لماذا الاستثمار في منتج المعالجات يمكن أن يجلب العوائد فقط وليس الراحة النفسية.
أغلبية العمالقة في مجال التقنيات يعتبرون ما يملكونه واقعا ويرغبون في التطور في مجال الحوسبة السحابية أو الأجهزة الإلكترونية أو في المجالين سوية.
هذا القول صحيح بالنسبة لشركة Intel (NASDAQ: INTC). الشركة تواجه من فترة إلى أخرى إخفاقا في مبيع المعالجات للأجهزة، لكنها حققت نجاحا كمورد للمعالجات العادية لمراكز الحوسبة السحابية، التي تستخدم أغلبها نظام بناء x86. هذا منحى أعمال جيد لكنه وصل إلى ذروته، وإنتل كأي شركة تستحق المتابعة في مجال التقنيات تهدف إلى المزيد.
بلغ سعر السهم خلال المداولات يوم الأربعاء 27.52 دولارا والعائد سجل نسبة عالية بـ3.4% ويبقى ثابتا لعدة سنوات. عام 2012 بلغ 0.23 دولارا للسهم أما هذا العام وصل إلى 0.24 دولارا. الشركة تخصص للعوائد أقل من نصف الربح بسبب الاختلاف الكبير في هامش الربح والخسارة الذي يبلغ بل ويتجاوز أحيانا 25%.
غالبا الشركات التي تنتج "الحديد الخارجي" تسجل برامجها في هذه الأجهزة وتدفع للمبرمجين. خصوصية إنتل تكمن في أنها تقوم بالبرمجة بنفسها ما يثير انتقاد العديد. إذ هناك اعتقاد أن الشركة كان يمكن أن تكون أكثر ربحية لو كانت البرمجة منفصلة عن التصنيع. كما أن في هذه الحالة كانت الشركة أخذت على عاتقها مسؤولية أكبر.
لننظر إلى الـ100 مليون دولار التي استثمرها صندوق Intel Capital في Mirantis كإشارة إلى أن الشركة لا تزال تعاني من مشاكل. هدف الصفقة هو دعم انتشار Open Stack، تكنولوجيا سحابية بشيفرة مفتوحة بين الشركات، ما يعد شيئا إيجابيا. لكن هذا يتم من خلال شركة صغيرة تستطيع إنتل التحكم بها من خلال استثماراتها.
برر جوناتان ديفدسون هذا الاستثمار عندما كتب في مدونته أن الكثير من الشركات تجد Open Stack صعبا وبعيدا عن حاجات الشركات أما تحميله فيستغرق الكثير من الوقت. المحللون يعتقدون أنه من خلال الاستثمارات في Mirantis إنتل تخطو "خطوة كبيرة" نحو التكنولوجيا السحابية.
في الواقع لا يحدث شيء من هذا القبيل لأن Open Stack هي برمجيات بشفرة مفتوحة. باستطاعة إنتل أن تطور وظائف جديدة بشكل مستقل وإعطائها لـOpen Stack لو أرادت نجاح هذه الشركة. التعاون مع Mirantis يكون ذو منفعة لإنتل فقط لإنشاء مثيل لـOpen Stack وإنشاء نسخة "داخلية" للمبيع للمنافسة مع منتجات Red Hat (NYSE: RHT) و Hewlett-Packard (NYSE: HPQ) ومنتجات الشركات الأخرى.
هكذا إنتل لا تمارس نشاطا ضد مصالح Open Stack بل ضد مصالحها. بعد مرور سنوات عديدة لا تزال الشركة تشك في الشيفرة المفتوحة عندما يتقاسم المشتركون تكاليف العمل. إنتل لا تستطيع أن تتحكم بسير الأعمال لذلك ليست جانبا مستفيدا.
الرغبة في التحكم هي مشكلة الشركة لأكثر من 10 سنوات منذ أن بدا واضحا أن سيطرة Wintel من Microsoft (NASDAQ: MSFT) تنهار. في مجال تطوير البرمجيات إنتل تبقى المالك الوحيد. بينما Wintel شهدت على الأقل علامات انفتاح وتقاسم المسؤولية. حتى تصبح عمليات برمجة إنتل مفتوحة حقا ستبقى الشركة على ما هي عليه الآن: شركة تدفع عوائد من دون نمو وليست شركة تتطور، كما تريد هي رؤية نفسها.
كل واحد يملك ما يستحق، إذا تريد الاستثمار في الأرباح يمكنك شراء أسهم إنتل، وسيكون ذلك مربحا بسعر 28 دولارا للسهم. لكن إنتل لن تتجاوز رقمها القياسي الذي حققته في أواخر 2014 إن لم تفعل ما تفعله الشركات النامية وهو التعاون والمشاركة الصادقة مع الآخرين. التقسيم قد يساعد هذا التغيير، لكنه لن يحدث.