في كل أسبوع هناك قصة جديدة تجذب أنظار كامل العالم المالي. يركز الناس كل اهتمامهم على هذه القصة و ينسونها في الأسبوع المقبل لأن فكرهم ينشغل بشيء جديد.
في الأسبوع الماضي أصبحت قصة قرار البنك الوطني السويسري برفض الحد من سعر الفرنك السويسري هي القصة الجديدة. لقد ارتفع الفرنك بنسبة حوالي 20% في يوم واحد و هو ارتفاع كبير للغاية بالنسبة لعملة بلد بوضع اقتصاد سوق متطور كهذا. ولكن لربما لايجدر لهذه الخطوة بأن يكون لها تأثيرا كبيرا على نتائجك النهائية إذ تشكل حصة سويسرا من القيمة السوقية 3% فقط .
بالطبع لقد أثر ذلك على بعض الناس تأثيرا شديدا. يقول سيمون مامون المستثمر من القطاع الخاص :
" لم أغادر السرير بعد. لقد كنت أحاول أن أفهم لماذا انخفضت أصولي فجأة بنسبة 2.5 ألف دولار. ثم التفت بعيدا ونظرت مرة أخرى إلى المؤشرات ورأيت أن الخسائر قد زادت بخمس أو ست مرات".
مامون الذي ادعى أنه قام برفع مواقفه من خلال أخذ حجم أكثر ب20 مرة من مبلغ الاستثمار الأصلي قد عان في هذا اليوم من خسائر تتألف من خمسة أرقام.
لقد كان هذه الجهة الخاسرة. وهذا ممثل الجزء الآخر من الطيف:
راهن دواين سلون البالغ 49 عاما وهو محاسب خاص مرخص وعمدة مدينة وايلدوود في ولاية نيو جيرسي السابق، في صباح يوم الخميس من خلال الوسيط Oanda Corp المتواجد في تورونتو، بأن الفرنك مقابل الين الياباني سوف يرتفع . لقد أتمم صفقات ب 16 ألف فرنك مع الرفع من 50 إلى 1.
يقول أنه عندما كان يعاني من الأرق نظر إلى الجدول الزمني لهذه العملات على الأي فون الخاص به واعتقد أن الفرنك سوف يستمر في النمو. لقد زاد رصيد حسابه في ساعة واحدة من361 إلى 2703 دولارا. يقول سلون :
"صدقا، لقد كنت محظوظا فقط".
من الجيد أنه يعترف بأنه كان محظوظا. و لربما عندما يتم اتخاذ القرارات الاستثمارية بواسطة الرسوم البيانية على الأي فون فمن المنطقي أن نتحدث عن الحظ.
الاستثمارات والشجاعة
بغض النظر عن ما إذا كان قد حصل أحدهما على الربح أو تلقى الخسارة إنها كانت فكرة رهيبة. لقد قاما بالتجارة بالعملات باستنادات لافتخر بها ريتشارد فولد، المدير السابق ل Lehman Brothers. إنها طريقة غبية جدا للمخاطرة بالمال المكتسب بعرق الجبين . يقولون أن الاستنادات لا يمكنها أن تحول الاستثمار من كونه سيء إلى جيد ولكن العكس سيكون من السهل. لا يمكن لأي نتيجة أن تبرر مثل هذا التهور.
بعد تطور وضع الفرنك أصبح العديد من المستثمرين ينظرون حولهم محاولين معرفة من الذي فاز ومن الذي خسر. إذا كنت مستثمرا خاصا لن يكون ما إذا كنت قد كسبت من هذا النوع من المعاملات أو خسرت، ففي النهاية لن تكون خاسرا، لأن هذا النوع من النشاط يخلق العادات السيئة. ربما بدا الوضع كما لو كنت تستطيع أن تكسب المال بسرعة، بما أنك على الجانب الصحيح من هذا التغيير الحاد لسعر الصرف ولكنك في النهاية سوف تخسر حتى القميص الذي ترتديه. كما قال ذات مرة جيسي ليفرمور التاجر الشهير في وول ستريت :
"حتى إذا كان المال السهل حولك، فلن يقوم أحد بوضعه في جيبك غصبا عنك".
طبعا لا تحدث هذه القصص بشكل متكرر. ولكن يمكنك أن ترى في الكثير من الأحيان المستثمرين الذين يعتمدون على استثمارات اليانصيب في أمل الثراء السريع. يمكن ببساطة تجنب 90% من خسائر الاستثمار من خلال تجنب الأخطاء الغير مجبورة و من خلال عدم التمسك بالأفكار الاستثمارية الغير حكيمة. إذا تخلص التجار من الإجراءات الغير عقلانية لكانوا قللوا عدد الأخطاء ب 80%.
أتمنى لوأنه في كل مرة يقررمستثمر خاص بتجريب أي نوع من تداول العملات كهواية أن يكون هناك شخص يقول له "هل يجدر بك فعل ذلك؟".