إنخفاض أسهم أبل
الصفحة الرئيسية مال

يوم أمس، إنخفضت أسهم شركة أبل في جلسة التداول المبكرة. كيف يمكن أن نفسر مثل هذا الإنخفاض الحاد (هذا إن إستطعنا إيجاد تفسير)؟

إنخفضت أسهم أبل ‎(NASDAQ: Apple [AAPL])‎ بشكل حاد خلال دقيقة واحدة صباح أمس. ثم تحدت الإنخفاض، ولكن بقي السعر بنسبة 3٪ أقل من مستواه في اليوم السابق. إذا كنت تريد ذلك، ربما ستتمكن بإختراع العديد من الحجج.

وقال لو باسنيز، مؤسس Disruptive Tech Research، أنه على الرغم من أنه لم يسمع أي شيء محدد، التفسير الأكثر منطقية هو أن المستثمرين قرروا الخروج من المشروع. يعلق باسنيز:

«أعتقد أن الأمر يتعلق بالرغبة في تحقيق الربح. إذا قسنا أدنى مستويات الأسهم إبتداءً من أكتوبرفقد إرتفعت الأسهم بنسبة 25٪. في حين إرتفعت أسهم Nasdaq خلال هذه الفترة بنسبة 10٪ فقط».

ويضيف أن توصية Barclays لشراء الأسهم التي أُصدرت يوم الإثنين، على ما يبدو، أدت إلى تأثيرعكسي:

«كانت توقعات Barclays لزيادة السعر اليوم من 120$ إلى 140$ يمكنها أن تؤثر سلباً على سعر الأسهم؛ وقد خاف المستثمرون من التفاؤل المفرط للمحللين».

إذاً ما هو سبب هبوط أسهم أبل أمس؟ ربما لأنها إرتفعت في نوفمبر أكثر من اللازم. أو لأن البعض إعتقد أن الآخرين توقعوا نموها في ديسمبر. أو مزيج من الإثنين معا. أو أي شيء آخر. ولكن لا شيء محدد. إنه ليس تحليل مفيد للغاية.

لم يتوضح سبب إنخفاض الأسهم. ولكن الحس السليم يقول لنا أنها إنخفضت أكثر من اللازم.

  • جرى التداول بأسهم أبل البارحة من الساعة 07:55 (توقيت نيويورك) حتى إغلاق البورصة في نطاق من 114.42$ إلى 116.50$ مع فرق ب 2.08 $ ليتوقف عند 115.07$.
  • بين فترة فتح البورصة والساعة 07:50 تراوحت من 116.78$ إلى 119.25$ مع فرق 2.47$.
  • ولكن من الساعة 7:50 حتى الساعة 07:51،إنخفضت الأسهم بمبلغ 5.73$، من أقصى سعر قدره 117$ إلى أدنى سعر 111.27$.

إبتداء من تلك اللحظة إنخفضت الأسهم بدرجة كبيرة أكثر من إنخفاضها خلال اليوم كله. وبشكل أكثر تحديدا حصل ذلك خلال نصف دقيقة: كانت أول 30 ثانية هادئة نسبياً.

ورطة كبيرة

إذاً ماذا حدث؟ دعونا نتخيل أن أبل وقعت فعلاً في ورطة كبيرة. الجميع الآن يلقون كل اللوم علىMorgan Stanley،حسنا: أعلن بنك Morgan Stanley أن أبل هي صاحبة أحد الأصول المحفوفة بالمخاطر، وأوصى للحد من هذه الملكية ومن ثم الكثير من الناس قرروا بيع أسهمهم. أو وقعت مشكلة مع كبار مستثمري أبل، وإضطروا لبيع الأسهم. أو كانت ذلك تفاحة سقطت على لوحة مفاتيح أحد المستثمرين وتسببت في إصدار طلب كبير للبيع. شيء من هذا القبيل. عندما يبيع شخص ما أي شيء، صناع السوق يشترون ذلك الشيء. هذا هو العمل الأساسي لصناع السوق: إنهم يوفرون سيولة السوق. إنهم يبيعون حين الجميع يشتري، ويشترون عندما يبيع الآخرون. بهذه الطريقة يضعف صناع السوق التقلبات. في سوق أسهم اليوم "صناع السوق"، بطبيعة الحال هذه كناية للمتداولين عاليي التردد.

