لماذا يترافق حب الغولف والتداول من الداخل في أحيان كثيرة.
إذا حصلت على معلومات داخلية عن اندماج قريب لشركة ما، فلا داعي لاقتناء خيارات خاسرة قصيرة الأمد لشراء أسهمها.
أتعتقد أن هؤلاء الشباب قرؤوا وسائل الإعلام الاقتصادية؟
«حاول ر. ستيوارت وTrader1 التستر على حقيقة قيامهما بالتداول من الداخل، ولهذا الغرض:
- لم يناقشا خطة الجريمة إلا خلال اللقاءات الشخصية؛
- استخدما في البريد الإلكتروني الرسائل المشفرة؛
- اشتريا خيارات من مجموعات مختلفة لتجنب لفت نظر الجهات الناظمة؛
- كانا يشتريان الخيارات أثناء ذروة التداول كي تختفي صفقاتهما بين الصفقات الأخرى؛
- عندما اقترب تاريخ الاندماج المتوقع توقفا عن شراء الخيارات؛
- في أغلب الحالات، عند تقاسم الأرباح، كانا يتعاملان نقداً».
لقد خططا للعمل جيداً! يُزعَم أنهما كانا يشتريان الخيارات الخاسرة قصيرة الأمد لشراء أسهم الشركة الطرف في الصفقة المنظورة، لكنهما لم يكثرا من ذلك. كما أنهما كانا يشتريان الخيارات الخاسرة طويلة الأمد والخيارات ذات القيمة الداخلية المعدومة. ولكن أمرح ما في الأمر الرسائل المشفرة التي يناقشان فيها الغولف.
«في 27 مايو 2012 في الساعة 21:35 (يوم الأحد قبل عيد الشهداء) أرسل ر. ستيورات إلى Trader1 رسالة ذات النص التالي: "يبدو أنه ستسنح لنا فرصة لعب الغولف، ولكن يجب حجز الأماكن صباح الإثنين حالما يفتح المكتب". فبدأ Trader1 يوم الإثنين 29 مايو 2012 بشراء خيارات Lincare».
فهل يعني ذلك أنهما اتفقا مسبقاً قبل هذه اللحظة أن «لعب الغولف» يعني «شراء خيارات Lincare»؟ مهما كان، بعد ذلك بقليل أعلنت الشركة الألمانية Linde Group التي تهتم بالغازات الصناعية عن شراء شركة Lincare، فارتفعت أسهم الأخيرة فجأة، فجنى Trader1 وستيوارت أرباحاً طائلة.
«بعد حوالي 16 دقيقة من بيع آخر خيار شراء أسهم Lincare كتب Trader1 رسالة إلى ر. ستيوارت مفادها: «عندي أخبار طيبة! أود لو نحتفل بها معك ومع زوجتك، أنا أدعوكما». وبعد بضع دقائق رد عليه ر. ستيوارت في سياق الدردشة حول الغولف التي بدأها في 27 مايو: «شكراً! عرفت أن الغولف صار أغلى بكثير لأن شركة أجنبية حجزت جميع المواعيد».
تشفير أحمق، ولكن من الممتع أن تجد كود الغولف في قضية أخرى عن التداول من الداخل!
تروي لجنة الأوراق المالية والبورصات والمدعون القصة التالية. كان شون ستيوارت مصرفياً مستثمراً تتاح له معلومات عن الصفقات، وكان يعطيها لأبيه روبرت ستيوارت، وذاك ينقلها إلى صديقه المعروف باسم Trader1 في القضية المدنية وباسم CW1 في القضية الجزائية. وكان هذا الرجل يقوم بالشراء باسمه. خطة ذكية جداً، ولكن قبل تطويرها وتجربتها كانت أسرة ستيورات، على ما يبدو، تستخدم خطة أخرى: كان شون ستيوارت ينقل المعلومات إلى أبيه، وكان أبوه يتداول باسمه. لماذا؟ ربما كي يُقبَض عليهما.
