الأسهم المفضلة لأصحاب المليارات

درس صندوق التحوط Insider Monkey ثلاثة شركات يبدو أنها تجتذب المستثمرين اللامعين أكثر من غيرها.

يتميز صندوقا التحوط، صندوق Tiger Management الذي يملكه جوليان روبرتسون وصندوق Discovery Capital Management الذي يملكه روب سيترون (وهذا الصندوق الأخير أحد صناديق ما يسمى مجموعة Tiger Club التي أنشأها الصندوق الأول)، يتميزان بأساليب استثمارية متشابهة. روبرتسون بارع في إدارة صناديق التحوط، فخلال الفترة بين السنتين 1980 و1998 كانت مؤشراته أعلى من الربحية المتوسطة لمؤشر S&P 500 (وهي 12.7٪) بمقدار 19٪، وهذه الكفاءة الرهيبة جعلته مرجعاً في مسائل إدارة صناديق التحوط والأسهم. أما روب سيترون فقد أنشأ بدوره Discovery Capital في سنة 1999 ومنذ ذلك الحين حقق ربحية قدرها 17٪.

قدم كلا الصندوقين مؤخراً تقرير الربع الأول إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية، ووفق هذين التقريرين يوجد في حافظة Tiger Management أسهم بقيمة 596.87 مليار دولار، وعند Discovery Capital 8.78 مليار من الأسهم و37.5 مليار من الأصول التي تديرها. استثمر كلا الصندوقين جزءاً هاماً من مواردهما في قطاعي التكنولوجيا والخدمات.

فحصنا الشركات الثلاث التي تجتذب، على ما يبدو، هذا الزوج اللامع من المستثمرين أكثر من غيرها، وهي Alibaba Group Holding Ltd‪ (NYSE: BABA)‬ و Apple Inc. ‪(NASDAQ: AAPL)‬ و Facebook Inc ‪(NASDAQ: FB)‬.

نراقب أفعال صناديق التحوط لكشف النماذج الفعالة والكسب منها. بيّنت دراستنا أن أسهم الشركات ذات القيمة السوقية العالية التي تحبها صناديق التحوط تتصف تاريخياً بمعامل ألفا حوالي ست نقاط أساسية، مع أن هذه الأسهم كانت تتأخر وسطياً بسبع نقاط أساسية شهرياً عن S&P 500 خلال الفترة بين السنتين 1999 و2012. ومن جهة أخرى، تفوقت 15 شركة بين الشركات الأكثر شعبية بين صناديق التحوط على مؤشرات S&P 500 وسطياً بـ95 نقطة أساسية في الشهر. منذ لحظة انطلاق استراتيجيتنا استراتيجية القيمة السوقية المنخفضة في أغسطس 2012 بقيت مؤشرات هذه الشركات ضمن تكهناتنا، حيث كانت تجلب 142٪ من الأرباح وتسبق السوق بأكثر من 83 نقطة مئوية. نعتقد أن البيانات واضحة: من الأفضل أن يركز المستثمرون على أسهم الشركات ذات القيمة السوقية المنخفضة مستفيدين من خبرة صناديق التحوط.

كان في حافظة روبرتسون في نهاية الفصل الأول 636878 سهماً بقيمة 53 مليون دولار بعد أن رفع نسبتها من 571183 سهماً في نهاية الفصل الرابع لسنة 2014، وكانت الأسهم نفسها أكبر استثمار قام به سيترون في نهاية الفصل الأول، حيث كان لديه 8.77 مليون سهماً سعرها السوقي 730.36 مليون دولار، مع أن عددها انخفض من 9.25 مليون سهم كانت بحوزته في الفترة السابقة. حدث في الشركة الصينية التي تقدر قيمتها السوقية بأكثر من 200 مليار دولار تغييرات كثيرة من لحظة الاكتتاب العام القياسي بـ25 مليار دولار في نهاية السنة الماضية. أعلنت Alibaba Group Holding مؤخراً عن الشراكة مع TDI International، شركة الإعلانات الهندية الكبرى، لتقدم منصة إعلانية نشطة يستطيع عملاق الإلكترونيات عبرها الوصول إلى المؤسسات المتوسطة والصغرى في الهند. وقبل ذلك بقليل تم عقد صفقة مع MYPACCO، شركة اللوجستيات الهندية، لتأمين التمويل واللوجستيات والخدمات الأخرى للمؤسسات الصغرى والمتوسطة بوساطة من Alibaba.com

يمكن الاستنتاج من التقارير أن تاجر الإنترنت يتوجه إلى نجاحات هامة في سوق الولايات المتحدة، وينوي في المستقبل القريب استثمار موارد هامة في صناعة السينما في هوليوود، وتشمل بعض الاستثمارات الأخرى المخطط لها إطلاق بنك إنترنت وإصدارة صينية لخدمة Netflix تحت اسم Tmall Box Office وتطبيق طلب التاكسي. وفي حين غيّر عدد من المحللين تكهناتهم بخصوص أسهم الشركة، لا يزال تصنيفهم في مستوى «يوصى بشرائها» عند 45 من 51 محللاً. يمنح المحللون Alibaba Group Holding سعراً مستهدفاً لاثني عشر شهراً 108.40 دولار للسهم، وهذا يعني إمكانية نمو 36.7٪ مقارنةً بسعر أسهم الشركة في التداول النهاري يوم الخميس البالغ 86.62 دولار.

