روى مارك هيبن، المدون ومطور iOS، عن المؤشرات التي يمكن توقعها من شركة Tesla في السنتين القادمتين.
من المستبعد أن يؤثر خبر تحطيم شركة Tesla (NASDAQ: Tesla Motors [TSLA]) للرقم القياسي لعدد السيارات المسلَّمة خلال الربع الأول والبالغ 10030 وحدة على موقف الدببة، إذ أن طرحهم المفضل يبقى أن الشركة بالغت في تقدير الطلب على المركبات الكهربائية، وذلك هو سبب انخفاض حجم الإنتاج في سنة 2014. أعتقد أن الطلب على سيارات Tesla ذات المحركين في سنة 2015 من شأنه تبديد جميع المخاوف من هذا النوع.
البقعة العمياء
الميزة الأساسية لسيارة Tesla Model S هي تجربة مستخدم مختلفة تماماً، أكثر متعةً بكثير من قيادة سيارة تقليدية ذات محرك احتراق داخلي. القصة ليست فقط في غياب الضجيج والاهتزاز والعوادم الضارة: تقوم Tesla ببناء واجهة مستخدم جديدة بالكامل.
لم تتغير واجهة المستخدم في السيارة، والتي تتألف من المقود والمقابض والدواسات، خلال قرن كامل. تبدو أدوات قيادة Model S شبيهة بأدوات باقي السيارات مراعاةً للتقاليد، لكنها جاهزة لطفرة تطورية هي السائق الآلي.
السائق الآلي طريقة مختلفة تماماً لقيادة وسيلة نقل. بدل تحريك مقابض ميكانيكية سيتحكم سائق Tesla بوسيلة النقل كما نتحكم بالهواتف الذكية: بالإيماءات، وفي النهاية بالأوامر الصوتية.
ولكن، ألا يقوم المنتجون الآخرون بتطوير سيارات آلية؟ بلى، إلا أنني أعتقد أن Tesla ستكون في الطليعة. يعود هذا جزئياً إلى كون سياراتها سيارات كهربائية، وجزئياً إلى أن هذه السيارة قد تم تصميمها من الصفر، وباتت تشبه هاتفاً ذكياً من حيث التحديث الدوري لبرمجياتها.
إن الشعور أثناء قيادة Model S يختلف عنه أثناء استخدام أي سيارة من نفس الفئة لدرجة تجعلني أعتقد أن المتشائمين قد تشكلت لديهم بقعة عمياء. أتذكر الانطباعات عن الجيل الأول من iPhone من صناعة أبل (NASDAQ: Apple [AAPL]). اعتقد الكثير من المراقبين في سنة 2007 أن غياب لوحة المفاتيح المادية سيؤدي إلى فشل هذا الابتكار، فقد جعل ذلك الجهاز في أعينهم مجرد لعبة مخصصة لجمهور ضيق. كانوا يتصورون أن ما سيحدث هو موجة من الحماس من معجبي أبل الطائشين، ثم يتضاءل الطلب تدريجياً.
لسبب ما، فاتتهم بالكامل الحداثة المبدئية في واجهة المستخدم وتفوقها على جميع المنافسين. مثل هذه البقع العمياء يمكن أن تبقى سنوات طويلة. بعد ثلاث سنوات من ظهور iPhone قامت مايكروسوفت (NASDAQ: Microsoft Corporation [MSFT]) بتطوير وطرح هواتف جوالة Kin مع لوحة مفاتيح QWERTY. وبعد سنة تبين أن Kin موديل فاشل.
مثل هذه البقعة العمياء موجودة في عقل من يراهنون على انخفاض أسهم Tesla، وهذا الأمر ليس غريباً، فقد نشأنا جميعنا جنباً إلى جنب مع السيارات، فاعتدنا على الضجيج والاهتزاز وتلويث البيئة. نحن مستعدون لدفع مبالغ ملموسة كي لا ننعزل عن كل هذا، إذا حصلنا بالمقابل على أداء «سيارة فائقة».
وتسمح Model S ذات المحركين (الإصدار P85D) بالحصول على هدوء سيارة سيدان فخمة بالإضافة إلى قوة سيارة رياضية غالية.
عرض جيد
يمكن أن نفهم الناس الذين لا يأخذون في الحسبان تجربة السائق، لأنها، مهما كان، أمر شخصاني، فهناك من يحب حتى الآن هاتف BlackBerry ذا لوحة المفاتيح. وأنا متأكد أن الكثيرين سيبقون يفضلون قيادة سيارات ذات محرك V8 التي تستهلك الوقود بشراهة حتى بعد أن تملأ السيارات الكهربائية الطرقات.
الأحاسيس أمر غير دقيق إذ يصعب تقديرها كمياً. إذن، لننظر إلى المشكلة من جانبها الآخر: إن Model S ذات المحركين (وأختها Model X المزمع طرحها في هذه السنة) هي عرض سعر لا يضاهى، إذ لا يوجد لها منافس بين السيارات الهجينة ولا السيارات ذات محرك الاحتراق الداخلي يعطي مواصفات مشابهة ضمن شريحة الأسعار نفسها.
تقارب ديناميكا التسارع في P85D تلك في McLaren570S التي يبدأ سعرها من 185 ألف دولار أو تتفوق عليها. طبعاً، السرعة القصوى في McLaren أعلى (330 كم/سا مقابل 250 كم/سا عند P85D)، ولكن Model S سيدان بخمسة مقاعد وصندوق كبير الحجم. والأهم من ذلك أن محركي Model S ربما يجعلانها أفضل سيارة دفع رباعي. تستطيع السيارة التحكم بعزم دوران العجلات الأربعة بدقة إلكترونية لا يضاهيها أي نظام ميكانيكي.
يبلغ سعر السيارة المجهزة بأغلب الخيارات الممكنة، بما فيه Autopilot، 120 ألف دولار، وهو سعر منخفض مقارنةً بأي سيارة ذات مواصفات سرعة مماثلة. إن Model S P85D هي سيارة رياضية متعددة الأغراض فريدة يتفوق بسهولة على Porsche Cayenne Turbo.
عوامل النمو
كان إنتاج Model S ذات المحركين محدوداً جداً في الغالب ليؤثر على نتائج الربع الأول، ولكن من المشوق أن نرى إن كان التأثير موجوداً. أعتقد أن هذا التأثير سيتزايد في المستقبل، وستبقى نسبة مبيعات Model S ذات المحركين في ارتفاع. في نهاية الربع الثالث أو بداية الربع الرابع ستحصل المبيعات على دافع جديد مع طرح Model X.
وبما أن سيارات Tesla ذات المحركين عرض ممتاز، أتوقع أن الطلب عليها خلال السنة 2015 سيكون أكبر من العرض. يشكك المشككون في قدرة Tesla على تسليم 55 ألف سيارة خلال السنة الجارية. أرى أن الشركة ستبيع كل السيارات المنتجة، وبذا يكمن السؤال فيما إذا تستطيع Tesla إنتاج ما يكفي من السيارات ذات المحركين لإشباع الطلب. أتوقع أن بنهاية سنة 2015 ستشكل هذه السيارات تحديداً الجزء الأكبر من مبيعات الشركة.
من شأن هذين الموديلين الجديدين المساهمة في زيادة الربحية، وهذا تحفظي الوحيد حول Tesla بصفتها هدفاً للاستثمارات. في كل الأحوال، الموديل تقديره أقل من سعره. تستطيع سيارات Tesla ذات المحركين ضمان زيادة هامش الربح الإجمالي، ويمكن أن نتوقع متابعة زيادة هامش الربح الإجمالي مع توسع مكانة هذين الموديلين في مبيعات الشركة ومتوسط سعر المبيع. كما أن هذا يعني استمرار زيادة ربحية الشركة.
وباعتبار واجهة المستخدم الممتازة وإمكانيات المحرك المزدوج، لا أظن أن Tesla ستتكبد أي خسائر؛ ولكن الخسائر في التقارير المالية أمر آخر. تبهرني رؤية إيلون مسك وخططه حول مستقبل السيارات الكهربائية، لكني أخشى أن هذا المستقبل مهدد لو استمرت Tesla في تكبد الخسائر.
أعتقد أن Tesla تنعم بحرية أسعار كافية، إلى أن الموديلين S وX بمحركين يسمحان للشركة بزيادة الربح دون رفع الأسعار إلى مستوى السيارات الفائقة. ولكني لست متفائلاً فيما يخص أرباح سنة 2015، فالنفقات المرتبطة بمعمل Gigafactory، فضلاً عن بداية إنتاج Model X، يعني على الأغلب أن تكاليف التشغيل في هذه السنة ستكون أكبر من عائدات مبيعات السيارة الجديدة.
لا تزال Tesla منتج سيارات حديث العهد وقليل الخبرة، ويشير المشككون إلى التأخر في مواعيد الإنتاج. يبدو أن تنظيم إنتاج Model X يعاني من بعض المشاكل، إلا أن هذا متوقع. من المنطقي توقع الربحية في سنة 2016 عندما يصل إنتاج الموديلين S وX إلى الطاقة الإنتاجية الكاملة، ولا سيما إذا غير مسك موقفه وقرر تحديد أسعار أقرب إلى ما يمكن أن يتحمله السوق.