تقرير إكسون موبيل

ستقدم الشركة تقريرا عن الأرباح قبل البدء في تداول العملات. فمن الواضح أن الانخفاض الحاد في أسعار النفط سيؤثر سلبيا على نتائج شركة "إكسون". يبقى أن نفهم ما مدى هذه السلبية و كيف يمكن استخدامها.

يشهد سوق النفط أوقاتا صعية.انخفضت أسعار النفط منذ يونيو من العام الماضي بنسبة 60% و هناك علامات تدل أنها قد وصلت إلى القاع.

لقد ساهم تعزيز الدولار مساهمة كبيرة في تراجع أسعار النفط. لم يؤد تأثيرعدم التوازن بين العرض والطلب في الماضي إلى مثل هذا الانهيار في الأسعار المدمر.

لقد انخفضت أسعار النفط في أواخرأكتوبر عندما أعلن النظام الاحتياطي الفيدرالي للولايات المتحدة عن الحد من التخفيف الكمي. وعدا ذلك أكد النظام الاحتياطي الفيدرالي رسميا بأنه سوف يستمر في رفع أسعار الفائدة مما أدى إلى انخفاض آخر في أسعار نفط WTI:

عدا ذلك، لقد أعلنت البنوك المركزية في أوروبا و اليابان أيضا عن بدئها في برامج التيسير الكمي. إن النقطة الإيجابية هنا هي ببساطة أنه يمكن لنواياهم أن تتغير فجأة نظرا للتطورات الجديدة.

نحن نشهد أقوى نمو لاحتياطيات النفط على مدى 30 عاما. قيل في دراسة حديثة لوكالة رويترز:

"وفقا لبيانات الحكومة وصل مخزون النفط في الولايات المتحدة في الأسبوع الماضي إلى أرقام قياسية وبذلك أظهر نموا في الأسبوع الثالث على التوالي. مخازن النفط ممتلئة على خلفية فائض النفط العالمي، في حين أن مخزون البنزين و نواتج التقطير قد تقلص".

بحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة لقد ارتفعت احتياطات النفط بنسبة 8.9 مليون برميل وهذا أكثر من النمو المتوقع وهو 4.1 مليون برميل. إن احتياطيات النفط في الولايات المتحدة الآن 406.7 مليون برميل وهو أعلى مستوى لها منذ أن بدأ حسابها في عام 1982. لماذا يحدث هذا ؟

في جميع أنحاء العالم، يقوم منتجو النفط والغاز بتحسين التكاليف وزيادة الإنتاج. لقد تسبب الانهيار المفاجئ في السعر في توقف العديد من المشاريع وهذا ما يؤكده الانخفاض الحاد في عدد الآبار النشطة. إلا أن عدد الآبار لا يعكس الصورة الكاملة. لم يتوقف تشغيل معدات الآبار النشطة، بل ينتقل من الحقول الغير مربحة إلى حقول أغنى. لذلك فإن إكسون موبيل تنفذ مشاريع مدتها الأصلية أكثر من 10 سنوات. سوف يستمر تنفيذها ما سيؤدي إلى تزويد السوق بكميات كبيرة من المواد الخام في السنوات التالية على الرغم من الانخفاض في أسعار النفط.

إن لدى إكسون موبيل وسادة للسلامة المالية.

أعلن ريكس تيليرسون، المدير العام لشركة إكسون موبيل، أن الشركة سوف تصمد أمام هبوط أسعار النفط إلى حد ال 40 دولارا للبرميل.

يركز المستثمرون على الحصول على الأرباح، هم قلقون حول النمو والمحافظة وحول حماية الأرباح، أي حول تواجد وسائد السلامة المالية لدى الشركة. وإكسون موبيل تلبي متطلباتهم.

أعلنت إكسون موبيل مؤخرا عن الأرباح الربع سنوية بقيمة0.69 دولار للسهم الواحد، ما يتوافق مع مستوى توزيعات الأرباح السابقة . من المتوقع أن العائد سوف يكون مساويا ل 3.11%. سيعقد دفع الأرباح في 10 مارس عام 2015 وسوف يحصل عليها المستثمرون الذين يملكون أسهما في 10 فبراير 2015. تاريخ تسليم الأرباح السابق هو في 6 فبراير عام 2015.

يمكن لإكسون موبيل أن تفتخر بتاريخها في زيادة توزيعات الأرباح. قامت الشركة على مدى الأربع سنوات الماضية، بزيادة الأرباح بنسبة 100%:

تؤكد الشركة التزامها حول إعادة رأس المال إلى المساهمين. لم يزيد الربح بقيمة0.69 دولار للسهم الواحد، مقارنة مع الربع السنوي السابق وهذا هو الخبر السار في الظروف الحالية .

سوف يتسبب الانخفاض في أسعار المواد الخام في القضاء على أضعف اللاعبين. سوف يؤدي مثل هذا الانهيار المفاجئ إلى مذبحة في هذه الصناعة. سوف يغادر اللاعبون الطرفيون ميدان المعركة، نظرا لأن الانخفاض في قيمة احتياطاتهم من المواد الخام سوف يقلل من فرص تمويل المشاريع الجديدة. سيعني الانخفاض أيضا في التدفقات النقدية التشغيلية نهاية العديد من الشركات.

في نفس الوقت، سوف ينقض اللاعبون الكبار على أصول اللاعبين المفلسين وسيمكنهم الحصول عليها مقابل أجر ضئيل. يعاني النفط مثل العديد من السلع المالية الأخرى من التقلبات الدورية. ويظهر التاريخ أن مثل هذا السيناريو قد تكرر مرات لا تحصى. الشركات بموقف مالي قوي بما فيه الكفاية مثل إكسون موبيل، سوف تصمد أمام العاصفة وستبدأ بشراء الأصول بمبالغ ضئيلة. و لكن هذا يعني أنه في الوقت الحالي، هناك فجوة كبيرة بين أسعار النفط وسعر أسهم إكسون.

على مدى الأشهر الستة الماضية انخفضت أسهم إكسون بنسبة 11% وفي نفس الوقت، انخفضت أسعار النفط بنسبة 60%.

إن إكسون هي العملاقة النفطية بمجموعة كاملة من العمليات. إذا كان هناك شركة طاقة، التي ينبغي أن تستثمر مالك فيها، فهذه الشركة هي إكسون موبيل. ولكن دعونا ننتظر نشر التقرير يوم الاثنين القادم.

إذا قمنا بدراسة متمعنة لتاريخ الأسعار في ستة أشهر أخيرة ، سنلاحظ أن سوق الأسهم التصاعدية و الهبوطية قد تولت مناصبها.

إن سعر السهم على وشك أن يتحرك بقوة، إما للأعلى أو للأسفل. ويبين الرسم البياني أن الهبوط و الصعود قد رسما خطا في الرمال قبل بدء المعركة. الأرجح أن العامل الحاسم في نتيجة هذه المواجهة سوف تكون نتائج تقرير شركة إكسون موبيل.

هكذا ستقدم إكسون موبيل تقريرا عن الأرباح قبل بدء التداول. كانت الشركة قد أعلنت عن توزيع أرباحا بقيمة0.69 دولار للسهم الواحد، يعني أن العائد هو 3.11% سنويا. على الرغم من هذا، يركز المستثمرون على النمو في أرباح الأسهم و على الأرجح لن يبيعوا الأسهم على الأقل قبل الأرباح السابقة .

لا يجدر توقع حدوث انتعاش في أسعار النفط في المستقبل المنظور. تشير أكثر السيناريوهات تفاؤلا إلى بداية ارتفاع الأسعار بعد ستة أشهر فقط. ويصف أسوأ سيناريو أن الأسعار ستنخفض مجددا ب 50% قبل حدوث الاستقرار. إن إكسون موبيل هي أفضل شركة من بين جيرانها ولكن هذا لا يعني أنه لا يمكن أن تنخفض أسعارها أكثر.

قريبا ستكون قادرا على أن تستثمر في السهم بسعر أقل، ما سيعطيك عائدا أكبر في المستقبل.