التداول هو تركيز مستمر
الصفحة الرئيسية مال, تعلم التداول

تحدث بروس باير مؤخراً عن سبع دروس من الإستثمار والتجارة التي تعلمها على مر السنين. أعطى باير لمحة عامة عن بعض الأمور المثيرة للإهتمام وغير المتوقعة التي سيواجهها الناس في الأسواق. في إستمرار هذه السلسلة توقف على كل من الدروس السبعة بالتفصيل والتي تعمل في نفس الوقت كإعلان لكتابه القادم.

الدرس 2: التجارة تعلمك بذل الجهد بنسبة 100٪

أنا حقا أحب مصطلح «ذروة الأداء»، الذي يعني القدرة على إتخاذ أفضل القرارات في ظل الضغوط التي يصعب أن نتصور بدونها وجود الرياضة و الطب والمهن من فئة «إنتبه: التوتر! »

علينا أن نفكر بإستمرار حول كيفية إدارة الموارد المتاحة وإتخاذ القرارات التي تنطوي على إدارة المخاطر أو الربح. ونتيجة لذلك نواجه ضغوط داخلية وخارجية، والسبب يمكن أن يكون متنوعاً إبتداءً من التغيرات في ظروف السوق إنتهاءً بالحالة النفسية الخاصة بك.

بغض النظر عن ظروف السوق، يجب علينا ببساطة أن نستثمر بحكمة. مهما إختلفت نسبة «الربح / الخسارة»، ليس لدينا مجال للخطأ. مهما كانت مشاعرنا ومهما كانت ساعات النوم في الليلة الماضية قليلة، الأسواق لن تعطيك خصماً. وعلى الرغم من كل شيء علينا أن نتمتع بالوقت الحاضر وبالفرصة المتاحة قبل فوات الأوان. في نهاية المطاف هدفنا هو العمل كما لو أنه لا توجد عقبات.

وميزة هذا النهج هو أنه يمكننا الإستفادة من أخطاء غيرنا من التجار الذين يمتلكون وجهات نظر مماثلة. الآن يمكنك العثور على كمية كبيرة من الأدب المكرس لتنمية مهارة معينة وكذلك تعلم كل أنواع الأساليب لتحسين "ذروة الأداء". العلماء والباحثون يدرسون هذه الظاهرة في مختلف المجالات: الطب والموسيقى والرياضة. اكتشفوا كيف تبدو هذه الظاهرة و ما هي المهارات الضرورية لتنمية الحدس وخواص "التاجر المثالي." ونحن نعلم ما هو مهم للتفوق في مختلف التخصصات وهي عادة تحسين الذات التي أصبحت جزءاً من حياتنا . يتبقى علينا فقط تكييفها مع الظروف.

عند التحدث عن تطوير «ذروة الأداء»، من المهم أن نوجه إهتمامنا لبعض الفروق الدقيقة الأساسية.

لن نستطيع العيش بدون القرارات المدروسة بعناية

نحن نتحدث عن «الأنشطة المنظمة جيدا والتي تلعب بها البرمجة الدائمة لتحسين النتائج باستمرار دوراً مهماً». إن كنت تريد أن تكون الأفضل عليك أن تجتهد باستمرار. وتحتاج في الوقت نفسه إلى العمل بلا كلل من أجل تطوير المهارات الموجودة، لأن النجاح دون ذلك ليس واردا. إذا قررت المشاركة في كرة السلة حان الوقت للتمرن على المراوغات و التمريرات وإلقاء الكرة في السلة وإنشاء خطة الدفاع لفريقك. طور نقاط ضعفك أو الأشياء التي لا تحب القيام بها. الإستراتيجية المتعمدة هي مجموعة كاملة من التدابير و التدريب الخاص التي تساعد على تطوير المهارات اللازمة. وبتوصيل مهاراتك تدريجياً إلى الكمال ستقترب من تحقيق النجاح.

الإنضباط ثم الإنضباط ثم الإنضباط

حتى أفضل لاعبي كرة السلة يتمرنون كل يوم، ويمارسون الرميات في السلة والتمريرات. في حال التجار والمستثمرين تأخذ الإستراتيجية المتعمدة شكلاً آخر، ولكن لم يلغ أحد هيكلة وشدة التدريب. قد تكون الإستراتيجية في وضع سيناريوهات مختلفة للسوق مع التركيز على رد فعلك المحتمل لحالة معينة. شخص ما سيعيد النظر مرة أخرى في موقفه لضمان عقلانية الإستثمار في ظروف معينة. أحيانا تكريث نصف ساعة إضافية في الصباح للإستعداد ليوم عمل جديد هي فكرة جيدة عندما تكون لوحدك. عند التعامل مع الإستثمار على المدى الطويل يجب أن تشغل نفسك في تحليل أكثر دقة للنموذج المالي المختار من وجهة نظر فعاليته على المدى القصير. يمكن للإستراتيجيات المنطقية أن تختلف بشكل ملحوظ إعتماداً على ما نقوم به في السوق؛ ولكن هذا لا يعني أن لديك الحق للإسترخاء ونسيان البنود المدرجة على جدول الأعمال والمهام و تجاهل النتائج التي تم الحصول عليها.

عشرة آلاف ساعة

عليك قضاء الكثير من الوقت والجهد لتصبح محترفاً وتتعلم كل المهارات اللازمة. كما هو مكتوب في كتاب مالكولم جلادويل «العباقرة والخاسرين»، ينفق الزعيم التقليدي 10 آلاف ساعة للتحضير وليس فقط للتحضير بل لوضع إستراتيجية تقوم على تشكيل مهارات معينة. حتى الأطفال الموهوبون، مثل موزارت وبوبي فيشر لم يظهروا من العدم ولم يصبحوا معروفين بفضل الموهبة الموجودة من الطبيعة فقط. ليصبحوا محترفين حقيقين في حرفتهم، أنفقوا الكثير من الوقت والتدريب المنهجي الدؤوب. لا توجد وسيلة سهلة لكي تنجح في التجارة، تحتاج إلى تكريس الكثير من الوقت لذلك.

في السوق يتم تلخيص هذه القاعدة إلى عدد قليل من القوانين. أولا، من أجل إكتساب المهارات اللازمة عليك أن تعبر الطريق الصعبة، و ستحتاج إلى الصبر بالتأكيد عند عبرها. نعم يجب أن تكون على إستعداد لمواجهة المخاطر، ولكن لا ينبغي التسرع في قراراتك،.عليك دراسة الوضع والتدرب مسبقاً. الإستثمار ليس لعبة قمار أو وسيلة للحصول على الثراء السريع. لا تيأس إذا كنت لا تزال لم تحصل على ما تريد. ثابر بإصرار في تنمية المهارات الهامة وتحسين المعرفة عن السوق، وحاول أن تتحسن كل يوم. بعد سنة أو سنتين و بذل القليل من الجهد ستجد نفسك على الطريق الصحيح.

تلقائياً

إستمر في ممارسة المهارات الموجودة إلى أن تستطيع القيام بها تلقائياً. في وقت مسبق بذل العديد من لاعبي كرة السلة الكثير من الجهد لتسديد الكرة أثناء القفز. ولكن هذا يتطلب التمرن و التلقائية، اللذان لايحتاجان إلى التفكبرر. سيلعب الغراند ماستر الشطرنج بسهولة و هو معصوب العينين حيث يستنسخ صورة رقعة الشطرنج من الذاكرة. وبالمثل، على التاجر المحترف أو المستثمر العمل على المنهجية وغيرها لتنفيذ جميع العمليات بسهولة حتى في أصعب الحالات. إذا لم يستطع الإنسان المحترف فعل الأشياء المعتادة تلقائياً فسيواجه على الأرجح خطر البقاء في موقف واحد لفترة طويلة جداً ، وسيبدأ بالتوتر، أو ببساطة لن يتمكن من التعامل مع التوتر المتزايد في السوق.

