جزيرة صغيرة أصبحت هدفا للتجار الطامحين إلى الكسب على فائض النفط.
فائض الطلب في سوق النفط أصبح الأكبر خلال ثلاث سنوات أخيرة. لنرى كيف سيحصل التجار على الربح يجب النظر إلى جزيرة سانت لوسيا الصغيرة في البحر الكاريبي.
حسب مصادر معينة قامت شركة Glencore (LON: GLEN) مؤخرا باستئجار مخازن المستودع الوحيد لتخزين النفط. تنوي الشركة الاستفادة من الطلب الزائد في العقود الآجلة للنفط.
الفائض في العقود الآجلة هو عندما سيكون سعر العقد الآجل في السوق في المستقبل أكبر من سعره الآن (عند إصداره مباشرة.
عند ملء مخازن النفط اليوم يمكن الحصول على الربح في المستقبل من خلال فارق الأسعار. تجار النفط استخدموا هذه الفرصة في كل مكان، ابتداء من سانت لوسيا ومرورا بإفريقيا الجنوبية وروتردام.
يان تايلور المدير العام لشركة Vitol أكبر تاجر نفط مستقل في العالم صرح في وقت سابق لبلومبرغ:
"هناك فرص للاستفادة من فائض النفط المتزايد".
على الرغم من أن سوق النفط تشهد فائضا منذ أغسطس عام 2014 شهدت الأشهر الأخيرة اتجاها لزيادة أسعار النفط ما دعم عدد العقود التي يمكن أن تبرم. يوم الثلاثاء بلغ الفرق بين برميل نفط برنت بتوريد فوري وبرميل من ذات النوع بتوريد بعد سنة 7.82$ وهذا يزيد بمرتين الأسعار في يوليو.
بدء عمل مصانع تكرير النفط التي تستعد لموسم الشتاء في نصف الكرة الشمالي أدى إلى تقليص استهلاك خام النفط وارتفاع فارق السعر. في ذات الوقت التوريدات في المحيط الأطلنتي من المنتجين في بحر الشمال وغرب إفريقيا ارتفعت إلى حجمها الأكبر ما جعل التجار يبحثون عن مكان لتخزين الملايين من براميل النفط.
حسب مصارد Goldman Sachs ينتج العالم سنويا مليوني برميل زائد، وهذا يولد ضغطا زائدا على مساحات التخزين المتاحة.
تحركات السفن الناقلة
كما تشير المعلومات قامت Glencore تسيير سفينتها متوسطة الحجم Everglades المحملة بنفط بحر الشمال إلى سانت لوسيا في 9 سبتمبر. سفينة Vitol المسماة Front Ariake والمحملة بالنفط النيجيري تتجه إلى مخزن سالدانيا باي في جمهورية جنوب إفريقيا في 25 من أغسطس.
سعر النفط الحالي مناسب لتخزين النفط في المخازن على اليابسة فقط مثل مخازن سانت لوسيا وسالدانيا باي. حتى الآن العرض ليس بالحجم الذي يستدعي استخدام السفن الناقلة.
لكن هناك مؤشرات تدل على أن استخدام السفن الناقلة لتخزين النفط سيكون قريبا مبررا اقتصاديا. بحسب رأي بيدي روجرس رئيس شركة Euronav التي تمتلك أكبر أسطول من السفن الناقلة الكبيرة، في غضون 4 أو 5 أشهر سيكون تخزين النفط في البحر مربحا. يقول مدير قسم استراتيجيات الطاقة شركة Citigroup سيت كليمان:
" إذا لم يتم الطلب فجأة على النفط فسيكون تخزينه في البحر مربحا بداية من الخريف أو الربيع".
نفط سلطنة عمان
حسب تقديرات E.A. Gibson Shipbrokers زيادة العرض سيمكن في الفترة المقبلة من تخزين النفط الشرق الأوسطي مثلا النفط العماني على السفن الناقلة. اليوم الاختلاف في السعر في عقود الثلاثة أشهر على النفط العماني يبلغ 3$ للبرميل. هذا يكفي تقريبا لدفع نفقات التخزين على السفينة التي تبلغ 3.1$.
أكبر عائق في تخزين النفط على اليابسة أو في البحر هي نفقات التخزين. عندما امتلأت السوق بالنفط آخر مرة (عامي 2008 و 2009) كان نمو نفقات التخزين بطيئا ما سمح للتجار بالحصول على ربح كبير. اليوم الأرباح بين التجار ومالكي المخازن تتوزع بشكل متساو أكثر.
الطلب على التخزين نعمة لأكبر المخازن العالمية، بما في ذلك Vopak NV, Kinder Morgan Inc., Oiltanking GmbH Magellan Midstream Partners LP.
على الرغم من ذلك إذا أخذنا التاريخ في الاعتبار فالعرض الكبير يعني الانتعاش للتجار أيضا.
خلال فترة الطلب الكبير على النفط عام 2009 ربحت Vitol مبلغا قياسيا وهو 2.28 مليار دولار مقارنة مع 1.36 مليار عام 2008. حسب الربع الأول الربح الإضافي من تجارة BP (LON: BP) التي تملك شركة تجارية خاصة بها زاد عن 350 مليون دولار بالدرجة الأكبر بسبب الفائض الكبير.