ماذا يحدث للسوق الأمريكية
Lucas Jackson/Reuters
الصفحة الرئيسية مال, السوق_الأمريكية

تسترد المؤشرات الأمريكية مواقعها بعد الانهيار المدمر وكذلك تدفع المؤشرات الصينية إلى الأعلى. ولكن ما مدى الخسائر؟

أدت الفوضى في السوق الأمريكية للأوراق المالية إلى تخفيض رأسملتها بـ 2.1 ترليون دولار.

وتعكس الخسائر الضخمة أعمق مخاوف المستثمرين بالنسبة لحالة الاقتصاد العالمي والركود الاقتصادي في الصين.

لأول مرة منذ سنة 2011 فقدت المؤشرات الأساسية الثلاثة: Dow و S&P 500 و NASDAQ أكثر من 10%. وهكذا يمكننا تصنيف هذا الانخفاض كتصحيح وإصلاح.

وفقا لبيانات S&P Dow Jones Indices انخفضت رأسملة مؤشر S&P 500 بترليونات الدولارات خلال ستة أيام من المبيعات النشطة، وهو المقياس الأحسن لسوق الولايات المتحدة.

ويكفي القول أن الخسائر تساوي تقريبا القيمة السوقية الإجمالية لشركات عملاقة مثل Apple ‪(NASDAQ: AAPL)‬، Google ‪(NASDAQ: GOOG)‬، Berkshire Hathaway ‪(NYSE: BRK.A)‬، ExxonMobil ‪(NYSE: XOM)‬، Facebook ‪(NASDAQ: FB)‬، Wal-Mart ‪(NYSE: WMT)‬ و 21 st Century Fox ‪(NASDAQ: FOX)‬.

وهناك أيضا طريقة أخرى لننظر إلى نطاق الخسائر. فهي كبيرة حتى أنها تتجاوز حجم السوق البريطانية للأوراق المالية كلها (في الوقت الحاضر رأسملة مؤشر S&P BMI U.K. تساوي 2.8 ترليون دولار).

كتب مدير بنك Merrill Lynch للاستثمارات كرستوفر هايزي في تقريره البحثي:

"يقارن المستثمرون السقوط الحالي بأزمات مالية سابقة".

أصبح النمو لسنتي 2014 - 2015 مبطلا

يوم الاثنين كان المستثمرون يتابعون الأسواق بفارغ الصبر. فقد مؤشر Dow 1089 نقطة غير مسبوقة أثناء بضعة دقائق بعد أن بدأت الصفقات.

فلم تبطل الصدمات الأخيرة نمو سوق الأوراق المالية في هذه السنة فحسب بل أبطلته تقريبا بالكامل في السنة السابقة أيضا. أصبح مؤشر Dow في يوم الثلاثاء على أدنى المستوى منذ شهر فبراير لسنة 2014. ولكن مع ذلك في الأربعاء قد ارتفع بـ 3.95% وارتفع S&P 500 بـ 3.9% ونما NASDAQ Composite بـ 4.24%. كذلك نمت كل من المؤشرات الصناعية العشرة لـS&P.

كان انهيار وول ستريت سبب القلق الشديد لدى المستثمرين بالنسبة للركود الاقتصادي في الصين. مع أن الجميع عرفوا أن اقتصاد الصين لا يقدر على النمو الهائل، ظهرت علامات جديدة أن هذا الركود يمكن أن يكون أخطر مما اُعتقد سابقا.

الصدمات في سوق الأوراق المالية والمشكلات في اقتصاد الصين

حدث الانهيار في السوق الصينية للأوراق المالية في بداية الصيف. ولم يكن واضحا في ذلك الوقت هل هذه الصدمات سببها "انفجار الفقاعة" أو هي النذير الأول للمشاكل العميقة في اقتصاد جمهورية الصين الشعبية.

في 11 أغسطس صدمت الصين الأسواق بخفض قيمة عملتها الوطنية. اعتبرت هذه الخطوة محاولة يائسة لدعم التصدير بترخيص السلع لمشترين أجانب.

وتفاقمت المخاوف في الأسبوع الماضي بعد أن هبط المؤشر الرئيسي لإنتاجية الصين حتى بلغ الحد الأدنى منذ الأزمة العالمية المالية. وأدى كل هذا إلى انخفاض السوق الصيني للأوراق المالية بـ 40% في الشهرين الأخيرين.

هل المبيعات مبررة؟

هل المبيعات في وول ستريت مبررة بالمخاوف بالنسبة لاقتصاد الصين؟ وهل تكون هناك خسائر أكبر من هذه في السوق في المستقبل؟

يؤكد Merrill Lynch أن الأوراق المالية الأمريكية "ستبقى معرضة للأخطار" على المدى القصير لأن بعض مستويات الدعم الرئيسية أصبحت مدمرة، ولذلك يستمر هبوط الأسهم الخاطفة الدوران.

ولكن خلافا لسوق الأوراق المالية لا توجد ظواهر الأزمة في الاقتصاد الأمريكي. رفع بنك Barclays في الأربعاء توقعات النمو الاقتصادي في الربع الثالث حتى 2.8%. فمثل هذه معدلات النمو الاقتصادي لا يمكن أن نسميها كسادا، بل يمكن الاعتراف بها كمعدلات قوية في البيئة الحالية.

وعلاوة على ذلك تبقى أسعار الفائدة على الحد الأدنى دون التأثير السلبي على سوق الأوراق المالية. تغرق البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم النظام الاقتصادي بالأموال وتحفظ أسعار الفائدة على أدنى مستوياتها التاريخية. مؤخرا لمح رئيس بنك نيويورك الاحتياطي الفدرالي بيل دادلي إلى أن الارتفاع الأول لأسعار الفائدة يمكن تأجيله لنهاية هذه السنة أو لبداية السنة القادمة. يقول Merrill Lynch:

"تشير العوامل الأساسية الإيجابية إلى تسارع النمو الاقتصادي. تبقى السياسة النقدية التكييفية في البلدان النامية على حالها وتدعم أسواق الأوراق المالية".

ومعنى الاستقرار الاقتصادي هو أن أرباح الشركات تبقى ثابتة. يمكن أن تكون شركات قطاع الطاقة استثناء وحيدا فهي عانت من سقوط أسعار النفط. تأثير الأرباح هو التأثير الحاسم على قيمة الأسهم.

هل حان الوقت للشراء؟

حجج القيمة العالية للأسهم الأمريكية لا تبدو مقنعة في الأيام الأخيرة.

يكفي النظر إلى مكرر الربحية (نسبة P/E) لمؤشر Dow. وفقا لبيانات ConvergEx تتداول الأوراق من مؤشر Dow على مستوى 15.5 من الربح المتوقع في هذه السنة وعلى 14 فقط في السنة القادمة. رغم أن هذه الأسهم لا يمكن أن تسميتها بالرخيصة ثمنها اليوم أشد جاذبية منه قبل عدة أشهر عندما بلغت نسبة P/E 18 نقطة.

يعتقد الخبير الرئيسي لإستراتيجية السوق لشركة ConvergEx نيكولاس كولاس أنه مع استمرار انخفاض سوق الأوراق المالية "سيبلغ المستويات الذي ستأتي في المقدمة فيها المؤشرات الأساسية".

اقرأ أيضا:
الرجاء وصف الخطأ
إغلاق