لكن صناع السوق لا يقومون بعمليات الشراء إلى الأبد. إذا كانت أبل تتداول على مستوى 118$، ويمكنك شراء 100 سهم بسعر 117.95$، يبدو أنه يجب عليك أن تشتري الأسهم، لأنه من المحتمل أن السعر سيعود إلى 118.2$. وإذا كنت تستطيع شراء 200 سهم بسعر 117.90$ يجب شرائهم. 200 سهم آخربسعر 117.85$؟ بالطبع! و تستمر في الشراء، ولكن عند نقطة معينة لديك عدة آلآاف من الأسهم و سعرها 117.65 $، وهذا ينذر بالخطر. لديك الكثير من الأسهم وربما لديك بعض القيود على مواقف تهدف إلى الحد من المخاطر. في غضون ذلك، تخسرفي كل هذه المعاملات. لذلك تتوقف.

وها أنت توقفت للحد من التقلبات، وتبدأ الأسعار في الإنخفاض بشكل أسرع. يصل سعر الأسهم إلى 117$، و هذا مزعج. خسرت آلآف الدولارات بسبب هذه الأسهم. ربما حان الوقت لتثبيت الخسائر؟ حسناً، عليك أن تفهم أنك لست أنت من يعاني من الشكوك ويمسح العرق عن جبينه. وفقاً لهذا المنطق أنت خوارزمية. لديك حدود مبرمجة ، لذلك تثبت الخسائر وتبدأ في بيع. الآن، بدلاً من تقليل التقلب، تعمل على زيادته.

تنتقد الأسواق الحديثة، على وجه الخصوص، لأن صناع السوق الحاليون هم متداولون عاليو التردد و هم ليسوا على إستعداد لتوفير السيولة والحد من التقلبات بشجاعة و بشكل دائم. إن عدنا إلى المثال المذكور أعلاه، وسوف يبدو الوضع كالتالي: سيتوقف المتداولون عاليو التردد عن الشراء ويبدؤون ببيع سهم. يجب أن نتذكر أن التداول عالي التردد هو من الأعمال ذات هامش منخفض جداً. تذكرالأعمال التجارية لشركة Virtu Financial. هذا صانع سوق عالي التردد، والذي خلال 1278 يوما من التداول خسرعلى أساس يوم واحد فقط. تبلغ الأرباح اليومية للشركة من الأسهم الأمريكية 440 ألف دولار. دعونا نقسم هذا المبلغ بين الشركات من S & P 500 ، وVirtuتتداول ليسبهذه الشركات فقط . نحصل على حوالي 900$ في اليوم للشركة. إذا كان العائد المتوقع لأسهم أبل هو 900 دولارا فقط، ففقدان بضعة آلآف من الدولارات هي خسارة ملحوظة كافية لإصابة الدماغ الحسابي بالذعر. بالطبع تحتاج إلى إصلاح الأضرار بسرعة.

من ناحية أخرى، يكتب الأساتذة الممولون:

«أثناء تحركات الأسعار القصوى يكون المتداولون عاليو التردد هم مقدمو السيولة والمشاركون الآخرون في السوق هم من المستهلكين».

هذا بديهي: في أسوأ الحالات، كما هو موضح أعلاه يصبح المتداول عالي التردد في نهاية المطاف حيادياً تجاه السيولة. فهو يشتري، يوفر السيولة، ثم في مرحلة ما يبيع، ولكن بيعه لا يزيد عن شراءه. ولذلك حتى في أسوأ الحالات، يقلل مثل هؤلاء المتداولين التقلب بشكل عام.

ولكن هذا لا يعني أنهم قادرون على تقليلها كثيراً. خلال دقيقة بين 7:50 و 7:51 تم إجراء معاملات على أسهم شركة أبل بمبلغ 767 مليون دولار. أملاً في الحصول على نحو 900$ في اليوم الواحد، بالكاد يمكنك شراءها مرة أخرى بسبعمئة مليون دولار.

مصدر آخر للتقلبات هي أوامر التوقف

وفقا لمايكل بلوك، كبير الإستراتيجيين في شركة Rhino Trading Partners LLC،زاد إنخفاض الأمس في أسعار أسهم أبل عندما وصلت الأسهم المستوى الذي يتم بعده تحرير تعليمات البيع التلقائي:

«يبدو وكأنه تم تفعيل أمر توقف كبير.إنطلاقا من الرسم البياني، يبدو أن 117$ كان الحد لشخص ما . عندما يحدث شيء من هذا القبيل يؤدي ذلك إلى تشغيل أوامر التوقف لدى اللاعبين الآخرين ويمكن أن تكون الأضرار كبيرة ».

وهذا ما يحصل:

يتخطى السعرالحدود التي أوجزها صناع السوق لأنفسهم، يعمل وقف الأوامر ويبدأ السقوط. يصبح عالمياً ويصل إلى 111.27 $. ثم يتوقف لبضع ثوان ويبدأ التعافي البطيء.

