لا عيب في التنبؤ
الصفحة الرئيسية مال

في السنوات الأخيرة أصبح من المألوف تشويه صورة كل من يحاول التنبؤ للمستقبل. ويجب ألا يكون ذلك خبرا مدهشا بالنسبة إليكم. يحاول الجميع في عالم الاستثمار بطريقة أو بأخرى التنبؤ باتجاهات السوق. عند اختيار اتجاه التغيرات في المحفظة الاستثمارية يقوم الشخص بالتنبؤ دون أن يدرك ذلك بنفسه. ومع ذلك يستمر الناس شتم الشخص الذي يحاول أن يعطي أي تقييم للوضع.

يتنبأ كبار المتخصصين في إستراتيجية الاستثمار في وول ستريت في بداية السنة المعدلات الأساسية لهذا العام. تُنشر الآن مقالات عديدة حيث يعطي الناس الأذكياء تقييمات للوضع في الأسواق للسنة المقبلة. يذكرون أرقام معينة بينما يقوم أصحاب البلوقات بانتقادهم. وبطبيعة الحال ستكون الأرقام تقريبا كلها خاطئة. يشبه تنبؤ القيمة الدقيقة للS & P 500 للسنة المقبلة محاولة تنبؤ كمية الأمطار في عام 2015 في مدينة معينة بدقة الملليلتر. ونحن نعرف الكمية التقريبية للأمطار خلال العام ولكن هذا التقدير هو تقريبي جدا ولا يستطيع أحد أن يخمن العدد الدقيق إلا إذا كان محظوظاً جداً.

فمن غير المرجح أنه على الأقل واحد من هؤلاء المهنيين يعتبر نفسه قادراً على تنبؤ مؤشر S & P 500 في ختام تداولاته عند نهاية السنة. يقول معظمهم شيئا مثل: «حسنا، ارتفعت الأسهم للسنة في مكان ما ب 80٪، وسأقوم بفعل الشيء الذي كان قد فعله أي إنسان عاقل وسأتداول على أن المعدلات ستزيد بشكل أكبر في السنة القادمة». بجانب هذا يأتي حساب كامل الدخل للسهم الواحد وهاك الرقم الذي يسخر منه أصحاب البلوقات.

إذا حاول إستراتيجي التحدث عن تنبؤات سلبية ومتشائمة التي يمكن أن تسمع عنها من معظم هؤلاء أصحاب البلوقات، لكان سيفصل بلمح البصر لأن التشاؤم حول الابتكار البشري والأداء البشري هو وصفة للفشل.

وبطبيعة الحال لا يفصل أصحاب البلوقات أنفسهم بسبب النبوءات الغير واضحة (وربما عليهم فعل ذلك)، وبصفة عامة غالباً ما يكتسبون شعبيتهم بسبب آرائهم الهابطة، لأن الناس غالبا ما يشعرون بالقلق بشكل مفرط بسبب التحيزات حول الأشياء التي حقا لن تحصل مثل التضخم، انهيار الدولار، والدين الافتراضي في الولايات المتحدة، إلخ.

من المهم أن نفهم أن طريقة التفكير الإستراتيجي المتخصص لا تختلف كثيرا عن طريقة تفكير منتقديه. وبعبارة أخرى يميل أولئك الذين يمتنعون عن التوقعات إلى عقد الاختبار بأثر رجعي بناء على البيانات التاريخية، واستنتاج أن الأسهم ترتفع وتقديم تقرير بأن على الناس «شراءها وعقدها على المدى الطويل .» الشيء الوحيد الذي يميز مثل هذا الشخص عن متخصص من وول ستريت هو أن الأخير يعرف أن إجراءات المستثمرين تجسد دائما تنبؤاتهم للمستقبل. يجدد المستثمرون توقعاتهم المتفائلة الصعودية سنوياً و ينشىء ذلك في الواقع تقييم متفائل صعودي طويل الأجل الذي يؤدي إلى سلسلة من مثل هذه التقييمات على المدى القصير.

ويستند هذا النقد على التناقض. يقول نفس الناس أن التوقعات هي غباء وفي الوقت نفسه يوصون بملء المحفظة بالأسهم، لأنهم قاموا باستقراء النتائج المثبتة بالأحداث التاريخية في المستقبل وبالتالي قاموا بتنبؤ ضبابي شخصي. نعم، المعدلات الأساسية في نهاية السنة من وول ستريت هي هراء. ولكن أقل بقليل من التوقعات طويلة الأجل التي تقوم على استقراء الناس الذين يسخرون من تقييمات الآخرين.

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق