من يدفع العوائد الأعلى
pio3/Shutterstock.com
الصفحة الرئيسية مال, أبل

ما الذي يجب أن تنتبه إليه عندما تختار شركة تكنولوجية. ‪‫ تحظى شركة Apple‬‬ ‬في الفترة الأخيرة باهتمام متزايد من قبل وسائل الإعلام. لكن الاهتمام الأكبر موجه إلى بيانات مبيعات الأيفون السادس ومستقبل أبل واتش التي ظهرت مؤخرا في الأسواق. الأخبار عن العائدات لا تحظى بذلك القدر من الانتباه الذي تستحقه. وهذا ربما يعود إلى أن تاريخ العائدات في الشركة قصير والعائدات نفسها قليلة مقارنة مع الشركات الأخرى.‬‬

من جهة أخرى أبل تمتلك كل المقومات لتصبح الأولى في دفع العائدات ونموها لسنوات عديدة ما سيؤثر إيجابيا على مكاسب المستثمرين على المدى الطويل.

مقارنة للعوائد في القسم التكنولوجي

عادت أبل لدفع العوائد عام 2012، عام 2013 زادتها بـ 15%، عام 2014 بـ8% وعام 2015 بـ11%. مرة كل ربع سنة تدفع الشركة 0.52$ للسهم الواحد. مع الأخذ بعين الاعتبار الأسعار الحالية تشكل العائدات 1.7% ما لا يشكل الكثير مقارنة مع الشركات الأخرى.

لدى IBM تاريخ حافل في دفع العوائد. منذ عام 1916 لم تتوقف الشركة عن دفعها بل تزيدها على مدى عشرين سنة ماضية. خلال السنوات الخمس الماضية ضاعفت IBM العوائد وأعلنت مؤخرا عن زيادتها بـ18% في العام الحالي. بسبب هذه العوامل عوائد الشركة تقترب من 3%.

العملاق التكنولوجي الآخر Microsoft يسبق أبل من حيث حجم العائدات. بدءا من عام 2003 ترفع الشركة سنويا حجم العوائد واليوم تبلغ 0.31$ للسهم الواحد. بهذا بقي حجم عوائد الشركة حول 2.7%. عادة تعلن مايكروسوفت عن التغييرات في حجم العوائد في شهر سبتمبر لذلك حتى الآن لم تحصل أية تغييرات في هذا المجال.

IBM و Microsoft مثال لشركتين تعملان في مجال التكنولوجيا وتدفعان عوائد كبيرة وتمتلكان نسبة عوائد أكثر من أبل. تكمن الفكرة في أن نسبة العوائد وتاريخ الدفع القصير لأوراق أبل يمنعان من اعتبارها جذابة للاستثمار في مجال الشركات التكنولوجية.

نظرة إلى المستقبل

من جهة أخرى يجب على قرارات الاستثمار أن تكون مبنية على التنبؤات وقدرة الشركة. المعطيات الماضية والأوضاع الحالية تعطيان معلومات مهمة للغاية، لكن عند تحليل قدرة الشركة على دفع العوائد يجب على المستثمر أن ينظر إلى المرآة الأمامية وليس الخلفية. إذا أخذنا هذا في عين الاعتبار تمتلك أبل مستقبلا كبيرا في مجال العائدات.

تمتلك الشركة على حساباتها أكثر من 194 مليون دولار كما تمتلك ذات المبلغ على شكل استثمارات. حتى لو استثنينا من هذا المبلغ 40 مليون دولار كدين طويل الأمد و 3.8 ملايين دولار من الأوراق الثبوتية نحصل على قدر كبير من السيولة يزيد عن 150 مليار دولار.

عدا عن ذلك تكسب الشركة كل ربع سنة مبلغا هائلا. كمية الأموال المستخدمة خلال آخر ستة أشهر حتى مارس بلغت 52.8 مليار دولار ما يزيد بـ46% عن مبلغ 36.2 مليار لنفس الفترة العالم الفائت. كمية الأموال الحرة لربعي السنة الأولين لعام 2015 زادت عن 47.2 مليون دولار (+44% مقارنة مع نفس الفترة في العام الفائت). في ذات الوقت أنفقت الشركة خلال نصف السنة الماضية 5.5 مليارات دولار لدفع العوائد و 12 مليارات لإعادة شراء أسهمها. هذا يعني أن أبل تمتلك إمكانية ممتازة لزيادة عوائدها وشراء الأسهم.

تفضل رئاسة الشركة اليوم إعادة شراء الأسهم على العوائد عندما تقوم بتوزيع الأموال.هذا صحيح في حال أسهم الشركة رخيصة وكما يبدو إدارة أبل مقتنعة بهذا. كما قال نائب المدير والمدير المالي لوكا مايستري:

“قمنا بتركيز جهودنا على إعادة شراء الأسهم لأننا نؤمن بشكل صارم في مستقبل أبل وسعرها الداخلي الذي نراه في أوراق الشركة".

إعادة شراء الأسهم تشغل الموارد المالية عن العائدات ولكن من الممكن أن تصبح دافعا كبيرا لنموها. كلما انخفض عدد أسهم الشركة في السوق تستطيع أبل أن تدفع عائدات أعلى لكل دولار مكتسب من السهم الواحد، لهذا حملات إعادة الشراء يمكن أن تعني نموا كبيرا للعائدات في المستقبل.

هذا ليس مهما للمستثمرين فقط بل يشكل عاملا واضحا وقويا لموثوقية الشركة وقوتها المالية. وهذه العوامل الأساسية التي تضمن نمو الأرباح خلال وقت طويل. ستستطيع أبل أن تزيد من عائداتها خلال الفترة المقبلة وهذا عامل إيجابي كبير لمستثمريها.

اقرأ أيضا:
الرجاء وصف الخطأ
إغلاق