كيف تستثمر بنجاح؟
الصفحة الرئيسية مال

جايسون فوس عضو الرابطة الدولية غير التجارية للمحترفين في مجالالأسواق المالية يشاركنا مفاهيمه عن الذي يمكنه أن يساعدنا على أن نصبح محللين ماليين ناجحين.

لكي يحالفكم النجاح في المجال المالي لابد من القدرة على التحليل والتفكير الإبداعي وإمكانية التصرف بحزم، وكذلك التجرد ورؤية الصورة كلياً. فيما عدا المذكور آنفاً ثمة صفة أخرى قد تساعدكم حتماً ألا وهي الاستقامة. وهذا ما سيكون موضوع حديثنا اليوم.

الاستقامة

أن تعرف شيئاً وأن تستطيع إيصال ما تعرفه لغيرك أمران مختلفان تماماً. لأجل تحويل الفكرة التي ظهرت فجأة في النصف الأيمن من الدماغ إلى حديث واضح لا بد من جهد كبير. من المهم أن تقدروا على تعبير كل ما تعتبرونه صحيحاً، بحيث تصبح الأفكار الاستثمارية المعقدة غالباً مفهومة لكل المشاركين في العملية ، ابتداء من الوسيط وانتهاء بمجلس الإدارة. تختلف الاستقامة عن الصدق في هذه الحالة بأن المستثمر يعبر عن "الحقيقة" كما يراها هو، ولا يقدم إلا رأيه دون تعقيد حديثه. بهذه الطريقة أنتم تيسرون كثيراً عملية اتخاذ القرار، لأن الناس لا يشكون في صحة أحكامكم.

كيف تطور في نفسك الاستقامة؟

غالباً ما يبدو الكلام صحيحاً إذا كان مبنياً علي المبدأ التالي: التحمس والتخيل والتفكير والأقوال والأعمال.

  • الخطوة رقم 1: التحمس هي تلك اللحظة حين تدركون تحديداً ما الذي تريدون قوله.
  • الخطوة رقم 2: التخيل وهو عبارة عن خليط بين التحمس والمعارف والخبرة التي ستساعدكم على تطوير فكرتكم بشكل صحيح.
  • الخطوة رقم 3: التفكير سيساعدكم على تركيب ما خلقه التحمس والتخيل.
  • الخطوة رقم 4: الأقوال وهي كما في التصريح "أنا أوعدكم" وهذا يؤكد على استعدادكم على العمل مع تحمل المسؤولية.
  • الخطوة رقم 5: الأعمال أي كافة الأفعال المطلوبة لكي تتحول الفكرة إلى واقع.

إذا جمعت هذه الخطوات الخمس معاً فسيكون لكلامكم تأثير عجيب، مثلاً ستتمكنون من اختيار الأسئلة التي ستجعل الرؤساء الأشداء يكشفون لكم الوضع الراهن الحقيقي، أو قد تنظرون إلى الحالة الراهنة نظرة مختلفة تماماً، وهذا ما سيؤدي إلى تغير الاستراتيجية، أو ستتمكنون من اختيار كلمات مناسبة في تحرير التقرير النصف سنوي الموجه إلى المساهمين، تعبرون بها عن أسفكم الشديد على القرارات الخاطئة، وبالتالي المحافظة على عملكم وإعادة الثقة بكم.

الاستخدام العملي للاستقامة

عندما كنت أعد نفسي للمقابلة في وظيفتي الأولى في مجال المالية، ضممت إلى قائمة المستندات التي يجب إبرازها صورة من مشروع التخرج. لقد استنتجت أنه خلافاً للرأي الشائع الإداريون الناشطون يتفوقون على الخامدين. تحدث الاستنتاجات الخاطئة لأنكم تقيسون المخاطرات ولكن لا تأخذون بالحسبان التقلبات عند حساب عوامل شارب وتراينور.

في غضون المقابلة الحضورية لنيل وظيفة المحلل المالي التفت إلي المحاور وقال لي:

"أتدري؟ أظن أن مشروع تخرجك هذا ليس إلا سخافة وكلام فارغ".

أخذت نفساً عميقاً لأهُدئ انفعالاتي وأركز من جديد. لقد أحسست أن المحاور في حقيقة الأمر حتى لم يقرأه وهذا ما كنت أريد أن أستغله (الخطوة رقم 1). كان يعمل في هذه الشركة إداريون نشطون فمن غير المرجح أنه أنفق وقته لقراءتها. بدأت أتذكر أنني عندما دخلت إلى مكتبه للمقابلة كان يقوم بمحادثات عبر الهاتف، وفي نفس الوقت كان مشغولاً بمراجعة البريد الإلكتروني، متعمداً بذلك تأخير مقابلتي (الخطوة 3). فتجرأت أن أتحداه بتوضيحي أنني لا أظن أنه قرأ أطروحتي (الخطوة 4) وبعد ذلك رددت عليه (الخطوة 5):

"أظن أنك لم تقرأ مشروع التخرج إلى نهايته، لأنني أحدد فيه بوضوح أفضلية الإدارة النشيطة".

في معظم الأحيان ينصحون بالتزام الهدوء في المقابلة وعدم اعتراض المحاور، ولكن في هذه المرة ساعدتني طريقتي فقال المحاور وهو يخجل من نفسه: "أنت محق ولكن لماذا لا تقص لي مضمون رسالتك؟". في آخر الأمر عرض علي الوظيفة فقبلت العرض. تلك هي طبيعة الحقيقة فهي ستخرق كل التشوشات في الذهن والكلام وفي كافة الظروف.

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق