تأثير تقلبات أسعار العملات الرئيسية على الأوضاع في السوق
الصفحة الرئيسية مال

لماذا انخفض سعر صرف الدولار بعد فترة من النمو النشيط وما هي العوامل الأساسية التي تؤثر بشكل أكثر على الدولار الأمريكي؟

ينخفض سعر الدولار الأمريكي منذ النصف الثاني من شهر أبريل بنسبة 7% مقابل اليورو وبنسبة 6% مقابل الجنيه الاسترليني ليصل إلى المستوى المسجل في شهر يناير من العام الجاري.

وفي النصف الثاني من عام 2014 وبداية عام 2015 شهدت العملة الأمريكية النمو الأسرع خلال فترة 40 سنة أخيرة في السوق.

ولكن الآن عندما انتهت فترة ضعف الدولار انقسم المحللون والمراقبون في الرأي فيما يخص احتمال تسجيل مثل هذا النمو المثالي للعملة الأمريكية.

هذه هي أهم العوامل التي تؤدي إلى إضعاف موقف الدولار وانخفاض سعره:

1. يبدو أن الاقتصاد الأمريكي أضعف مما كان من المتوقع.

أدت أعمال التجار في الأسواق العالمية إلى خفض سعر صرف الدولار بسبب التقارير الاقتصادية التي كان يتوقع منها التجار أكثر بكثير مما شاهدوه في النتيجة. وسادت الشكوك في الأسواق بشأن وعد النظام الاحتياطي الفدرالي الأمريكي رفع المعدل السياسي في هذا العام.

يقول السيد كينتلين بروكس مدير إدارة الدراسات FOREX.com في هذا السياق:

"إذا لم تتحسن المعدلات الاقتصادية فلن يرفع المعدل الأساسي في عام 2015. وليس من الغريب أن سعر صرف الدولار ينخفض بشكل تدريجي".

ويعتقد آخرون أن هذا التراجع مؤقت ويمكن أن تتغير الأوضاع في الأجل القريب حيث يشير بوريس شلوسبيرغ المدير التنفيذي في إدارة مخاطر الصرف الأجنبي في شركة BK Asset Management إلى ما يلي:

"تبدو أسواق العملات الأجنبية متأثرة بسبب إحباط المعدلات الاقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية ما أدى إلى انخفاض الطلب العام على الدولار ولكن أغلبية الاقتصاديين لا يزالون يتوقعون رفع المعدل الأساسي في شهر سبتمبر من هذا العام. وإذا حدث ذلك سيستعيد الدولار الأمريكي نموه بسرعة".

وبحسب ما يقوله شهاب جالينوس مدير قسم استراتيجية الصرف الأجنبي العالمية في شركة Credit Suisse، التراجع الحالي هو مؤقت. ويشير في تقريره إلى ما يلي:

"يشبه تراجع سعر صرف الدولار في الفترة الحالية تصرف العملة الأمريكية خلال دورات النمو السابقة. عند الأخذ بالاعتبار وتيرة النمو ومدة هذه الدورة الاقتصادية يبدو أنه لا بد من تعديلات كثيرة".

ويضيف قائلا أن متوسط تراجع بعد النمو المستمر لا يقل عن 6% خلال مدة شهرين تقريبا.

2.تقوية موقف الدول الأوروبية.

كان المحللون والمراقبون يتحدثون كثيرا في شهر يناير من العام الجاري عن ضعف أوروبا وانكماش اقتصادها. دفع هبوط سعر اليورو نمو سعر صرف العملة الامريكية ولكن المنطقة الأوروبية تسجل في الفترة الأخيرة نتائج جيدة تبرز عدم احتمال وقوع المنطقة في الانكماش الاقتصادي. يشرح ستيفين إنغليندير من Citigroup أن الأوضاع الحالية تعكس صورة تقوية موقف ومكانة اليورو في الساحة الاقتصادية أكثر من تراجع الدولار وإضعافه.

وعلاوة على ذلك استعادت السندات الأوروبية في عائدات الأرباح العالية مثلما كان في السابق. ويشير سايمون سميت كبير الاقتصاديين في FxPro قائلا:

"إن عائدات الأرباح هي سبب رئيسي لتقوية مكانة اليورو في الفترة الحالية حيث شهد معدل السندات الأوروبية عموما والألمانية بشكل خاص نموا بارزا".

لكن لا يزال السيد جالينوس يتوقع أن سعر صرف اليورو سوف يهبط في النصف الثاني من هذا العام.

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق