ننشر ترجمة لمقتطفات من كتاب سيصدر قريبا من قبل بريان لوند «المبدأ الرئيسي للتداول الناجح (وبعض مبادئ آخرى) » (The Most Important Concept for Successful Trading — And a Few Others)، الذي نشر في بلوقه.
يكمن جسد صديق طفولتي إريك فيليبس بلا حراك في مستشفى الحي . توفي للتو. مرتين.
كان إريك يعاني من إدمان الهيروين لمدة عامين. حوله هذا الإدمان من أول طالب في الصف إلى مدمن مجنون يخترق المرآب لسرقة شيء يمكن أن يستبدله مقابل جرعة. وهنا انتهى طريقه تحت الأضوية في وحدة العناية المركزة، في دائرة الأطباء العاديين مجهولي الهوية الذين حاولوا منحه فرصة أخرى.
وأثارت قصته جدلا ساخنا بين أولئك الذين كانوا يعرفونه ويحبونه: من يجب أن يتحمل مسؤولية موت التاجر أم المدمن؟ وبلغة المال: سمسار الرهن العقاري أم المقترض؟ المتخصص المالي أم عميله؟
من المعروف أن التاجر المالي يبيع باستمرار شيئا من شأنه أن يضر عميله (كما يتضح في واحد من أفضل الكتب الذي كتب عن هذا الموضوع، «وراء كواليس وول ستريت» (Backstage Wall Street) وكاتبه جوش براون. ولكن ماذا عن العملاء؟ هل هم حقا لا علاقة لهم بهذه الرقصة الشيطانية؟ وفي أي مرحلة من مراحل القضية تبدأ المسؤولية الشخصية بالتدخل؟
سألت نفسي هذا السؤال بعد أن أمضيت عطلة نهاية الأسبوع في مؤتمر San Francisco Money Show، حيث تحدثت مع مئات العملاء الممولين. جسدت خلال بضع ساعات في الحياة الحقيقية ما أحاول القيام به في بلوقي: إعطاء الناس الفرصة لفهم أفضل للأسواق ووجهات النظر البديلة.
سنحت لي الفرصة للتحدث مع المستثمرين و التجار الأذكياء والمفكرين. لسوء الحظ معظم هؤلاء الذين تحدثت إليهم، ليسوا مثلهم. إنهم يفضلون طريق الجهل النشط على الأسواق المالية.
يمكن تقسيمهم إلى خمس فئات. إذا كنت تنتمي إلى واحد من هذه الأنواع،فإنك في رأيي، تستحق أن تخسر كل ما تملكه من المال.
1. « الذهب يحل جميع المشاكل»
يطلق على هؤلاء الناس إسم حشرة الذهب، ولكن ينبغي أن يسموا بلهاء الذهبي. في السنوات القليلة الماضية كانت هناك مناسبات عندما بدا أنهم يفكرون بعقلانية، ولكن لا تنسوا أن معظمهم يتبع هذه الخطة منذ عام 1980.
- أنا لا أثق في السوق، لذلك أشتري الذهب.
- أنا لا أثق بالممولين، لذلك أشتري الذهب.
- أنا لا أثق بالحكومة، لذلك أشتري الذهب.
- أعتقد أن زوجتي تخونني، لذلك سأشتري الذهب.
- لدي مشاكل مع الرجولية، لذلك سأشتري الذهب.
لديهم إجابة واحدة على كل شيء: «الذهب! »
بسبب عدم ثقتهم في الأسواق يزيد قصر نظرهم بأضعاف مضاعفة. إنهم يدفعون الضرائب والعمولات الضخمة على المعاملات، و يتعرضون لخطرالسرقة، لأنهم يكتزنون الثروة المادية بدلا من اكتساب الأصول الأخرى الأكثر ملاءمة، والتي بفضلها ستفرج على الرفوف مساحة للمونة المنزلية ولحم الأيائل المجفف.
2. «التحليل الفني هو سحر»
دعونا نجري مسابقة صغيرة على نمط البرنامج التلفزيوني الأمريكي Jeopardy.
تلميح: يمكن أن نجد هذا الشيء على الأواني الفخارية. كثيرا ما نجده على الدونت. يمكنك أن تراه في نظرة معظم الناس عند ذكر التحليل الفني.
الجواب: ما هو التألق؟
رأيت مثل هذا التألق عندما ذكرت مفاهيم التداول الغريبة الجنونية مثل المتوسط المتحرك البسيط ومستوى الدعم والمقاومة. بالنسبة لمعظم مشاركي Money Show كانوا قد نظروا بنفس الطريقة حتى لو قلت أن سكان المريخ قد أتوا إلى الأرض.
يخيفني أن الكثير من الناس النشطين في السوق قد لايلقون حتى نظرة واحدة على الرسم البياني للأداة التي يشترونها، ناهيك عن حقيقة محاولة استخدام بعض الأساليب الأساسية للتحليل الفني.
وألاحظ في الهامش أنه عندما كنت ذاهبا إلى غرفتي في أسفل المدخل سمعت متخصصا في التحليل الفني مشهورا جدا في السوق يبيع مؤشر خاص سمي تكريما له ويقول لزوجته:
«أوباما هدم هذا البلد. يجب قتله! »
بغض النظر عن أي جانب من السياج كنت في السياسة فإن هذا ربما أحد أغبى التصريحات التي سمعتها. من المؤسف أنني لم أكمل قائمته لأولئك الذين يجب قتلهم، ولم أقل بشكل عابر:
«تماما مثل أولئك الذين ينشرون الصناديق السوداء، التي ينبغي أن تكون بمثابة مؤشرات الغرور ولم يكسبوا شيئاً خلال عشر سنوات».
3. «هناك شخص ما يدير النظام برمته»
يتم التحكم بالسوق بواسطة البوتات الحسابية. والتجار عاليي التردد يتحكمون بالسوق. الأسواق، والنظام الاحتياطي االفدرالي يتحكمون بالسوق. المتنورين يتحكمون بالسوق. جاستين بيبر يتحكم بالسوق(الكندية على الأقل).
صدق هؤلاء الناس نظريات المؤامرة المجنونة التي تزعم أن الأسواق تدار من قبل شخص ما، ولكن هم ليسوا على إستعداد لترك النظام.
إنهم يستخدمون نظريتهم بمثابة عذر للفشل في الأسواق بدلامن تعلم التلاعب المفترض واستخدامه لكسب المال.
4. «أنا أعرف كل شيء»
أود أن أعترف أنه أثناء التعامل مع هؤلاء الناس ينفد صبري بسرعة بشكل خاص. إنهم لا يريدون أن يعرفوا أي شيء جديد عن الأسواق. إنهم يعتقدون أنهم يعرفون كل ما يحتاجونه.
وذات مرة تحدثت معي إمرأة خلال نصف ساعة ( أو بالأحرى تجادلت معي) عن كيفية قيامها بالتداول. وقالت إنها تعرف كل ما يجب معرفته. يمكن أن أتصور شيئا واحدا فقط وهو أنها وصلت إلى الكمال في التداول، وجاءت إلى المؤتمر فقط لإبلاغ الجميع عن ذلك.
عندما ذكرت أفكارا مثل مطابقة حجم الموقف مع معلمات الخطر،كانت إما على دراية بها ورفضتها، أو لم تكن على دراية بها ورفضتها.
في مرحلة ما انزعجت من ذلك وسألتها ماذا تفكر حول رولو توماسي وكتابه حول كيفية تطوير خطة التداول التي من شأنها أن توفر الربح باستمرار. فأجابت:
«أعتقد أن أفكاره لا تعمل».
(ملاحظة المحرر: Rolo Tomassi - فرقة بريطانية تعف الميتالكور).
5. «الشبكات الاجتماعية أمر مخيف»
في بلوقي يمكنك العثور على مواد لا تعد ولا تحصى مكرسة لمدى قوة أداة الشبكات الاجتماعية في مجال التجارة والاستثمار. ربما لا تناسب الجميع، ولكنني سأعتبر الشخص الذي لا يحاول حتى التعرف على الفوائد التي تقدمها جاهلاً ببساطة .
عندما اقترحت على صديقي الاشتراك في StockTwits، واحد من أكبر المجتمعات المحلية على الإنترنت للمستثمرين، كان أول شيء سألني إياه: «كم أجرة الاشتراك؟».
أوضحت له أنه مجاني. عليك ببساطة الاشتراك لقراءة مواد العديد من التجار الكبار واستخدام أفكارهم لصالحك.
- أوه نعم؟ ولكن كم أجرة الاشتراك؟
أوضحت له مرة أخرى أنه مجاني، ولكن وجهه كان يعبر عن الشكوك. في النهاية اقترحت عليه قراءة قسم "المفضلة" في بلوقي، حيث أكتب عن أسواق بطريقة تختلف عن الطريقة المعتمدة
- آه! فهمت! كم تكسب من البلوق الخاص بك؟ - وصفق بيديه، كما لو رأى أخيرا نيتي السرية.
- لا شيء على الإطلاق .
- ولكن لماذا تفعل هذا؟
"لأنني غبي" - فكرت بنفسي.
أقضي الكثير من الوقت في مجتمع التجار والمستثمرين وغالبا ما أنسى أنه مهما كان حجمه، فإنه لا يزال جزءا ضئيلا من الجمهور العام.
جزء كبير من هذا الجمهور إما يقومون بدفن رؤوسهم في الرمال أو قد قرروا أن التعليم المالي يحررهم من الحاجة إلى تطوير تفكيرهم. ليس من المستغرب أنهم مثل ماشية الذبح في صناعة الخدمات المالية.
ولكن لم يفت الأوان بعد للتعلم. الشيء الأكثر متعة في هذا المؤتمر كان التحدث مع الناس الذين يبلغون سن والدي و الذين كانوا الأكثر دراية وتعلما حول الأسواق من بين جميع أصدقائي.
أما بالنسبة لإريك فلم ينتهي كل شيء. لقد نجح الأطباء في جهودهم. قدموا لإريك إمكانية أخرى. ونتيجة لذلك، أسس حياته وانتقل إلى فرنسا، حيث يعيش حتى هذه اللحظة مع زوجة جميلة وطفلين رائعين.