كيفية كسب المال من الخسائر
الصفحة الرئيسية مال

ما هو سر نجاح وارن بافيت و ديفيد تيبر.

لقد كان هذا الشهر تحديا بالنسبة للمستثمرين. حدث انخفاض في ما يقرب من نصف أسهم الشركات المدرجة في مؤشر S&P 500 بنسبة أكثر من 20%. إن أسواق الأسهم العالمية قد تراجعت كثيرا و تخفيض قيمة اليوان المؤخر قد أدى إلى تفاقم الخسائر.

لكنه قد حدث شيء مماثل من قبل. يجدر الانتباه إلى كيفية تعامل أعظم دولتين في تاريخ المستثمرين مع هذه الصعوبات في الماضي.

يبدو أنه ليس هناك قواسم مشتركة كثيرة بين وارين بافيت و ديفيد تيبر. الأول يرأس مجموعة أعمال متنوعة و لا يقوم فقط بإعادة استثمار أقساط التأمين في الأسهم العادية على المدى الطويل ولكنه أيضا يشارك في شراء الشركات الكبيرة المباشر . الثاني يدير صناديق الاحتياط و كل يوم يبرم اتفاقات قيمتها عدة مليارات من الدولارات في أسواق الأوراق المالية.

ولكن هناك قاسم مشترك بينها وهذا هو بالذات ما يجب الانتباه إليه: كلا وارن بافيت و ديفيد تيبر يعلمان أن التقلب بالذات يخلق الدخل في أسواق الأسهم و أنه يمكن للخسائر الحالية أن تجلب لك غدا الأرباح. هؤلاء الرجلين حقا قد فقدوا بعض المبالغ من أجل تجميع ثروة.

في صيف عام 1988 اهتز العالم بأزمة العملة التي بدأت في جنوب شرق و شرق آسيا و من ثم انتشرت إلى العالم كله ؛ و كانت ذروتها هي تخفيض قيمة الروبل وانهيار/شراء صندوق الاحتياط الأول في العالم كونه قائم على إدارة المخاطر Long Term Capital. كلا بافيت و تيبر قد عانوا من خسائر كبيرة من أزمة العملات الآسيوية.

وفقا للمستثمر نيك موراي، إن وارن بافيت في ذاك الصيف قد عانى من خسارة مؤلمة جدا:

"مبلغ قيمته 6.2 مليار دولار. إنها كمية هائلة من المال، أليس كذلك ؟ و الآن إسأل ما الذي يعنيه هذا المبلغ. هذا هو المبلغ الذي يوضح مدى رخص مجموعة أسهم Berkshire Hathaway, Inc التي تنتمي إلى بافيت في الفترة من 17 تموز / يوليو إلى 31 آب / أغسطس عام 1998. والآن لنعود إلى مبلغ الـ 6 مليار دولار. كم من المال خسر وارن بافيت في سوق الأسهم في آخر 45 يوما ؟ الإجابة الصحيحة هي و لا شيء. و كل هذا لأنه لم يقم بالبيع."

إن أسهم بيركشاير هاثاواي فئة " أ" قد انخفض سعرها من 80 ألف دولار في تموز / يوليه إلى 59 ألف دولار بحلول نهاية أيلول / سبتمبر. ولكن في هذا العام بلغت سعر قياسي قيمته 229 ألف دولار. كان يعلم بافيت أنه بالرغم من تقلبات سعر السهم إن قيمة شركاته قد انخفضت ولكن ليس للأبد. لذلك قام بمجرد إنتطار زوال أزمة عام 1998 بدلا من القيام بتصرفات طائشة.

وفي هذه الأثناء على بعد ألفي ميل من أوماها وفي نفس الظروف كان صندوق احتياط ديفيد تيبر أبالوسا الذي مقره في نيويورك يحاول أيضا أن يبقى على قيد الحياة . إن المعاملات المتواجدة في ذاك الحين في الصندوق كانت لا تناسب بتاتا وضع السوق الحالي والذي في النهاية المطاف أضر بالشركة كثيرا. كما اعترف تيبر نفسه في مؤتمرSALT لقد كان وقت صعب للغاية على الرغم من مدى سرعة تحسن الوضع في الاتجاه المعاكس:

يقول تيبر أن أسهم صندوقه قد انخفض بنسبة 20% أو أكثر لثلاثة أسباب مختلفة. ويشمل هذا حلقة عام 1998 عندما تكبد الصندوق خسائرا بسبب أزمة العملات الآسيوية وما تلاه من انخفاض قيمة الروبل الروسي. كانت أصول تيبر تعتمد بشكل كبير على الوضع في الأسواق الناشئة في روسيا ما كاد أن يحطم الصندوق. لكن بعدها اكتسب أبالوسا مرة أخرى و بعد ستة أشهر بلغت قيمة أصوله مستويات قياسية:

"ثم كررنا هذه التجربة مرتين. في كل مرة كانت تنخفض أسهم الصندوق، كان المستثمرين يغطوننا بالمال — لأنهم كانوا يفهمون معارضين الحس السليم: أنه في هذه اللحظات بالذات يكون من الأفضل أن يقفزوا على متن القطار المغادر".

لقد كان الدرس المأخوذ من عام 1998 بالنسبة لتيبر في أنه أقوى الاضطراب في الأسواق فقط، طبعا في حال كنت قادرا على تحملها، هي التي تفتح أروع الفرص. لقد تعلم (و مستثمروه) استخدام مثل هذه اللحظات من أجل توسيع أعمالهم. لقد اختار هذا التكتيك أيضا بعد 10 سنوات خلال أسوأ أزمة اندلعت بعد انهيار ليمان براذرز ، عندما انخفضت أسهم أبالوسا بنسبة أكثر من 20% مقارنة مع القيمة القصوى.

لو قمت في منتصف التسعينات باستثمار 1 مليون دولار في صندوق ديفيد تيبر لكان استثمارك اليوم تصل قيمته إلى 250 مليون دولار. إلا أن هذا النجاح لم يسقط على الصندوق من السماء. كما قام تيبر ذات مرة بوصف استراتيجيته:

"إن استراتيجية الصندوق دائمة التقلب هي احدى ركائز نجاحنا."

يتم تداول أي سهم مع علاوة على المخاطرة. في المدى الطويل قد يكون متوسط الربح السنوي للمستثمرين في الأوراق المالية بحوالي 5% أعلى من أرباح الاستثمارات الخالية من المخاطر. هذا رقم ضخم بالنظر إلى إعادة استثمار الدخل خلال عشرات السنين.

ولكن يجب كسب الربح بالعمل الجاد — بالتغلب على أشد الصدمات التي تنتج في السوق. وكما بالتأكيد سيأكد بافيت و تيبر ، أنه بالذات عندما يعاني السوق من أصعب الأوقات، قد تكون المكاسب الكبيرة في متناول اليد.

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق