صرح المستثمر الأسطوري بيل غروس الإداري السابق لأكبر صندوق سندات في العالم أنه في هذا العام ستنخفض أسعار الكثير من الأصول وذلك لأن المستوى القياسي المنخفض لأسعار الفائدة غير قادر على إعادة النمو الاقتصادي المطلوب.
بعد أن بقيت المعدلات خلال سنوات تساوي الصفر بقي الاقتصاد ينمو في العالم كله. وهذا ما يشجع المستثمرين على بحث بديل عن الأصول المحفوفة بالمخاطر، وهذا هو الاستنتاج الذي عبر عنه غروس في دراسته الأخيرة لآفاق الاستثمار في Janus Capital Group Inc. حيث يدير صندوق السندات العالمية Global Unconstrained Bond Fund دولار. صرح غروس:
"سوف تظهر نتائج السنة أن أرقام الدخول لمختلف مستويات الأصول قد غدت سلبية. لقد مضت الأوقات الجيدة".
بعد مضي ست سنوات من انتهاء الأزمة المالية تجمدت نفقات القروض في أغنى بلدان العالم قرب علامة الصفر. وهذه إشارة صحيحة إلى أن المستثمرين لا يؤمنون بالنضوج الاقتصادي في المستقبل. وغروس الذي هو المدير التنفيذي للاستثمارات في Pacific Investment Management Co والذي ترك هذه الشركة في شهر سبتمبر بغية استلام الوظيفة في Janus قد أزعم أن النظام الاحتياطي الفدرالي لن يرفع من أسعار الفائدة حتى نهاية العام وذلك لأن انخفاض أسعار النفط وتعزز الدولار الأمريكي يقيد إمكانيات المصرف المركزي في مجال رفع قيمة القروض.
التقاط لحظة مناسبة
رغم صعوبة التنبؤ على وقت استنفاذ سوق الثيران يعتبر غروس أن نقطة التحول ستأتي خلال الأشهر الإثني عشر القادمة.
كتب غروس:
"إن محاولة التخمين متى سيشبع الجمهور، فعل لا فائدة منه، وإذا كانت السمعة معرضة للخطر فهذا يستوجب الامتناع عن هذا النوع من المضاربات. ولكن كما تعلمون الخروج عن الموضوع لا يليق بي".
رغم أن الاقتصاد الأمريكي قد أظهر نمواً بنسبة 5% خلال سنة وهو أسرع نمو خلال فترة الثلاثة أشهر التي انتهت في سبتمبر عام 2003، إن انخفاض أسعار النفط والقلق من خروج اليونان من منطقة اليورو حسب معطيات Bloomberg أدت إلى انهيار كبير لسوق الأوراق المالية في أمريكا في بداية العام خلال السنوات السبع الأخيرة.
في اليوم الخامس من الانهيار انخفض مؤشر S&P 500 بنسبة 0,9%. في عام 2014 أظهر السوق نمواً بنسبة 11 بالمئة وخلال العام السابق له 30%.
غروس الذي حصل على سمعته جاعلاً شركة Pimco أحد أكبر وأربح صناديق الاستثمار بحجم عام للموارد الواقعة تحت الإدارة البالغ 2 ترليون دولار، قد أصبح في السنوات الأخيرة سيء الحظ في سوق السندات. أما صندوقه الرائد السابق Pimco Total Return Fund فأصبح في السنوات الثلاث الأخيرة من أصل أربع يتأخر كثيراً عن منافسيه.
بيع سندات الخزانة
في عام 2011 تأذى غروس عقب اتخاذه قرار بيع سندات الخزانة مفترضاً أن سوق الثيران المستمر ثلاثين سنة قد أوشك على الانتهاء. في تلك الفترة زاد سعر سندات الخزانة كثيراً وجلب حسب معطيات مؤشر Merrill Lynch لمصرف أمريكا دخلاً بنسبة 9.8%. وقد حدث ذلك من جراء المستثمرين الذين لجؤوا على نطاق واسع وعلى خلفية أزمة الديون الأوروبية إلى التزامات الديون المدعومة من الحكومة باعتبارها أقل خطراً. بعد أن تأخر الصندوق بشكل كبيرعن منافسيه أطلق غروس على عام 2011 في رسالته إلى العملاء عنوان «Mea Culpa» اسم "الكريه".
منذ نهاية عام 2010 أتى الدين الأمريكي العام بدخل قدره 16%. اليوم انخفض العائد المقدر لسندات السنوات العشر للقرض الحكومي في الولايات المتحدة بنسبة 1.94%، أما مؤشر مصرف أمريكا Merrill Lynch Global Broad Market Sovereign Plus فأظهر عن عائد فعال بنسبة 1.28%، وهو المؤشر الأدنى منذ عام 1996.
بعد أن استرجعت Pimco Total Return سمعتها عام 2012 خسرت الشركة أمام منافسيها بعد مضي سنة وذلك حين فضل غروس الاستثمار في سندات قصيرة الأجل عن الطويلة. فغادر الصندوق الذي كان هو واحد من مؤسسيه عام 1971 ليلتحق بشركة دنفر Janus بعد أن خسر الصراع على السلطة مع الإدارة وبعض معاونيه.
كيف تتصرف السندات
حسب معطيات شركة الأبحاث Morningstar Inc في شيكاغو خسر صندوق Janus Global Unconstrained Bond Fund الذي كان يديره غروس منذ 6 أكتوبر 0.8% خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة متنازلاً لـ51% من الصناديق المنافسة.
قال غروس في إحدى تصريحاته الأخيرة أن الدخل الصفر بل وحتى الخاسر في بعض الأحيان عاجز في آخر الأمر عن توفير النمو الاقتصادي الكافي. وكما قال إن رؤساء الشركات يستدينون أموالاً عن طيب خاطر ولكن في غالب الأحوال بغية التخفيض من كمية السندات المتداولة وليس بغرض الاستثمار في القطاع الاقتصادي الحقيقي.
على المستثمرين الحفاظ على أصول مأمونة وموفرة التداول النقدي المستقر كمثل سندات الخزينة وسندات الشركات عالية الجودة وأسهم الشركات بدين خفيف وأرباح جيدة.
كتب غروس:
"مع الأخذ في الاعتبار عدة أحداث لارتفاع السيولة النقدية التي لوحظت في الأشهر الأخيرة من الجائز أن يغدو عام 2015 جولة كبيرة في لعبة "من سبق أكل"، وذلك لأن الأنواع الخطرة من الأصول تصبح غير مفضلة أكثر وأكثر".