يتحدث بريت ستينبارجر الدكتور في الفلسفة والمتاجر والمدون الناجح ومؤلف الكتاب الأكثر مبيعاً «علم نفس المتاجرة: أدوات وطرائق اتخاذ القرار» عن الخاصيتين القيّمتين اللتين يتحلى بهما المتاجرون الناجحون.
إن أكثر الأمور متعةً في عمل مدرب المتاجرة هو إمكانية المشاهدة المباشرة لما يميز المتاجرين الناجحين عن غيرهم. ففي أحيان كثيرة الخصائص التي تؤدي إلى النجاح تختلف عن الخصائص التي يركز عليها أغلب الكتب والمقالات.
ها هما الفضيلتان اللتان ألاحظهما عند مديري الحافظات والمتاجرين الناجحين.
1. القدرة على قبول اللايقين
لنفترض أنك تستخدم صيغةً ما لسعر السوق، مثلاً، تعقد الصفقات إذا كان السعر أعلى أو أقل بمقدار س٪ من المتوسط المتحرك خلال الفترة «ع»، ثم تراقب اتجاه السوق خلال فترة «ع» القادمة.
وعلى الأغلب، مهما كانت قيم س و ع سيتحدد اتجاه السوق بتغير السعر خلال فترة «ع» القادمة. وهذا يعني أن متوسط النسبة بين الإشارة والضجيج في المتاجرة الاتجاهية منخفضة، ومهما كان اتجاه النزعات، لا تكون عادةً ذات أهمية إحصائية ولا تسمح باتخاذ القرارات حول التجارة. في مثل هذه الأحوال يجب أن يكون رأي المتاجر هو «لا أدري».
اللايقين بحد ذاته وجهة نظر، وفي الواقع يجب أن يكون المنطلق الذي ينطلق المتاجر منه. وإن لم يكن قادراً على تحمل اللايقين فيحاول أن يشكل قناعةً ما، وسيحصل على نتيجة حتمية، وهي زيادة الصفقات حسب مجموعة الفرص الموضوعية. لن تستطيع أن تقوم بالإدارة الجيدة للمخاطر إن لم تكن قادراً على تحمل اللايقين.
2. إنتاجية الوقت خارج المتاجرة
أتأكد مرة وراء مرة أن المتاجرين الجيدين يقضون وقتاً أكثر في كشف الإمكانيات المؤاتية للمتاجرة من الوقت الذي يقضونه في عقد الصفقات وإدارتها.
أجرى أستاذ علم النفس ميهاي تشيكسنتميهايي دراسة مذهلة على الرسامين. كان يعرض عليهم 27 غرضاً ويطلب منهم أن يجمعوا عدداً منها ضمن تركيبة ويرسموا مسودة صورة، وأعطوهم ساعة واحدة لتنفيذ المهمة. انقسم الرسامون إلى صنفين: حدد أعضاء الصنف الأول بسرعة الأغراض التي ستدخل في التركيبة وقضوا أغلب وقتهم في رسم المسودة، بينما قضى الرسامون من الصنف الثاني أغلب وقتهم في تحديد الأغراض التي يكون رسمها أفضل، فكانوا يختارون أغراضاً ويبدؤون برسمها ثم يغيرونها ويرسمون من جديد ثم يغيرون أماكن الأغراض، إلخ. وعندما كانوا يفرغون من إنشاء التركيبة لا يبقى لديهم إلا بضع دقائق لرسم المسودة. واعتبرت لجنة التحكيم الصور التي رسمها الفنانون من الصنف الثاني أفضل من صور أعضاء الصنف الأول، كما تبين بعد خمس سنوات أن الفنانين من المجموعة الثانية حققوا نجاحات أكثر كفنانين. قضى الفنانون غير الناجحين أغلب وقتهم في رسم المسودات، أما الناجحون ففي تجهيز التركيبة الجيدة. وينطبق هذا التشبيه على المتاجرة أيضاً.
تتحقق النتائج الجيدة عندما تجتمع هاتان الميزتان معاً: القدرة على قبول اللايقين تحرر العقل فيستطيع أن يوجه طاقته على تطوير الأفكار الخلاقة للمتاجرة. يستفيد المتاجر الناجح من اللايقين بأنه يحصل على فرصة لصرف نظره عن الشاشات فينظر إلى السوق من وجهة نظر جديدة. وتُعقد صفقات أكثر من اللزوم عندما تطغى الحاجة إلى المتاجرة على الحاجة إلى الفهم.