هل هناك علاقة بين الماضي و المستقبل ؟
يوجين فاما الحائز على جائزة نوبل/Henrik Montgomery/TT News Agency/Reuters
الصفحة الرئيسية مال

إذا كنت على الأقل تقرأ أحيانا الوثائق المنشورة من قبل شركات وول ستريت، فأنت حتما قد رأيت هذا البيان لأكثر من مرة:

لا تضمن النتائج السابقة ربحا في المستقبل.

كلنا نعرف بالتأكيد أن المستقبل لا يتوافق دائما مع الماضي. في حين لا يكاد يكون هناك أي أسلوب تحليل آخر أكثر شيوعا في ميدان التنبؤ بمستقبل الأسواق المالية من بيانات الماضي. على سبيل المثال طريقة الاقتصادي المشهور الحائز على جائزة نوبل يوجين فاما "3/5 Factor Model" تستند كليا على بيانات السوق التاريخية، حيث يتغييرالميل لبعض فئات الأصول بترتيب معين. وهناك أمثلة كثيرة من هذا القبيل.

المشكلة في كل هذه الطرق هي أن المستقبل لن يكون انعكاسا دقيقا للماضي أبدا. و في سياق واقع اليوم يتضح هذا أكثر. ومع ذلك نستمر في مراقبة عدد كبير من المستثمرين الذين يتوقعون النتائج المستقبلية اعتمادا على بيانات من الماضي.

و الواضح هو أن هؤلاء المستثمرين الذين يعتقدون أن سوق السندات سوف تجلب نفس الدخل الذي كانت تجلبه لمدى ال30 سنة الأخيرة، سوف يتفاجؤون. إن أسعار الفائدة معدومة و الاحتمال بأن العائد من سوق السندات في ال 30 سنة القادمة سيكون نفسه كما مان في الماضي هو صفر، بالنظر إلى أن إجمالي مؤشر السندات قد عاد إلى نسبة 7.5% سنويا تقريبا من دون أي تقلب سلبي. هذا يعني أن المستثمر الذي يستخدم بيانات الأرباح التاريخية ، هو ببساطة يستخدم قالبا وهميا لا علاقة له مع ما ينبغي أن يكون حقا من المتوقع في المستقبل.

يود بعض المستثمرون أن يعتقدوا أنهم لا يقومون بتوقع المستقبل. وما هو أسوأ يقولون أحيانا أنه في المستقبل سيكون كل شيء كما كان من قبل فقط لأن في حركة الأسهم و السندات على المدى الطويل أنماطا واضحة. الآن نعرف شيئا واحدا: إن الحالي لأسعار الفائدة يجعل ظروف السوق فريدة من نوعها. والأرباح المستقبلية بالمقارنة مع أمثالها من المحتمل أن تكون أقل مما يعتقده الكثيرون.

يمكن استخدام البيانات التاريخية في السياق الصحيح فقط أو أنه من المرجح أن يؤدي الخلاف على هذا إلى الارتباك. إنه من السيء عندما لا يحاول المستثمرون أن يكونوا موضوعيين وأن يقيموا الواقع الحالي بشكل منطقي .

pragcap.com

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق