فن اختيار الأسهم
الصفحة الرئيسية مال

لسنوات ونحن نسمع من جميع الأطراف من أساتذة الجامعات، المراقبين الماليين، جاك بوجل مع فريقه في Vanguard ...الخ. نفس الشيء. "تؤدي الإدارة النشطة للمحافظ إلى الخسائر. لا تختار الأسهم. نوع محفظتك. راهن على الصناديق المؤشرة و المتداولة الرخيصة". يبدو أن السوق قد استمعت أخيرا إلى هذه النصيحة.

يفسر جون أوترس على صفحات الفاينانشيال تايمز سبب قيام المستثمرين بتحويل الأموال من صناديق الأموال الفعالة إلى الصناديق الراكدة:

" لقد انخفض دوران صناديق الأموال النشطة بشدة، خاصة في حصص السوق الضحمة في الولايات المتحدة. على مدى الأشهر ال 12 الماضية كان حجم أقساط الصناديق الفعالة، أكثر ب92 مليار دولار من حجم الأموال المجموعة و أظهرت الصناديق الراكدة أن صافي تدفق الأموال قد بلغ 156 مليار دولار. لم يبدأ مستثمري المؤسسات والمستثمرين الخاصين بإعطاء الأفضلية للصناديق الراكدة بدءا من أمس ولكن الآن، أصبح التيار الصغير لأموالهم، متدفقا بشدة . قامت شركة Fidelity Investments وهي واحدة من أكبر شركات الإدارة في العالم، في عام 2014 برصد تدفق الأموال من صناديقها الفعالة بقيمة 24.7 مليار دولار. قامت شركة Vanguard وهي أيضا واحدة من أبرز مجموعات صناديق الاستثمار، بجذب 188.8 مليار دولار إلى صناديقها الراكدة".

بالطبع إن هذه هي بيانات على التدفقات النقدية وليست بقيم مطلقة. في النظام العالمي لا يزال حجم الأصول المالية تحت الإدارة هو أكثر من حجمه في الصناديق الراكدة. حسب توقعات PricewaterhouseCoopers حتى لعام 2020 ستكون حصة الصناديق الراكدة أقل ب 20% تقريبا من الأصول تحت الإدارة. ولكنه ينظر في اتجاه على المدى الطويل للعقود، نحو تخفيض تدريجي بطيء ولكن ثابت لحصة الأموال تحت الإدارة الفعالة. هناك ثلاثة أسباب لتأسيس هذه العملية .

  1. الخرافات المالية. كان يعتقد سابقا أنه يمكن للمستثمر الذكي بصلات جيدة أن يعثر على مدير مالي سيستخدم السوق في صالحه حتى ضمان العمولة. يأتي رأي معاكس وأقل تفاؤلا لهذا الرأي الذي يتأسس على الحقائق العلمية. يقوم العلماء والباحثين الخاصين بنشر مستمر للمسوح و التي تظهر أنه القليل جدا من المديرين يبدون نتائجا أفضل من نتائج السوق وليس في كل سنة. يمكنك أن تكون متأكدا من أنه لن يتوقف تدفق مثل هذه الدراسات. يبدأ المستثمرين بفهم أنه حتى إذا تغلبت بعض صناديق التحوط الذكية جدا على السوق ، فإنها ستسعى إلى إبقاء الحصة الأكبر من الأرباح من نصيبها عوضا عن إقتسامها مع العملاء.
  2. أصبحت الاستثمارات السلبية متاحة الآن. لقد نمت شعبية تبادل الأموال المتداولة (ETFs) لدرجة بحيث يمكن للعميل أن يشتري أو يبيع سوق بأكمله أوبأكمله تقريبا بسهولة إجراء المعاملات مع أسهم نفس الشركة. إن المهم بالنسبة للمستثمرين هو السيولة وتناسب الأموال المتداولة في البورصة في الجمع بين تنويع صناديق المؤشرات بمستوى سيولة أعلى بقليل من الأولى. في بعض الأحيان لكي تكون ناجحا، ليس عليك سوى التفوق.
  3. لقد حان عصر انخفاض أسعار الفائدة. هذا يعني أن العملاء يولون أكثر انتباها من ذي قبل على لحجم العمولات و التي هي أعلى من الصناديق الفعالة مما هي في الصناديق السلبية. إن 2% من الرسوم في السنة بمعدل قاعدي بقيمة 6% ، يكون أكثر جاذبية نفسيا من نفس ال 2% من الرسوم بمعدل قاعدي صفري. وبعبارة أخرى في الوضع الحالي تضطر الشركات القائدة إلى المنافسة في الأسعار بدلا من السعي إلى هزيمة منافسيها من خلال الجودة في إدارة الأصول. ولكن حتى لو كانت أسعار الفائدة أعلى لا يوجد أي ضمان بأن الصناديق الفعالة سوف تستطيع أن تعيد الرسوم إلى مستويات منتصفة للصفر، لقد اعتاد المستثمرين على معدلات الأسعار في الصناديق المتداولة و في الصناديق المماثلة لها.

تقوم الإدارات الفعالة بتسليم الودائع، لكن تساءل عدد من الخبراء: ما معنى "الإدارة الفاعلة"؟ إن تعريفها غير واضح إطلاقا. في قديم الأيام كان معنى الإدارة "الفعالة" هو اختيار الأسهم و"السلبية" هو التركيز على اختيار مؤشر مع استراتيجية "الشراء و الإبقاء". يمكن اليوم أن تستثمر في أي شيء، في السوق المحلي، في الأسواق الخارجية، في السندات المحفوفة بالمخاطر، في السلع الخامة، في العقارات... الخ. يجب أن تحتوي المحفظة المتنوعة على جميع فئات هذه الأصول و بنسبة مطلوبة.

بالطبع تسمح الصناديق المتداولة بكل هذا. ولكن كيف يمكن تحديد أفضل نسبة لفئات الأصول المختلفة؟ إن حساب إجمالي قيمة عادلة هو مهمة صعبة للغاية. على سبيل المثال يحتاج حتى المستثمرين السلبيين لأن يحسبوا كم من المال سيصرفون للاستثمار في سوق الأسهم المحلية و كم في الأسواق الأجنبية. هذا هو الحل "الفعال" الذي يضطر لأن يتخذه حتى المستثمرين "السلبيين".

وبعبارة أخرى، حل محل اختيار الأسهم اختيار فئة الأصول.

لا يمكن الاعتماد على الوثائق والتوقيت. إن اختيار التوقيت لدخول السوق والخروج منها، قد اعتبر تقليديا كحجر الزاوية في الإدارة الفعالة. تظهر الدراسات أن الناس أنفسهم ليسوا متمكنين في اختيار التوقيت. ولكن هناك العديد من الاستراتيجيات التي يؤيدها حتى العلماء (على سبيل المثال، الالتزام بقيمة الدولار وإعادة التوازن السنوي )، التي هي في الواقع تشمل مبدأ التوقيت. تتشكل المحافظ المتنوعة التي تنمو بسرعة كبيرة من خلال صناديق تبادل الأموال المتداولة و هي تتميز بسيولة عالية والتي تسهل مهمة اختيار توقيت الدخول والخروج حتى في جميع نطاقات السوق. من نقطة أساسية يكون هذا هو الحل "الفعال".

وهكذا لا تقضي الإدارة الفعالة على هامش التاريخ بل تتحول، حتى لو أن درجة "فعالية" المستثمرون تنخفض ببطء ولكن بثبات. إن الإدارة الفعالة والسلبية هي ليست بأسود وأبيض بل هي ظلال مختلفة من اللون الرمادي. تصبح الاستثمارات أكثر تنوعا وتنخفض العمولات. شيء واحد فقط لم يتغير وهو الضرورة في اتخاذ القرارات.

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق