سوف تقضي التقلبات في سوق السلع على قطاع النفط والغاز الصيني.
كما يقولون السيف يقطع بحده المرء يسعى بجده. لكن يبدو أن شركات النفط الصينية لم تسعى بما فيه الكفاية.
تسعى PetroChina (NYSE: PTR) وهي أكبر شركة نفط وغاز المملوكة من قبل الدولة في الصين لدخول السوق الكندية مع الصخر الزيتي، وتبادل الأصول مع لاعبين بارزين آخرين. عانى المنافسون المباشرون لـPetroChina وهم China Petroleum & Chemical (NYSE: SNP) أي Sinopec و CNOOC (NYSE: CEO) بالفعل خسائر مالية كبيرة بسبب انخفاض أسعار النفط. اضطرت CNOOC شطب 842 مليونا دولار من الخسائر في أصولها في أمريكا الشمالية وبحر الشمال.
التدفق السريع للاستثمارات
الشريك التجاري الرئيسي في قطاع الوقود والطاقة لكندا هي الصين. على مدى السنوات الست الماضية، استثمرت الصين في محطات الطاقة الكندية عشرات المليارات من الدولارات و كانت قد استثمرت أكثر من ذلك لو لم تفرض كندا في عام 2012 قيودا على الاستثمار الأجنبي. في عام 2014 لم يكن هناك تقريباً أي استثمارات صينية في الأصول الكندية.
في فترة النمو السريع لقطاع الوقود والطاقة، كانت الصين غالبا ما تدفع بسخاء لمشاركتها في مشاريع التطوير الكندية طويلة المدى والمكلفة.
في عام 2013، اشترت CNOOC شركة Nexen مقابل 15.1 مليار دولار (والتي تتطابق مع تقييم أصول الشركة ب 17 دولارا للبرميل من احتياطيات النفط)، وقبل سنة تم شراء OPTI Canada بمبلغ 2.1 مليار دولار أمريكي، أو 11 دولارا لبرميل احتياطيات النفط. وخلال العام الماضي، انخفضت أسعار النفط بمقدار النصف، وربما ستضطر CNOOC لشطب نحو ثلث استثماراتها (5 مليار دولار). وبالإضافة إلى ذلك حصلت CNOOC على حصة 7٪ في Syncrude وحصة 12 في المئة في MEG Energy الشركة التي تعمل على تطوير ودائع أثاباسكا في ولاية ألبرتا في جنوب كندا التي تنتج النفط الحجري.
اشترت Sinopec حصة 9٪ في Syncrude مقابل 4.6 مليار دولار و يعتقد عدد من المحللين أن الشركة الصينية دفعت زيادة قدرها مليار دولار، وبالتالي قدروا Syncrude بـ23 دولارا للبرميل. وقد دفعت China National Petroleum أكثر من 5 مليارات دولار للمشاركة في مشروع مشترك مع شركة Encana، والتي تطور حقول الغاز البحرية الكندية.
وكانت الخطة الأصلية في العام الماضي تتشكل في شراء PetroChina (مقابل 1.3 مليار دولار) من Athabasca Oil مشروعها النفط Dover، الذي يطور ودائع القطران. كان الدفع منصوص عليه بالتقسيط على عدة سنوات.
مؤخرا أفيد بأن أثاباسكا جلبت لصاحبها خلال السنة المالية 129 مليون من الخسائر. تم إلغاء مشروع إنهاء تطوير مجموعة من ودائع دوفرني الكندية. في عام 2012، إشترت شركة PetroChina من Encana حصة 50 في المئة في هذا المشروع مقابل 2.2 مليار دولار.
ودائع القطران في ألبرتا سببت «حمى النفط»، والتي يمكن أن تنتهي عند انخفاض الأسعار
معدل الطاقة
وعلى الرغم من التقلبات الحادة في أسواق السلع الأساسية، كانت أكبر شركات النفط في الصين تسعى باستمرار إلى تكديس احتياطيات الوقود الهيدروكربوني لتلبية التزايد المستمر(كما بدا) لاحتياجات الاقتصاد في الحصول على الطاقة.
خلال عام 2010 بلغت حصة شركات النفط والغاز الصينية حوالي 20٪ من عمليات الاندماج في القطاع كما خططت PetroChina وSinopec في ذلك العام الاستثمار في مجال الاستكشاف والتعدين في كمية لا تقل عن 36 مليار دولار. أعلنت CNOOC أن الاستثمار سيكون أكثر من 10 مليارات دولار مستثمرة في الأصول الثابتة للعام السابق.
قبل خمس سنوات، كانت الصورة مختلفة. قطعت PetroChina الاستثمارات بنسبة 9٪ (من 47 مليار إلى 43 مليار دولار، وثلاثة أرباع هذا المبلغ هو لاستنساخ الأصول الثابتة).اختصرت Sinopec الاستثمارات بنسبة 12٪ أقل من العام السابق (إلى 22 مليار دولار)، وفي فبراير أعلنت CNOOC عن خطتها لخفض النفقات الرأسمالية في عام 2015 إلى 26-35٪ و الشركة لم تخفض الاستثمار لمدة خمس سنوات حتى الآن. أعلنت China National Petroleum عن «الالتزام الثوري» لخفض التكاليف.
الخروج من المأزق الذي سيقلل خسائر إضافية كبرى برأي الشركات النفطية الصينية يتشكل في تغيير شروط العقود مع الجانب الكندي.
اخرجوا جميعاً!
وقال ممثلون من شركة PetroChina أن الشركة ترغب في المشاركة في تبادل الأصول مع شركات النفط العملاقة الرائدة في العالم لأنه مع أسعار النفط الحالية يصعب العثورعلى مشتر لحقول نفط البيتومين الكندي.
العملاق الصيني الآخر في مجال النفط والغاز، CNOOC بالإضافة إلى شطب أصول بمليارات الدولارات، يطرد 400 موظف (13٪ من القوى العاملة في العالم)، منهم 340 من الاستقالات تقع على فروع أمريكا الشمالية، وسيتم إغلاق القسم التجاري النفطي من Nexen و100 شخص آخر سيفقدون عملهم.
وحكومة جمهورية الصين الشعبية حتى تدرس إمكانية دمج شركات النفط المملوكة للدولة لزيادة كفاءتها وقدرتها التنافسية. كانت هناك أفكار لاتحاد China National Petroleum مع Sinopec أو CNOOC مع Sinochem Group.
إن تطوير حقول النفط الحجري مكلف: السعر الذي يعادل نفقات الإنتاج يبلغ حوالي 100 دولار للبرميل، والأسعار في السوق العالمية حاليا أقل بالنصف تقريبا. يمكن للمشاريع القائمة أن تكون مربحة حتى مع سعر النفط الحالي، وحتى أقل من الحالي، كما تكتب صحيفة Financial Post مع الإشارة إلى Citibank، إن سعر التعادل لدى بعض مشاريع التعدين يمكن أن يكون 28 دولارا للبرميل في حين أن ودائع كبيرة جديدة يمكن أن تكون مربحة بسعر 70-90 دولارا للبرميل إن لم يكن أكثر.
الصين تستهلك كمية كبيرة من الطاقة. في ميزان الطاقة للبلاد يحظى النفط على حصة 20٪، وبالتالي فإن الحكومة تعطيها قيمة. وهذا ما يفسر لماذا أدخلت كندا قيودا صارمة على المشاركة الأجنبية في صناعة الطاقة. إن زيادة قدرة خطوط الأنابيب لإمداد النفط الحجري الغربي إلى الصين بقيت خطة مرسومة على الورق.
قد يبدو أن عمالقة النفط الصينية منزعجون لرؤية خسارة رهاناتهم. ولكن الصين تحتاج إلى الطاقة ويمكن للشركات المملوكة للدولة أن تتحول إلى المكسيك أو فنزويلا بنفس السعر. إذا ارتفعت أسعار النفط سوف تستفيد الشركات الصينية في المدى القصير. ولكن السوق تتوقع أن في المستقبل المنظور سعر النفط سوف يظل عند المستوى الحالي وهو ما يعني أنه في حال أي زيادة في نفقات التشغيل لشركات النفط الصينية لن يبدو تقييمها السوقي المنخفض جذاباً للغاية.