«حوالي 20 مايو 2011 استلم بنك الاستثمار رقم 1 كتاباً من الجهة الناظمة فيما يتعلق بالصفقة مع شركة Kendle. وفي 19 يوليو 2011 أرسلت الجهة الناظمة إلى بنك الاستثمار رقم 1 قائمة بالأشخاص الطبيعيين والاعتباريين الذين، حسب معلوماتها، تداولوا أسهم Kendle في الفترة التي سبقت الإعلان عن الصفقة؛ وطلبت الجهة الناظمة من بنك الاستثمار رقم 1 نشر القائمة بين الناس الذين لهم علاقة بالصفقة ليصرح كل واحد منهم إن كان لديه ارتباط بأي شخص من القائمة. كانت القائمة تحوي اسم روبرت ستيوارت، وفيه الولاية والمدينة التي يسكن فيها.
طلب بنك الاستثمار رقم 1 من شون ستيوارت أن يصرح عما يربطه بالناس في القائمة. لم يذكر شون ستيوارت أباه روبرت ستيوارت. وفي 23 أغسطس 2011 أرسل بنك الاستثمار رقم 1 رده للجهة الناظمة كان مفاده أن لا أحد في البنك يعرف من هو روبرت ستيوارت».
آه، تقصدون روبرت ستيوارت هذا! عفواً، ولكن لم يكن واضحاً أنكم تقصدون أبي.
«في 31 أغسطس 2011 أرسل بنك الاستثمار رقم 1 رداً إضافياً للجهة الناظمة يبلغه فيه أن شون ستيوارت تعرف على أبيه روبرت ستيوارت، وجاء في الرد:
«لم ينتبه» شون ستيوارت إلى اسم أبيه خلال الدراسة الأولية، ولاحقاً لاحظ اسم أبيه».
ليس من الغريب أن يخطئ الإنسان، فكلنا يخطئ. إذا أكثرت من لعب الغولف فمن الوارد جداً ألا تلاحظ اسم أبيك في كتاب هيئة تنظيم أعمال المؤسسات المالية.
لا تعود القصة واضحة بعد ذلك لأن مكتب التحقيقات الفيدرالي ولجنة الأوراق المالية لا يحبون التفصيل في وسائل التحقيق المستخدمة. ولكن في لحظة ما وصلوا إلى الشخص الذي يختفي تحت اسم Trader1/CW1 وحصلوا على موافقته ليشهد ضد آل ستيوارت. من تقرير عميل مكتب التحقيقات الفيدرالي:
«في سياق التعاون مع أجهزة التحقيق أملاً بتخفيف العقوبة، قام CW1 بتنظيم وتسجيل عدد من اللقاءات مع المدعى عليه روبرت ستيوارت المعروف أيضاً باسم بوب. حصل لقاءان حوالي 24 مارس 2015 و16 أبريل 2015. عدا ذلك، تم الحصول على تسجيل مكالمة هاتفية مع روبرت ستيوارت حوالي 4 مايو 2015. لقد راقبت اللقاءين، أحدهما في مطعم في مانهاتن والآخر في مقصف في كوينز».
وقد تم التوثيق أن خلال لقاء مانهاتن ناول Trader1/CW1 روبرت ستيوارت 2500 دولار نقداً. ولكن أجمل ما في الموضوع هو لقاء كوينز.
سأل روبرت ستيوارت CW1 إن كان يعرف شيئاً عن أحكام التقادم فيما يتعلق بصفقتهما التي أبدت لجنة الأوراق المالية اهتماماً بها، فأجابه CW1 أنه لا يعلم. وعلّق روبرت ستيوارت أنه قد مضى 4 سنوات على الصفقة، ولابد أنها سقطت بالتقادم.
وعدا ذلك، سأل CW1 روبرت ستيوارت خلال اللقاء في أبريل إن كان شون ستيوارت قد قدم المعلومات له «عن طيب خاطر»، فأجابه روبرت ستيوارت: «لا، أظن أنه أحياناً يغضب من كل قطاع الأوراق المالية».
في الحقيقة، لم يكن هذا هو السؤال الذي طرحه CW1، أليس كذلك؟ من الواضح أنه كان ضليعاً بالممارسة القضائية المتعلقة بالمعلومات الداخلية، وكان يعرفها أفضل من المحتال العادي الذي انكشفت أموره، وقد جاء إلى اللقاء وهو يحمل ميكروفوناً تابعاً لمكتب التحقيقات الفيدرالي تحت قميصه. لم يفهم روبرت ستيوارت السؤال، لذا طرحه CW1 مرة أخرى.
«بعد عدة دقائق، عندما سأل CW1 مرة أخرى، "من باب الفضول"، "لكي يفهم العلاقات"، هل كان شون ستيوارت يبوح بالمعلومات "عن طيب خاطر" أم بمقابل يدفعه له روبرت ستيوارت، أنكر الأخير دفع أي مبالغ إلى شون ستيوارت، وأضاف أنه لم يخبر شون يوماً عن استفادته من هذه المعلومات. بعد ذلك سأل روبرت ستيوارت CW1 عن الغرض من هذه الأسئلة، فأكد CW1 مرة أخرى أنها من باب الفضول فقط. وانتهى اللقاء بعد عدة دقائق».
الفضول، ما شاء الله! كان CW1 مطلعاً على سابقة تود نيومان. في تلك القضية قضت المحكمة أن التداول باستخدام المعلومات الداخلية لا تعتبر جريمة إلا إذا حصل المصدر الأولي للمعلومات على «منفعة شخصية» مقابل تقديم المعلومات. أما إذا باح رئيس شركة بمعلومات داخلية لشريكه في الغولف «عن طيب خاطر»، فحسب قرار المحكمة، يستطيع الأخير التداول بلا قلق. والأكثر من ذلك، إذا حصل رئيس الشركة في آخر المطاف على «منفعة شخصية» عند نقل المعلومات إلى شريكه في الغولف، ونقلها الأخير إلى شخص ثالث، وإن لم يكن ذلك الشخص الثالث يعلم عن «الحصول على منفعة شخصية»، يستطيع التداول دون أن يخاف العواقب. إذن، يطرح CW1 السؤال:
- أملاً بأن يسمع أن شون ستيوارت لم يحصل على «منفعة شخصية» من نقل المعلومات إلى روبرت ستيوارت؛
- أملاً بتسجيل مكالمة تثبت أنه، مهما كان الجواب، لم يكن يعرف شيئاً عن حقيقة «الحصول على منفعة شخصية».
عظيم يا CW1! ما هذه المهارة في جعل الأحاديث المسجلة تلعب لصالحه!
ولكن هذه ليست نصيحة قانونية؛ فالتداول بناء على معلومات داخلية حصلت عليها من صديقك في الغولف الذي لا يبحث عن منفعة شخصية قد تعتبر غير مخالفة للقانون، ولكن التداول بناء على معلومات حصلت عليها من ابنك، حتى لو أعطاك إياها بلا مقابل، من المستبعد أن تكون كذلك. ففي القرار حول قضية نيومان هناك عبارة تقول أن «علاقات القرابة التي تفترض التفاعل المباشر أو غير المباشر الذي يؤدي إلى احتمال المنفعة المادية أو منفعة مماثلة أخرى» يمكن اعتبارها في سياق إقرار خرق الصفقة الداخلية للقانون مكافئة لتسليم مبالغ مالية.
إضافة إلى ذلك، ثبت في وثائق مكتب التحقيقات الفيدرالي ولجنة الأوراق المالية أن روبرت ستيوارت قدم منافع شخصية لابنه، «بما فيه عندما ساعد شون ستيوارت دفع تكاليف زفافه الواقع في يونيو 2011». العجيب أن الزفاف كان بعد شهر تقريباً من التاريخ المفترض لاستفادة روبرت ستيوارت من المعلومات الداخلية التي حصل عليها من شون ستيوارت. ربما، الأفضل الامتناع عن التداول الداخلي قبل الزفاف.
ومع ذلك، كان أداء Trader1 ممتازاً حقاً، حيث لم يكن يعقد صفقات كثيرة في آن واحد ليتجنب لفت الانتباه، وتواصل باستخدام رسائل مشفرة وهو يتظاهر أن الحديث يدور عن الغولف، وعندما انكشف أمره وافق على التعاون مع التحقيق مقابلل تخفيف العقوبة، كما حاول إضعاف الادعاء وهو يجري تسجيلاً لصالح مكتب التحقيقات الفيدرالي. لقد تعلم كل نواحي التداول من الداخل، لكنه استهان بأهم قاعدة، وهي: لا تتداول من الداخل! وإلا اكتشفوك وسجنوك.