تساعدك هذه النصائح الأربع على الاستثمار في هذا المعدن الثمين بطريقة رابحة دون أن تقع في فخ من ذهب.
متى يبدأ الحديث عن الاستثمار في الخامات، تجد أن الذهب يثير جدالاً أكثر من غيره. مع أن هناك من يسخر منه قائلاً أنه من بقايا عادات الشعوب الهمجية، لا ننس أن الذهب بقي أساس اقتصاديات البلدان الغربية طوال أغلب تاريخها، ومع أن أهميته تضاءلت بعد أن محا الرئيس نيكسون آخر آثار المعيار الذهبي في سنة 1971، لا يزال المستثمرون مهتمين بهذا المعدن الثمين.
الاستثمار في الذهب ليس سهلاً ويحتاج إلى معارف كثيرة. نرجو أن تفيدك هذه النصائح الأربع.
1. يجب أن تفهم ما هي العوامل المؤثرة على الأسعار
لا يشبه الذهب غيره من الخامات، وينفرد بأن ليس له تقريباً أي استعمال صناعي. طبعاً، لم ننس صناعة المجوهرات والصناعات الكهربائية، ولكن الطلب الرئيسي عليه يأتي من المستثمرين.
ولهذا السبب يتوقف سعر الذهب والأسهم المرتبطة به إلى حد بعيد على أسعار صرف العملات: عندما يكون الدولار الأمريكي قوياً تنخفض أسعار الذهب كقاعدة، والعكس بالعكس. والدولار نفسه يتأثر بعدد من العوامل، بما فيه السياسة النقدية والتناسب بين الاقتصاد الأمريكي والعالمي وعجز الميزان التجاري، وكل واحد من هذه العوامل بدوره معقد وصعب التنبؤ به. فعندما تخطط للاستثمار في أسهم الشركات المستخرجة للذهب، يجب أن تفهم العلاقة بين الذهب وأسواق العملات.
2. تذكر أن الذهب لا يفيد دائماً
يستحق الذهب مكانةً في أي محفظة استثمار متوازنة كأداة تحوط ضد التضخم؛ إلا أن بعض المستثمرين الذين يسمونهم «سوس الذهب» يصبح الذهب هاجسهم فيعطونه أكثر من حقه في الاستثمار.
على المدى البعيد حافظ الذهب تاريخياً على قيمته أفضل من النقود الورقية، لكنه خاسر خلال فترات هبوط السوق الطويلة. لا يفترض الذهب أي مكاسب، فهو قادر على المحافظة على رأس المال فقط، لكنه لا يستطيع أن يزيده.
فإياك أن تقع في هذا الخطأ. كمية معينة من الذهب يمكن أن تحميك من التضخم، ولكن لا تبالغ في شرائه.
3. قدِّر استخراج الذهب بصورة صحيحة
إذا أراد مستثمر إضافة الذهب إلى حافظة الاستثمار، يمكنه أي يشتري أسهم صندوق ذهبي قيد التداول في البورصة، مثل SPDR Gold Trust (NYSE MKT: GLD) أو أن يستثمر في الذهب بشكل غير مباشر بشراء أسهم شركة يعتمد نجاحها المالي على الذهب.
وهي بالدرجة الأولى الشركات المستخرجة للذهب، فمؤشراتها المالية تعتمد إلى حد كبير على الفرق بين سعر الذهب في السوق وتكلفة استخراجه. في أحيان كثيرة، ولا سيما أثناء السوق الصاعدة، يكون استخراج الذهب أرخص من شرائه، ويجب على المستثمرين المهتمين باستخراج الذهب أن يعرفوا كيفية تقييم هذه الشركات والمخاطرات المرافقة.
عندما يتحدث مستخرجو الذهب عن النفقات، يستخدمون عادةً مؤشرين منفصلين: النفقات المالية والنفقات العامة للمحافظة على الإنتاج. العدد الثاني أكثر فائدة لأنه يشمل بعض النفقات الإنتاجية التي لا تعكسها النفقات المالية. النفقات العامة طريقة مقبولة لتقييم تكلفة الاستخراج لشركة معينة.
طبعاً، انخفاض التكاليف أمر جيد، ولكن يجب الانتباه إلى أمور أخرى أيضاً، مثل حجم الإنتاج الإجمالي والتوضع الجغرافي للمناجم. للأسف، يقع جزء ملموس من المناجم في الأقاليم غير المستقرة. مثلاً، بقيت AngloGold Ashanti (NYSE: АС) تعاني في السنوات الأخيرة من إضرابات مستمرة في مناجمها في جنوب أفريقيا.
لا يقتصر نشاط بعض الشركات على استخراج الذهب، بل يتعداه إلى معادن أخرى، فتتأثر أسهمها بأسعار أنواع أخرى من الخامات. بعضها يحوط إنتاج الذهب للحد من إمكانية النمو، بينما شركات أخرى لا تفعل ذلك. مثلاً، لا تمارس Goldcorp (NYSE: GG) التحوط أبداً، ما يزيد المخاطرات ويجعلها حساسة جداً لتغير أسعار الذهب، إلا أنها تؤمن عائدات عالية عندما يرتفع الذهب.
4. ادرس قانون الضرائب
في روسيا لا تترتب على شراء المعادن الثمينة أي التزامات ضريبية على المستثمر، وتتعلق الضرائب المفروضة على المبيع على المدة التي بقي الذهب خلالها بحوزتك. أما إدارة الضرائب الأمريكية فتعتبر سبائك الذهب نوعاً خاصاً من الاستثمار وتعتبرها تحصيلاً، وهذا يعني أن ضريبة بيع سبائك الذهب قد تصل إلى 28٪، وينطبق الشيء نفسه على الأوراق المالية المتداولة. تأكد من أن قانون الضرائب في بلدك لن يسبب لك متاعب إضافية عند الاستثمار في المعدن الثمين.