أخطاء الأغنياء المالية
الصفحة الرئيسية مال

ربما الأغنياء والأثرياء يدركون جيدا كيف يمكن كسب الملايين من الدولارات ولكنهم لا يعرفون بالتحديد في بعض الأحيان كيف يمكن استثمار تلك الثروة المالية من أجل الحفاظ عليها.

هناك العديد من الذين يعتبرون أنفسهم خبراء في المسائل المالية مثل كريستين بيل على سبيل المثال والعديد من الأخرين أمثال نيكولاس كيدج الذي دفع مبلغا قدره 6 مليون دولار لتسديد الضرائب في عام 2012، أو توني بريكستون التي قدمت طلب الإفلاس مرتين أو مثل تيري بولو و طلبها بشأن الإفلاس في هذه السنة. نرى أن الأغنياء والأثرياء يقدرون على إنفاق مبالغ هائلة دون جدوة بسبب الإفراط في الإنفاق والثقة المفرطة بأنفسهم وعدم القدرة على الرؤية والتحليل لكل ما يحصل حولهم.

أما نحن فبإمكاننا الاستفادة من هذه الدروس الاقتصادية.

إذا كانت لدينا أموال على حساباتنا المصرفية فليس من السهل أن نعرف كيف يجب إدارتها والحفاظ عليها.ليس من المهم كيف حصل الشخص على هذه الملايين – كان يوفرها خلال مدة حياته أو اشترى بطاقة اليانصيب وفاز. المهم هنا أن الأثرياء في الكثير من الأحيان يديرون أموالهم بطريقة سيئة مثل أغلبية الناس.

"يعتقد أولائك الذين يكسبون أموالا كبيرة أنهم ليسوا بحاجة إلى التخطيط الاقتصادي لأنهم يحصلون على رواتب عالية أو قد كسبوا كل ما أرادوا ".

"والحقيقة في أنهم يعانون من نفس الصعوبات في إدارة الأموال مثل أي شخص آخر".

يقول السيد دين ماكيلفي الخبير في التخطيط الاقتصادي في شركة Ventura Wealth Management في مدينة يوينغا بولاية نيو جيرسي الأمريكية.

هذا هو الخطأ الذي يرتكبه الناس الأثرياء وبإمكاننا الاستفادة المفيدة من هذا الخطأ والأخطاء الأخرى.

يقبلون مسيرتهم المهنية الناجحة كدراية مالية

ويمكن أن يؤدي النجاح في الحياة المهنية الناجحة إلى أن الإنسان يبالغ كثيرا في تقدير قدراته المالية ومهاراته في كسب الأموال.

"مثل هؤلاء الناس ينصحون الآخرين بما يجب فعله ولذلك يظنون أن بإمكانهم التصرف بمثل هذه الطريقة في عالم الاستثمارات ". يشير السيد بيتير مالوك المستشار المالي المستقل من مدينة كانزاس سيتي ومؤلف كتاب " الأخطاء الخمسة التي يرتكبها كل مستثمر وطرق تفاديها في المستقبل".

يسمي الخبراء في الشؤون المالية مثل هذا التصرف بنوع من الغطرسة. حيث تجعل هذه الطريقة المستثمر يتجاهل كل النصائح لأنه يعتبر نفسه أذكى من أي شخص آخر.

وقام الخبير الاقتصادي السيد ستيفيت بريسمان من جامعة مونموت بإصدار دراسته تحت عنوان "طرق الاحتيال المالي وأسبابه: غطرسة المستثمر".

كما يشير الباحثون في هذه الدراسة الناس الذين خسروا أموالهم حتى مرة واحدة نتيجة أي نوع من الاحتيال المالي قد وقعوا في ذلك الوضع المحرج بسبب غرورهم فقط. ويقول الباحثون أيضا أن الغطرسة تعتبر من أسباب الصعوبات التي يعاني منها الرجال أكثر من النساء، خاصة فيما يتعلق بمسألة التخطيط الاقتصادي طويل الأمد.

السيدة ليندا راشكي، تاجرة محترفة في السوق

يضيف السيد بريسمان قائلا: "إن النساء يتفوقن على الرجال في هذا الصدد لأن احتمال مشاركتهن في التداول المفرط في الأسواق أقل".

"والمستثمرون الذين يختارون الطريقة التقليدية عبر المكالمات الهاتفية مع الوسطاء والسماسرة الماليين يحصلون على نتائج أفضل مقارنة بالتجار الذين يعملون في الأسواق المالية الإلكترونية لأنهم في الكثير من الأحيان يفضلون طرق التجارة النشيطة والمضاربة".

لا يمكنهم التركيز على معرفة ما هي كمية الأموال التي يملكونها في الحقيقة وهذا خطير جدا

وفي أغلبية الأحوال هم من المحظوظين الذين حصلوا على مبلغ كبير موروث من أحد أقربائهم أو مكافأة مفاجئة في العمل. ولا يفكرّون حتى في مفاهيم مثل ضريبة الميراث مثلا أو الضريبة على الدخل ومفهوم المكاسب المحتملة طويلة الأمد لأنهم يعتقدون أنهم أصبحوا أغنياء الآن وهذا يكفي.

يقول السيد ماكيلفي أنه من أصعب الأشياء في إدارة الأموال تقديم مساعدة للناس من أجل معرفة ما هو المبلغ الذي يملكونه حاليا بالتحديد. وينصح بتذكر هذه المسألة الهامة ودراستها بدقة بمساعدة خبير مختص في التخطيط الاقتصادي الذي سوف يساعد بكل التأكيد في الحسابات الضرورية وفي وضع خطة للالتزام بها من أجل الحفاظ على المكاسب خلال مدة طويلة. والمقصود بذلك أن أموالكم يجب استثمارها في حساب التقاعد الفردي أو استخدامها لتأسيس ما يسمى بصندوق الأسرة أو توزيع هذه الأصول المالية بأية طريقة أخرى. في أية حال من الأحوال لا شك في أن الخبير في التخطيط الاقتصادي سوف يساعدكم كثيرا في اتخاذ القرارات الصحيحة والمطابقة لتحديات كثيرة في الواقع.

يبدؤون بإنفاق أموالهم بعد التقاعد كأن الغد لن يأتي أبدا

لا يعتبر مبلغ قدره مليون دولار حاليا مبلغا كبيرا مثل ما كان في الماضي ولكن من الصعب جدا تفسير ذلك للشخص الثري بعد تقاعده حيث يسعى أن يستفيد من جميع الفرص التي تقدمها له ثرواته المالية التي كان يكسبها خلال مدة حياته المهنية الطويلة.

يقول السيد ماكيلفي :"نرى كثيرا من الناس ذوي الدخل العالي الذين يشترون بيتا كبيرا على شاطئ البحر أو شقة فاخرة بعد تقاعدهم مباشرة . بشكل عام يفضلون الاستثمار في الأصول والأدوات التي لا تسمح لهم الحصول على أرباح خلال وقت قصير. ولذلك لا تصبح هذه الأصول مربحة بل مشكلة".

لا يعرفون متى يجب عليهم التوقف عن العمل

وعادة لا يكونون أصحاب الثروات المالية الكبيرة أغنياء منذ ولادتهم.في معظم الأحوال هم من عدد الذين ضحّوا بوقت طويل من أجل كسب هذه الأموال.لذلك يشعرون بخوف كبير عندما يفكرون عن فترة حياتهم ما بعد التقاعد.

حدّثنا السيد نيك فيتورا مؤسس شركة Ventura Wealth Management عن يوم من حياته حيث كان يقنع فيه إحدى زبائنه في منصب المدير والتي كانت تكسب مبلغا بسبعة أرقام كل شهر حيث قد وفرت 5 ملايين دولار لحياتها ما بعد التقاعد، بأنه قد حان الوقت لاستقالتها ويمكنها ترك عملها بكل بساطة ودون أن تخسر شيئا.

يضيف السيد فينتور:"إن الناس الذين يكسبون كثيرا غير مستعدون نفسيا لحياتهم بعد انتهاء مسيرتهم المهنية.كانوا يعملون وقتا طويلا وبذلوا الكثير من جهودهم من أجل ذلك حيث تثير فكرة ترك العمل الذي ضحوا بحياتهم من أجله نوعا من حالة الخوف والتوتر والإجهاد الكبير".

وينصح عملائه الذين يستعدون لبدء مرحلة جديدة في حياتهم ما بعد التقاعد بتمرين جيد وهو التصريح علنا بصوت عال ما الذي يخططون لفعله خلال ثلاثة أشهر وستة أشهر و إثنا عشر شهرا مباشرة بعد انتهاء عملهم المهني. "هناك الكثير من الأشياء التي لا يفكر فيها أولائك الناس. ولا يخططون ماذا سوف يعملونه بعدما يتركوا عملهم".

يشعرون بقلق كبير ويخافون أن يخسروا كل شيء

وبحث الكثير من الخبراء في التخطيط المالي هذه العلاقة التي توجد بين مسألة تفادي الخسائر (عندما يخاف الإنسان كثيرا من احتمال خسارة شيء بالرغم من إمكانية فوزه إذا اعتزم هذه الخطوة ) وبين عملية الاستثمار.

يمكن أن يعاني الناس ذوي الدخل العالي من ثقتهم المفرطة بأنفسهم وبشأن قدراتهم ومهاراتهم الاقتصادية في وقت يسمح لمخاوفهم أن تديرهم وتمنعهم من اتخاذ القرارات الصحيحة فيما يتعلق بالكثير من الفرص الاستثمارية المربحة.

على سبيل المثال منذ أيام الركود الاقتصادي الذي شهده العالم في عام 2008 لم يستطع المستثمرون تعويض خسائرهم المالية فحسب بل استطاعوا مضاعفة أرباحهم منذ ذلك الحين. وكل الذين تركوا عملهم في البورصة المالية بسبب مخاوفهم من تداعيات الأزمة المالية خسروا بعض سنوات من النمو الاقتصادي.

لا يمكنهم أن يتصور أنفسهم مصابين بمرض ما أو مسنين

يقول السيد ماكيلفي: "إذا سألتم مليارديرا واحدا مثلا هل كان لديه تأمين من صاحب العمل لحالة العجز فأنني متأكد أنه لا يعرف جوابا على هذا السؤال البسيط". ونفس شيء يمكننا أن نتوقعه إذا سألناه عن التأمين الطويل الأجل للرعاية الطبية مثلا.

"من المهم للغاية أن ندرك كيف يمكن أن يكون مستوى الدخل إذا أصبحتم عاجزين عن أداء واجباتكم المهنية قبل لحظة التقاعد.إذا كان الدخل الخاص بكم على مستوى 500 ألف دولار وفجأة وجدتم أنكم مجبرون أن تعتمدوا على معاش العجز فقط سيصبح ذلك مشكلة كبيرة بالنسبة لكم".

و عادة لا يهتم الناس الذين يكسبون أموالا كبيرة بضرورة تأمين الرعاية الطبية لمدة طويلة. وبدون تأمين هذه الخدمة يمكن أن يكلف العلاج في العيادة الخاصة مبلغا يقارب عشرات آلاف الدولارات كل سنة.

السيد نيك فينتورا

يشدد السيد فينتورا: "نرى كيف يخسر الناس الملايين من الدولارات من ثرواتهم المالية إذ يتعالجون أصحاب هذه الملايين في المستشفيات الخاصة ويدفعون مبلغا من 10 إلى 15 ألف دولار شهريا كدفعات إلزامية لحصولهم على خدمة الرعاية الطبية".

يختارون مستشارا سيئا

لا شك في أن المستشار الاستثماري في إمكانه ليس مساعدتكم فقط بل إلحاق أضرارا مالية كبيرة بكم و في الكثير من الأحيان يقدم الناس ذوي الرواتب العالية أموالهم إلى المستشارين غير المحترفين. بهذا الشأن قدم الباحثون دراستهم تحت عنوان "الحقائب الاستثمارية في صناديق المؤشرات" حول الحقائب الاستثمارية في الفترة بين عام 1997 حتى عام 2012.وقد كشفت الدراسة أن الحقائب الاستثمارية التي تمت إدارتها بطريقة غير مباشرة أظهرت نتائج أفضل بالمقارنة مع تلك الحقائب التي كان يديرها المستشارون والسماسرة الماليون في 80% من الوقت.

وفي مثل هذه الحالة تعتبر مكافأة اللمستشار المالي من العوامل الهامة حيث كانت نسبتها عالية جدا من إجمالي أرباح الصناديق ذات الإدارة بطريقة مباشرة.

يضيف السيد بيتير مالوك:"تحتاجون إلى مستشار مستقل تثقون به.تحتاجون إلى أحد يمكنكم الاعتماد عليه فيما يتعلق بإدارة أموالكم لمصلحتكم"."أو في حالة أخرى سوف تدفعون مبالغ كبيرة لمن يرتكب نفس الأخطاء التي ترتكبونها أنتم شخصيا ولكن بإذنكم ونيابة عنكم. وفي 90% من الوقت سوف تعانون من مشكلة التضارب في المصالح".

finance.yahoo

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق