كيف تنمو أسهم سوني

بعد الانهيار الذي وقع في شهر ديسمبر عقب هجوم قراصنة الكمبيوتر زادت أسهم Sony في سعرها أكثر من 40%.

تسير أمور Sony ‎(NYSE: Sony Corp Ord [SNE])‎ على أحسن وجه رغم الهجوم الإلكتروني سيء الشهرة الذي وقع في العام الماضي. يبدو أن قراصنة كوريا الشمالية عاجزين عن منافسة PlayStation 4 و iPhone و" أبينوميكس".

وقتذاك في شهر ديسمبر لم يكن الحديث يدور إلا عن تسرب الرسائل الإلكترونية وتهديد دور السينما المتعلقة بمشاريع Sony على "المقابلة" ذلك الفيلم الموضعي الساخر عن خطة اغتيال الزعيم الكوري الشمالي كيم تشين إر.

ولكن منذ شهر فبراير أخبرت Sony المستثمرين أن المصاريف في الربع الأخير من السنة المتعلقة بهجوم القراصنة قد بلغت 15 مليون دولارفقط . يوم الثلاثاء السابع عشر من شهر مارس نشرت الشركة رسمياً تقريراً على ربع العام. في نفس اليوم ارتفع سعر الأسهم بنسبة 4%، أما يوم الأربعاء فبنسبة 5% إضافية.

زاد الحجم العام للمبيعات بالمقارنة مع العام الماضي بنسبة 6.5%. كانت أهم نقطة الضعف الوحيدة لدى الشركة هي قسم Pictures الذي يضم استوديوهات السينما والتلفزيون Sony، فقد انخفضت إيراداته بنسبة 8%.

يعود فضل الإيرادات العالية إلى PS4 و iPhone 6 لذا من الخطأ إعارة الاهتمام الزائد عن اللزوم لأعمال السينما، فقسمي Sony الأكبر من غيرهما يفلحان في ذلك بشكل أفضل بكثير.

أخبر القسم الذي يعمل في صناعة الألعاب عن قفزة المبيعات بنسبة 17% في الربع الأخير، وهذا يتعلق كثيراً بنجاح وحدة التحكم بالألعاب PlayStation 4. وأخيراً توجد لدى الشركة أعمال في مجال تطوير العناصر، وكما يقولون أظهرت هذه الأعمال زيادة الإيرادات بنسبة 40%. ما هو السبب؟ ينتمي إلى هنا إنتاج جهاز استشعار الصورة أي الشرائح التي يشترونها منتجو الأجهزة النقالة.

من بين العملاء الرئيسيين في هذه السوق Apple ‎(NASDAQ: Apple [AAPL])‎ التي تستخدم أجهزة استشعار الصورة Sony في آلات تصوير iPhone 6. إذا كنت اليوم حلقة في سلسلة توريدات Apple فإنه عمل مربح جداً.

ومن المحتمل أن أمور Sony في هوليود ستسير قريباً أفضل بكثير، وذلك لأن "المقابلة" قد حاز بنجاح مالي استثنائي.

في بادئ الأمر وافقت الشركة على إلغاء تأجير الفيلم مع سيت روغين وجيمس فرانك، فقد صرح مالكو أكبر أدوار السينما أنهم يخافون على أمنهم فلن يعرضوا ذلك الفيلم. ومع ذلك في آخر الأمر أنتجت Sony الفيلم بالتنسيق الرقمي وعرضته في عدد محدود من أدوار السينما.

في نهاية شهر يناير صرحت Sony أنه بفضل الفيلم تم الحصول على أكثر من 40 مليون دولار عبر "تحميل حسب الطلب" والبث المتدفق في الإنترنت. عدا ذلك حصل الفيلم في التأجير على 6 مليون دولار.

كما أن الصفقة الأخيرة التي سُمح بموجبها لشركة Marvel التابعة لـ Disney استخدام في أفلامها صورة الرجل العنكبوت أيضاً قد تأتي لـ Sonyأرباحاً لا بأس بها وذلك لأن الشركة تفكر بإعادة تشغيل الامتياز (لأسباب معقدة، إن الحق على صورة بيتر باركر و"أنا الأخرى" التابعة له ما زالت بحوزة Sony)‎.

عدا ذلك يبدو أن Sony بمقدورها أن تحصل على أرباح جيدة بفضل الحقوق على البث الرقمي Seinfeld. حسب المعطيات الأخيرة يجري الإستوديو الآن المحادثات حول بيع الحقوق على المسلسل التلفزيوني المشهور. من الجائز أن قيمة الصفقة ستبلغ 500 ألف دولار على كل لقطة، وإجمالاً أكثر من 100 مليون دولار. تقول الشائعات أن المزادات ستشارك فيها Amazon ‎(NASDAQ: Amazon.com [AMZN])‎ و Yahoo ‎(NASDAQ: Yahoo! [YHOO])‎ و Fox ‎(NASDAQ: FOXF)‎و Comcast ‎(NASDAQ: Comcast Corporation [CMCSA])‎و Huluموقع تدفق الفيديو التابع لديزني ‎(NYSE: Walt Disney Company [DIS])‎ ولو أنه في الحقيقة إن Netflix ‎(NASDAQ: Netflix [NFLX])‎ تمتنع عن المشاركة في الصفقة.

جزئياً يعود فضل انتعاش أسعار أسهم Sony إلى رئيس وزراء اليابان سيندزو آبه، وذلك لأن سياسته الاقتصادية التي نالت تسمية " أبينوميكس" أدت إلى ارتفاع ملحوظ لقيمة الأسهم اليابانية. زاد مؤشر Nikkei في هذا العام بنسبة 12%. إلى جانب ذلك انخفضت قيمة الين وهذا ما سهل على المصدرين اليابانيين أمثال Sony على الحصول على أرباح أكثر خارج البلاد.

كما ويفعل المصرف المركزي الياباني كل ما بوسعه لدعم الاقتصاد بواسطة برنامج شراء السندات وهو برنامج مماثل للتيسير الكمي الذي طبقه النظام الاحتياطي الفدرالي قبل نهاية العام الماضي والذي يطبقه المصرف المركزي الأوروبي الآن.

لذا فما دام الين يخسر مواقفه أمام الدولار ستبقى سرعة انتعاش Sony بعد هجوم القراصنة حتماً دون تغير. ربما يجوز حتى أن نفكر عن تتمة فيلم "المقابلة"؟