لماذا 111.27$ تحديداً؟ كان ذلك الحد الأدنى من الممر المحدد لقواعد البورصة لأبل، والتي صممت لمنع حركة حادة في الأسعار تفوق 5٪. إذا أتيت إلى البورصة وأردت شراء أسهم أبل ب111.27$ ستشتري الكمية المرغوبة. ولكن إذا أردت الشراء ب111.26 $ لن تستطيع فعل ذلك. للبيع عليك العثور على مشتر مقابل111.27$ أو أعلى. إذا كنت على إستعداد لبيع الأسهم ب111.26$، و شخص آخريريد الشراء بنفس السعر، كلاكما غير محظوظان: ستتجاهل البورصة الطلبات المشابهة لهذا. إذا في غضون 15 ثانية لم تحدث معاملات ب111.27$ وما فوق تعلن البورصة عن إستراحة لمدة خمس دقائق ثم تفتح المزاد لإعادة تشغيل التجارة.

ولكن التداول على 111.27$ كان موجوداً. كل مرة عرض شخص ما شراء الأسهم في ذلك السعر، كان هناك شخص على الإستعداد لبيعها. ولذلك فإن السعر إصطدم بهذا الحد وتوقف عند 111.27$. كانت هناك لحظة وجيزة عندما لم يكن هناك معاملات بهذا السعر وبقت الأسهم في مكانها، ثم ظهرت عروض أكثر تكلفة وتحسنت السوق.

ماذا يعني هذا؟ أولا وقبل كل شيء، واصل الأشخاص الذي قاموا بالبيع خلال الإنخفاض من 117$ إلى111.27$، البيع ب 111.27$، وربما كانوا سعداء لأنهم تمكنوا من بيع الأصول ب 111.25$، 111$ و 108$ أو أقل من ذلك. لذلك ساعدت قيود الصرف هذا البائع. بدونها لكان قد إضطر لبيع العديد من الأسهم مع خسائر كبيرة، ولكن معها باع أسهم قليلة وبخسائر صغيرة.

سعر عادل

وعند النظر إلى الرسم البياني أعلاه نفهم أن قواعد حدود الصرف عملت جيداً. بلغ السعر "العادل" لأسهم شركة أبل خلال تلك الدقيقة 114$ أو 116$، و ليس 110$. كان لا يمكن قول شيء محدد في تلك اللحظة، ولكن بعد خمس دقائق كان ذلك واضحاً بالفعل. السعر إرتد بسرعة، وأصبحت ال111.27$ مجرد ذكرى سيئة. لا يمكنك القول أن سعر 111.27$ في 07:50 كان مبرراً إذا كان أعلى ب5 دولارات بدقيقة قبل ذلك، وإرتفع السعر بعد دقيقتين في وقت لاحق ب2$ بدون أي أخبار جيدة أو سيئة.

لذلك أي شخص باع ب 108$، لن يكون سعيداً بذلك. للإشارة إلى هذا عدم الرضا هناك مصطلح فني: بعد الإنخفاضات الحادة السابقة ألغت البورصات الصفقات "الخاطئة بشكل واضح". هذا أمر غريب: إذا كانوا "خاطئين بشكل واضح"كان على البورصة منعهم وليس إلغاءهم بأثر رجعي. هنا عمِل النظام: لم تسمح البوصة بالمداولة "السيئة" بأسهم أبل، لذلك لم يتم إلغاء أي شيء.

بطبيعة الحال، فإن "السعر العادل" لم يكن يساوي 111.27$ فالقواعد لا تعمل تماماً. كان من الممكن تشديد القيود. إذا توقف السعر عن الوقوع عند حد 112.27$ أو 113.27$، فإن كفاءة السوق والتسعير وغيرها من الأشياء المهمة لم تعان. ولكن توضح هذا في وقت لاحق. ربما بدأت الأسهم في الإنخفاض لأسباب جوهرية. ربما في هذه الحالة كان القطع بنسبة 3٪ من شأنه أن يكون أحسن ولكن في حالة أخرى 5٪ أو 7٪ كانوا أفضل. حتى 5٪ هو حل وسط يسمح للسوق الإسترداد.

بشكل عام، لا يوجد قصة معينة. ربما تمت هذه الحركة بمحفز أساسي أو بعامل فني، وربما شخص ما أساء إستخدام الزر. وبعد ذلك عملت ديناميات سوق الأسهم. وهي مصممة لتقليل التقلبات الصغيرة (صناع السوق الذين يشترون عندما يبيع الآخرون)، و لتقوية التقلبات المتوسطة (تعمل أوامر التوقف لدى صناع السوق) وإيقاف التقلبات الكبيرة (حدود أسعار البورصة تدعم الأسهم). في هذه الحالة حدث كل ذلك في غضون دقائق.

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق