والمكاسب ضروري و عليك ألا تنس عن الحل الوسط بينهما. يمكنك خسارة المال في موقف واحد، لكن إذا كان هناك توازن صحيح بين الخطر والمكافأة فستكون الإحتمالية لصالحك.

التوقعات الرياضية

بإستخدام المفاهيم و الإحتمالات الرياضية يمكننا أن نجد العلاقة بين المخاطر و المكسب. تبدو المعادلة على الشكل التالي:

التوقعات الرياضية = (% المكسب*ربح المكسب)- (%الخسائر*أضرار الخسائر)

إذا قيمنا موقف فرص الربح ب 50/50 يجب أن يكون مربح الفوز أعلى قليلا من أضرار الخسارة لضمان تدفق المال في المنظور طويل الأجل.

نظرا لنمو ربح فوزك مقارنة لخسائر هزائمك فإن نسبة الربح المرغوبة تنخفض. يمكنك صنع ثروة إذا كنت تحصل على 6 دولارات لكل فوز وتخسر 1 دولار لكل هزيمة و بذلك تقوم بالتخمين في 25% من الحالات فقط. إذا كان لدى الموقف توقعات رياضية إيجابية ستزيدها العلاقة بين الخطر و الدخل بشكل معقول و جيد.

كما أنه يساعد على التمييز بين التجارة و كيف تم تحقيقها. يمكنك الحصول على أو فقدان المال في هذا الموقف وهذه هي النتيجة: ما إذا كان فائزأو خاسر. ولكنه في حد ذاته هذا لا يوضح أي شيء عن جودة القرار. يمكنك في لعبة الروليت الرهان بكل شيء على اللون الأسود و الفوز، ولكنه من الرغم أن الموقف مربح فهو ليس بمعقول.

لا ينبغي على المعاملات أن تكون منقسمة على الفوز و الخسارة بل على الجيدة والسيئة. الصفقة الجيدة هي الصفقة المدروسة، العقلانية، المقابلة لتقنيتك الخاصة و ذات توقع رياضي إيجابي الصفقة السيئة هي على العكس من ذلك.

يبدو أنه يمكن لأي صفقة أن تكون إما فائزة أو رابحة، ولكن الأمر ليس كذلك على المدى البعيد. في الواقع إن السلسلة الكبيرة من الصفقات الجيدة ستجلب المال لأن التوقع الرياضي الإيجابي سوف يؤثر على العينة الكبيرة.

وأخيرا هذه هي الطريقة الوحيدة لإدارة عملية إتخاذ القرار. إذا كان لدى هذا القرار عنصر العشوائية، فيجب التركيزعلى أن يكون تحت تحكمكم.وهناك سبب آخر لماذا تحتاج القدرة على التركيز لاتخاذ القرارات الصحيحة في المزاد وهو التركيزعلى ما يمكن التحكم به عوضا عن القلق بشأن الأمور البقية. نعمل بالعديد من هذه الطرق في السوق. نقوم بتحليل البيانات، نتخذ الموقف ونعمل بدون اليقين.

وشيء آخر

أولا - نحن بحاجة إلى تطوير بعض الطرق العملية، لكي يكون إتخاذ القرار في الاستثمار منظما. وسوف يساعد أيضا على التخلص من النقاط البسيطة على الرسم البياني لحماية أنفسكم من وجود معلومات فائضة.

ثانيا - يجب إعتبار الخطر ضمن إطار نهج الاحتمالية بغض النظر عن المنهجية التي تستخدمها. هذا سوف يسمح لك إختيار موقف على أساس العلاقة بين المخاطرة و نسبة المكافأة.

ثالثا – يجب جعل أعداد القرارات في شكل آلي لتسهيل إتخاذها. على سبيل المثال، قائمة مراجعة أو خريطة الشيكات كما لدى الطيارين. قد تكون بسيطة، قصيرة، وينبغي أن تكون سهلة في الإستخدام، لتقليل أرجحية أنك سوف تنسى بعض الخطوات أو تصبح ضحية إندفاعك. بإستخدام الوسائل مثل قوائم المراجعة، ووضع القواعد الخاصة بك تبسط عملية إتخاذ القرار. وهذا بدوره يزيد من احتمالية إتخاذ القرار الصحيح بإنتظام والذي يحسن النتائج ككل.

يمكنكم عبر التركيز على كيفية اتخاذ أفضل الحلول الممكنة من منظور المخاطر والمكاسب، أن تقللوا تأثير العواطف و الإندفاعات.

اقرأ أيضا:
الرجاء وصف الخطأ
إغلاق