التحضير

يفضل تنظيم أي ممارسة أو التدريب عملياً عشية الصفقة. ووفقا لكتاب الدكتور شين مورفي «المتداول الرياضي» ‎(The Trading Athlete: Winning the Mental Game of Online)‎، فإن مهمة الأنشطة التحضيرية تهيئتك للعمل في ظروف معينة من اللعبة، وإلا مثل هذه المبادرات غير عقلانية. مثال ممتاز هنا هو أداء فريق كرة السلة لجامعة جنوب ولاية يوتا، الذي إستطاع زيادة عدد الرميات الحرة بعد تغيير تكتيكات التدرب عليها. بدلاً من ممارسة هذا العنصر في مرحلة الإحماء، قرروا نقله إلى منتصف التدريب، وكان هناك رمية جزاء مقابل كل رمية فاشلة كما هو الحال في اللعبة.

وتعطي السوق دروس بسيطة إلى حد ما. للإعتياد على الظروف الحالية يمكن للمبتدئين إستخدام برنامج المحاكاة، على الرغم من أنه من المهم جداً البدء بأسرع وقت ممكن بالمعاملات مع المال الحقيقي.حتى لو كنا لا نتحدث عن مبلغ ضخم، فمن الأفضل التركيز على المداولات الحقيقة و تعلم المخاطرة بالإستثمارات القليلة الحقيقية. وفقاً للنظرية المذكورة سوف تشعر بروح التداول أو الإستثمار في نفس اللحظة. سوف تتعلم كيفية القيام بكل شيء تماماً. وعلاوة على ذلك، سرعان ما ستتغلب على التقلبات المزاجية التي ترتبط مباشرة بالتغيرات في نسبة «الربح / الخسارة» بسهولة، لأنك سوف تفهم أن العواطف تمنعك من إتخاذ القرارات. بعد أن تجرب كل التكتيكات على المبالغ الصغيرة سيكون القيام بذلك مع المبالغ الكبيرة أسهل بكثير.

في محاولة لتلخيص كل ما سبق، سأعطي مثالاً ملهما ل «ذروة الأداء» التلقائية في ظروف ضاغطة: فريق Pharo Management، صندوق التحوط الكبير الشهير المتخصص في الأسواق الناشئة. في 11 سبتمبر كانت مكاتب الصندوق موجودة في الطابق ال85 من مركز التجارة العالمي أعلى بطابقين من موقع إصطدام الطائرة. كان الموظفون في الشركة مهيؤون لمواجهة أي طارئ تمكنوا حتى من تحقيق خطة الإخلاء ، على الرغم من أنه كان هجوماً إرهابياً حقيقياً وليس إنذار ا ميدانيا، وعامل التوتر لعب دورا مهما في تلك الحالة. مع كل هذا إستطاع فريق Pharo Management الحفاظ على الأرباح. وهنا مزيج فريد من المهارات والتدريب، وتوليد «ذروة الأداء» على مستوى التلقائية.

يمكن من بين أفضل طرق التدريب والمهارات اللازمة تحديد إستراتيجيات التحليل والتكيف المستمر الذين يندرجون في قائمة العناصر الرئيسية الثلاثة لهذه العملية. ما هي هذه الخطوات؟ إنها بسيطة:

  • 1.ضع خطة للتجارة.
  • 2.تاجر وفقا للخطة.
  • 3.حلل وقم بإجراء تغييرات.

عند التفكير بهذه الطريقة يسهل كثيراً فهم خصوصيات التداول، وفي الوقت نفسه فهم خصائص تشغيل مكوناته المختلفة. عند إضافة التحليل وإستراتيجيات التكيف إلى خطتك الرئيسية، تستطيع التعرف على نقاط الضعف والتكتيكات التي تحتاج إلى التغيير.

حتى أنصار ما يسمى بالإستراتيجية المدروسة يجب أن يفكروا في كيفية معالجة الأمور وكيفية تعزيز المهارات. تساعد الفروق الدقيقة في الطرق المختلفة ممارسة الأعمال التجارية في الوقت الحقيقي وتحسين أداءها. وبطبيعة الحال لا يمكننا عدم التمسك بالتوازن التقليدي «الربح / الخسارة». ولكن لا ينبغي لنا أن ننسى التكلفة. على أي أساس تقوم ببناء القرارات التي إتخذتها بشأن بنود معينة؟ كيف تصف العروض الفردية القائمة على الأفكار الموجودة حول الخطة المثالية؟ كيف تعمل هذه النقاط ونقاط الدخول والخروج الأخرى وكيف لهذا أن يغير نسبة «الربح / الخسارة»؟ كيف أثبتت إستراتيجيتنا نفسها في ظل ظروف السوق المختلفة؟ كيف يمكنك تقييم سلوكك: هل إتبعت الخطة الموضوعة أو تحيدت عنها؟ كيف تغير مزاجك و موقفك تجاه عملك في الأشهر القليلة الماضية؟ عند الخوض في التفاصيل سوف تفهم أن هناك العديد من الجوانب التي يمكن دراستها والعديد من القضايا التي يمكنك التفكير عنها. وبفضل تحليل ورصد المعلومات الواردة لن يكون من الصعب جمع كل ما سبق إلى تلك المجالات التي يمكنك تحسينها أو تعديلها أو تطويرها.

كلما مارست إستراتيجية التكيف والتحليل بكثافة كلما إرتفعت الحاجة للتشاور. يخاف الناس في مثل هذه الأنشطة الميدانية العدوانية كالإستثمار إستخدام خدمات المدربين معتبرين أنها دليل على الضعف. لكن لا يمكن إعتبار هذا التكتيك تكتيكا خاطئا لأنه يساهم في تطوير المهارات الموجودة.

محترفون أمثال مايكل جوردان، تايجر وودز وبيتن مانينغ إستفادوا أكثر من خلال دعوة المدربين للعمل على جوانب محددة من أسلوب لعبهم. كان لدى تايجر وودز حشده الصغير الخاص من المدربين، كل واحد منهم مسؤول عن مهارات معينة سواء كان ذلك إنهاء المباراة بالتعادل، أو تمريرة طويلة أو السيطرة على الأفكار أثناء المباراة وإلخ. العمل مع فريق من المدربين لايعني أن لاعب الغولف الشهير بحاجة للمساعدة حقا . على العكس من ذلك، فإن قدرة الرياضيين بالعمل تحت إشراف شخص آخر تضمن تنمية قدراتهم المستمرة. بتخطيهم "ضعفهم" قد أكدوا قوتهم وإنتقلت اللعبة إلى مستوى أعلى.

السعي لتحقيق نفس الهدف لن يضر التجار أيضاً ، وذلك بإستخدام خبرة المدربين والموجهين من أجل تحسين مهاراتهم. قد يكون ذلك عن طريق نصيحة مدرب من ذوي الخبرة، أو مدير أو حتى مستشار خاص. إذا كنت لا تملك إمكانية إستخدام مثل هذه الخدمات، يمكنك تدريب نفسك. الدكتور بريتغ ستينبارجر كتب كتابا رائعاً عنوانه «المدرس الذاتي للتاجر»، الذي أعطى الكثير من النصائح العملية لأولئك الذين يفضلون التداول دون مساعدة من مستشاري المبيعات.

تفعيل الأداء

لقد تحدثنا بالفعل حول كيفية تحسين المؤهلات التي تعتمد بشكل مباشر على ما نقوم به في السوق. ومع ذلك هناك عدد من الطرق تقوم على أساس ظروف مختلفة، والتي تساعد أيضا على تعزيز آليات «ذروة الأداء». هذه الطرق لا ترتبط كثيراً بالممارسة التي تشتد الحاجة إليها في حال الإستراتيجية المتعمدة. بدلاً من ذلك إنها تساعد على إعداد جو ملائم لتحسين المهارات وتنميتها في أي مجال من مجالات النشاط.

الراحة والإستجمام

إنك بحاجة الى إيجاد الوقت لتأخذ نفساً، وتعطي دماغك إستراحة من الإجهاد المبذول للتعلم ومعالجة المعلومات. نحن قادرون على التركيز إلى أن تنتهي قوانا. حتى الخبراء في مجال عملهم سواء كانوا موسيقيين أو أدباء ، لا يمكنهم ممارسة أنشطتهم العملية إلا خلال 4-5 ساعات في اليوم ثم يشعرون بالتعب ويحتاجون للراحة. الكسل يساعد على الإسترخاء وخفض مستويات التوتر، وبعد ذلك سنكون مرة أخرى مستعدين لإستيعاب للمعلومات الجديدة. وفقاً لإحدى الدراسات المعروفة العامل الرئيسي الثاني في نجاح الموسيقيين هو كمية الوقت المكرسة للإسترخاء. ستحسن حالتك عموماً بأخذك إستراحة، وسوف تساهم في مزيد من التطوير

التدريب العقلي

هذا الجانب هو جزء لا يتجزأ من الممارسة اليومية. أثبتت الدراسة الشهيرة لآلان ريتشاردسون أن تصور رميات حرة تقريباً له نفس فعالية تنفيذها العملي. قد يبدو هذا ساذجا لكنه يعمل حقاً، لأن التدريب العقلي يشمل مناطق الدماغ نفسها التي تعمل أثناء التدريب الكلاسيكي وبالتالي تتقوى الصلات العصبية. لتعزيز تأثير العمل المنجز ينبغي أن يشمل هذا العمل تمارين التصور. إجمع بين الأنشطة المعتادة مع التأمل وممارسة التمارين لإستيعاب الإجراءات، وسرعان ما يستعد عقلك لوضع «ذروة الأداء».

الصحة العامة

مجرد الاسترخاء لا يكفي من المهم أن تعتني بجسمك لأنه في حال عدم تنفيذ هذا لا يمكننا التحدث عن الإنتاجية. ليكن هذا الإعتناء في تأدية التمارين و الأكل الصحي ومحاولة الحفاظ على وزن صحي. يجب أن لا ننسى الفيتامينات والمعادن والسوائل الضرورية للجسم . قدراتنا العقلية ترتبط إرتباطاً وثيقاً بالجسم، لذلك عند تقديم الرعاية اللازمة للحصول على جسم سليم وقوي إنك تطور الإمكانيات الفكرية في نفس الوقت.

سيسمح مزيج الحس السليم والقدرة على التحمل زيادة إنتاجية العمل والتفكير حتى في الحالات الصعبة.

ستواجه الحاجة إلى إتخاذ قرارات عندما سيوضع الكثير على المحك، وبالتالي لن يحدث أي شيء من دون توتر. في كل حالة تتأرجح فيها أو تزيد أسعار الفائدة. في أية حال مع زيادة الضغط نتعرض لخطر «التلاشي التدريجي»، وهو الإستسلام في إطار تشدد الظروف. ونحن نعلم جميعا الحالات التي هُزم بها الرياضيون المتميزون عندما تعلق الأمر بالبطولة ونحن بالتأكيد لا نريد أن نكون في مكان هؤلاء المساكين. لا نريد أن نكون مثل مايكل جوردان وريجي جاكسون لأنهم يظهرون نتائج ممتازة عند حلول الذروة. كيف نحقق ذلك؟

التوتر والتجارة

لقد كرست لهذا الموضوع مقالاً أخرعنوانه «الخنق والتجارة»، وبالتالي أستطيع أن أذكر النقاط الرئيسية فقط . التوتر ينشط ردود الفعل النفسية التي يمكن أن تؤثر سلبياً على مختلف مجالات النشاط.

إستبدال الهدف النهائي بتفاصيل صغيرة

كثيراً ما شاهدنا لاعبي الغولف عند مواجهتهم مأزقاً صعباً يبدوؤن بأرجحة الميجار 100 مرة. يسبب الإجهاد تحويل الإنتباه إلى التفاصيل الصغيرة: وبالتالي فإن الجسم يحاول منع الضغط وشغلنا بشيء نقدر السيطرة عليه. والمشكلة الوحيدة أنه في هذه الحالة نغفل عن الهدف النهائي، وبالتالي هذا يقلل من فرصنا لتحقيقه.

إنسى الإبداع. يبدو لنا تحت تأثير الإجهاد كما لو أننا نقدر على فعل أقل بكثير مما نحن عليه في الواقع. يتم تنشيط الوضع الذي يسمى الآفاق المحدودة. كما هي الحال بالنسبة للاعب الذي يريد التمرير لشخص معين، ولكنه لا يرى موقف اللاعب الأكثر ملاءمة للتمرير، يحجب الإجهاد في كثير من الأحيان الخيارات التي كنا قد فكرنا بها لو كنا مسترخيين. عند التعامل مع عدد أقل من السيناريوهات المحتملة تزيد صعوبة إتخاذ القرار الصحيح.

مشاكل على المستوى العاطفي

نحن جميعاً نعرف شخصيات متناغمة فقدت السيطرة فجأة عند الضغط عليها. هاك مثالاً عملياً للحد من القدرة على إدارة العواطف.

الإجهاد بطبيعة الحال، يمكن أن يعيقنا أثناء المزاد. يمكننا أن نستسلم عند تواجدنا في ظروف السوق. مقالي المفضل في بلوق SMB يسمى «التجارة - علم النفس النقي»، و يتحدث المقال عن التاجر الذي يعرف على وجه اليقين ما هي العواطف التي يمكن إستخدامها وما يجب القيام به، ولكنه لا يستطيع أن يفعل أي شيء في اللحظة المناسبة. هذا هو المثال الكلاسيكي لل «الإختناق». كيف يمكننا الإستعداد للمواقف العصيبة وتحقيق «ذروة الأداء» و تجنب «الإختناق»؟.

قم بإعادة صياغة سبب الإجهاد أو «الإختناق». إذا كنت «تختنق»، لا ينبغي أن تلوم نفسك. بدلا من ذلك، فكر ما هي الدروس التي يمكن إستخلاصها من هذا الوضع، وكيف تحسن الوضع في المرة القادمة. إذا غرقت في السوق ولم تخرج من موقف خاسر تحتاج للعمل على تقنية الخروج.

إذا سجلت وحاولت تجاهل كل المخاوف بشأن إقتراب وضع الإجهاد، سوف تدرك أن مخاوفك ليست مرعبة للدرجة التي كنت تظنها.هكذا يمكنك من تعلم التعامل مع القلق. يتعلق هذا الأمر بعلم وظائف الأعضاء. حالة الجسم تؤثر بلا شك على مشاعرنا. حافظ على إستقامة ظهرك، تنفس ببطء و بعمق، وسوف تشعر بمزيد من الثقة والإسترخاء، وستتوقف بالشك في منطقيتك.

عندما تحتاج التغلب على التوتر في السوق، إختر كرسيا مريحا، قم بتهوية الغرفة، ركز إهتمامك على كيفية جلوسك،و قم بتمارين التنفس.

لقد قمنا بالنظر إلى التداول من موقف «ذروة الأداء». آمل أن هذه المادة قد أساعدتكم على فهم هذه الظاهرة، وسماتها وما يمكننا القيام به لتحسين المهارات وتجنب الإرهاق المهني. وهكذا إذا كنا نريد أن نصبح تجاراً ومستثمرين نحن في حاجة إلى إستخدام كل الموارد الممكنة لتطوير المهارات الحالية، والتي سوف تؤهلنا بالقيام بعملنا بشكل ممتاز. من لا يريد تحقيق نتائج ممتازة؟ لهذا عليك أن تتعلم إتخاذ القرارات و إتباع خطتك بغض النظر عن المصاعب الموجودة.

اقرأ أيضا:
الرجاء وصف الخطأ
إغلاق