أبلغت Alibaba عن أرباح لكل سهم قدرها 0.48 دولار في الربع الأول لسنة 2015 متجاوزةً بذلك تقديرات المحللين، وكانت 0.28 دولار. في نهاية الفصل الأول كان 86 صندوق تحوط من الصناديق التي نراقبها تمتلك أسهم هذه الشركة، و14 من هذه الصناديق يديرها أصحاب المليارات، مثل Viking Globa لآندرياس هالفورسن و Magnetar Capital لأليك ليتوفيتز وروس لازر.

في نهاية الفصل الأول كان في حافظة روبرتسون 324.5 ألف سهم Apple Inc. سعرها السوقي 40.38 مليون دولار، وعند سيترون 4.65 مليون سهم بقيمة 579.08 مليار دولار، وهذا أيضاً أقل من 7.95 مليون سهم كانت لديه في نهاية سنة 2014. لا تعتمد الشركة في كوبرتينو على الصدفة أبداً لأن المنافسة في قطاع التكنولوجيا قاسية للغاية. وبالنتيجة قامت Apple باقتناءات عديدة وقدمت عدداً من المنتجات الجديدة وتحسينات المنتجات والخدمات الموجودة للمحافظة على موقع الرائد في أمريكا والدخول إلى أسواق دولية أخرى. في هذه السنة فقط أجرت الشركة خمسة اقتناءات على الأقل وزادت حصتها في السوق بمقدار 1.8٪ فحافظت على صدارتها أمام منافسيها مثل Samsung وMotorola وHTC وLG.

شركة Apple واحدة من الشركات القليلة التي تستطيع أن تبيع أعداداً كبيرة من الأدوات بأسعار عالية. وصلت مبيعات iPhone في الربع الأول من سنة 2015 رقما قياسياً 61.1 مليون، متجاوزةً توقعات المحللين وهي 55 مليون ومؤشرات الربع الأول من السنة الماضية حين كانت 43.7 مليون، وازدادت العائدات الصافية للشركة في هذا الربع بمقدار 33٪ فبلغت 13.6 مليار دولار. لا تزال أسهم Apple بين الأكثر طلباً، حيث يمتلك 20.50٪ من صناديق التحوط التي نتابعها أسهمها. عقدت الشركة مؤخراً صفقة مع تاجر التفرقة Optiemus Group، ومقرها في نيودلهي، وهي الشركة التي تقوم بتوزيع منتجات Samsung وHTC. في نهاية الربع الأول كان عند 150 صندوق تحوط من قاعدة بياناتنا أسهم Apple بقيمة استثمارية إجمالية 21.52 مليار دولار، وتتصدر القائمة شركة Icahn Capital LP للملياردير كارل آيكن، حيث لديها 52.76 مليون سهم بسعر سوقي إجمالي 6.57 مليار، ويأتي بعهده Fisher Asset Management للملياردير كين فيشر بـ10.81 مليون سهم بقيمة 1.35 مليار دولار.

كلا Tiger Management وDiscovery Capital Management لديهما حصص في Facebook. يوجد في حافظة روبرتسون إجمالاً 320.3 ألف سهم بقيمة 26.33 مليون دولار، بينما سيترون الذي افتتح هذا الموقع أول مرة، لديه 686 ألف سهم بقيمة سوقية 56.40 مليون دولار. تلعب Facebook دوراً قيادياً في سوق الوسائط الاجتماعية ولديها اليوم قاعدة مشتركين تزيد على 1.4 مليار مستخدم نشط، ما يمثل زيادة 13٪ على الربع الأول للسنة الماضية. نشرت Facebook منصة للجوال ومكنت قاعدة مستخدمي تطبيقها الأساسي وعدد من مقتنياتها الأخيرة مثل WhatsApp (700 مليون مستخدم) وInstagram (300 مليون). ولتوسيع مجال تأثيرها والخروج إلى أسواق جديدة تتعاون الشركة مع Ericsson وSamsung وNokia، ويرمي تعاونها مع Qualcomm وOpera Software وMediaTek في إطار مشروع Internet.org إلى تأمين إتاحة الإنترنت لسكان المناطق النائية.

ولكن بالتأكيد الشركة لديها مشاكلها، بما فيه موضوع خصوصية بيانات المستخدمين الذي يثار دورياً، والمنافسة القاسية من شركات مثل Twitter. أبلغت Facebook عن زيادة الدخل بمقدار 41.6٪ بنتائج الربع الأول لسنة 2015 مقارنة بالربع الأول من السنة المالية الماضية، ولكن أرباحها لكل سهم انخفضت 28٪ إلى 0.42 دولار، ولو أن هذا لا يزال يتجاوز توقعات المحللين التي كانت 0.40 دولار. في نهاية الفصل الأول كانت أسهم Facebook بحوزة 129 صندوق تحوط من قاعدة بياناتنا، بما فيه 15 صندوقاً بإدارة أصحاب المليارات بقيمة 7.09 مليار دولار من رأس المال الاستثماري، وبينها صناديق الملياردير ستيفن ماندل Lone Pine Capital وصندوق Coatue Management للملياردير فيليب لافونت وصندوق D.E. Shaw الذي أسسه الملياردير ديفيد شو.