يحكي وورن بافيت لك كيف تحول 40 دولاراً إلى 10 ملايين.
إن وورن بافيت ربما أعظم مستثمر في التاريخ، ولديه وصفة بسيطة تساعد على تحويل 40 دولاراً إلى 10 ملايين.
منذ عدة سنوات روى المدير العام ورئيس مجلس الإدارة لشركة Berkshire Hathaway (NYSE: BRK.A) عن واحدة من شركاته المفضلة، كوكا كولا (NYSE: KO)، وأن بعد جميع الأرباح وتجزئة الأسهم وإعادة الاستثمار المتأنية كان من الممكن لشخص استثمر 40 دولاراً في أسهم الشركة أثناء الاكتتاب العام في سنة 1919 أن يكون لديه الآن أكثر من 5 ملايين دولار.
قوة التأني
طبعاً، الأربعون دولاراً في سنة 1919 تختلف كثيراً عن الأربعين دولاراً اليوم؛ إلا أنها لا تزيد اليوم، بعد احتساب التضخم، على 540 دولاراً. وبعبارة أخرى، ماذا تفضل أن يكون لديك: محطة ألعاب Xbox One أم ما يقارب 11 مليون دولار؟
ولكن الأمر يتعقد بأن الاستثمار في كوكا كولا لم يكن يبدو بسيطاً وبديهياً لا في سنة 1919 ولا طوال القرن التالي، فأسعار السكر كانت ترتفع، والحرب العالمية الأولى انتهت بالكاد، وبعد عدة سنوات بدأ الكساد الكبير. وخلال الحرب العالمية الثانية كان هناك قيود على استهلاك السكر. وعموماً، وقع خلال المئة سنة الماضية الكثير مما يجعلك تشك في جدوى حفظ أموالك على شكل أسهم، ولا سيما أسهم شركة تنتج بضائع استهلاكية، مثل كوكا كولا.
لا داعي لانتظار اللحظة المناسبة
أشار بافيت مراراً إلى أن انتظار اللحظة المناسبة خطِرٌ جداً:
«قد تستطيع أن تستنبط ماذا سيحصل لشركة ممتازة، ولكن من المستحيل أن تعرف متى سيقع هذا. ولذا، بدل التركيز على «متى» يجب التركيز على «ماذا»، فإن أصبت فيما يمكن أن يحدث لن تضطر إلى القلق حول التوقيت».
كثيراً ما يقولون للمستثمرين أن عليهم انتظار اللحظة المناسبة، وأن الاستثمار لا يفيد إلى في ظروف نمو السوق، ويجب البيع عندما يهبط السوق.
مثلاً، يمكن إجراء التحليل التقني لحركة السهم والحصول على إشارات لضرورة البيع أو الشراء حسب ما إذا كان سعرها أعلى أم أخفض من السعر المتوسط المتحرك خلال آخر 200 يوم، وكثيراً ما تولي وسائل الإعلام الاهتمام الأكبر لنتائج التحليل. وفي الوقت نفسه، ثبت أكثر من مرة أن الاعتماد على نتائج التحليلات ليس أفضل من الاعتماد على الصدفة من رمي قطعة نقد.
استثمر على المدى الطويل
يجب أن يدرك المسثمرون الأفراد أن الاستثمار ليس كالمراهنة على فوز فريق ما في لعبة رياضية، بل شراء جزء ملموس من شركة. من الأهمية بمكان أن تعرف السعر النسبي للجزء الذي تشتريه، ولكن لا يهم مطلقاً إن كانت اللحظة «صحيحة» لأن التصورات عن «الصحة» ليست في الغالب سوى تخيلات.
حسب تعبير بافيت، «إذا أصبت في تقييم الشركة، فستكسب معها مالاً كثيراً»، ولذا لا تحاول شراء الأسهم بناء على شكل المخططات البيانية للشركة في السنة الماضية، بل تذكر دوماً أن «الأفضل بكثير أن تشتري شركة جيدة بسعر جيد».